خبر سويسرا تفجر أولى مفاجآت « المونديال » وتسقط العملاق الأسباني

الساعة 06:08 م|16 يونيو 2010

سويسرا تفجر أولى مفاجآت "المونديال" وتسقط العملاق الأسباني

فلسطين اليوم : غزة

أكد المنتخب السويسري أن المباريات تحسم على أرضية الملعب وليس على الورق وبأن الترشيحات لا تعني شيئا، وذلك عندما حقق أولى المفاجآت المدوية في مونديال جنوب أفريقيا 2010 بإسقاطه نظيره الاسباني بطل أوروبا بهدف نظيف اليوم الأربعاء على ملعب "موزيس مابهيدا" في ديربن ضمن الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الثامنة.

ودخل المنتخب الاسباني إلى العرس الكروي الأول في القارة السمراء وهو المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب للمرة الأولى بسبب العروض الرائعة التي قدمها قبل انطلاق النسخة التاسعة عشرة، لكن المنتخب السويسري رفض أن يكون ضحية جديدة لبطل أوروبا فحقق المفاجأة وأسقط الأسبان لأول مرة من أصل 19 مواجهة جمعت الطرفين حتى الآن، بينها اثنتان في النهائيات عامي 1966 و1994 (2-1 في الدور الأول و3-صفر في الدور الثاني على التوالي).

وسجل المهاجم السويسري جيلسون هرنانديز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 52من هجمة مرتدة سريعة تغلب في الهجوم السويسري على الدفاع الأسباني الذي كان منشغلا بالمشاركة في الهجمات المتوالية لبطل أوروبا.

ووضعت سويسرا بالتالي حدا لمسلسل انتصارات العملاق الأسباني عند 12 فوزا على التوالي وألحقت به الهزيمة الثانية فقط في مبارياته ال49 الأخيرة، ليصبح رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في وضع حرج، خصوصا أن المباراة الثانية في هذه المجموعة انتهت بفوز تشيلي على هندوراس بهدف نظيف أيضا.

ونجح المدرب الألماني اوتمار هيستفيلد في التفوق على نظيره دل بوسكي لأنه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم أسبانيا الذين قادوا بلادهم قبل عامين إلى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ عام 1964، ولعب على الهجمات المرتدة التي أعطت مفعولها المطلوب.

وحافظ المنتخب السويسري على نظافة شباكه في النهائيات ل484 دقيقة على التوالي لأنه ودع النسخة السابقة من الدور الثاني دون أن تتلقى شباكه أي هدف في المباريات الأربع التي خاضها، ويعود الهدف الأخير الذي تلقاه إلى الدقيقة 86 من مباراته مع اسبانيا أيضا في الدور الثاني من مونديال 1994 التي انهزم فيها بنتيجة ثلاثة أهداف نظيفة.

هجوم متواصل

وبدأ دل بوسكي اللقاء كما كان متوقعا بإشراك اندرياس انييستا منذ البداية بعد شفائه من الإصابة، فيما بقي لاعب أرسنال فرانسيسك فابريغاس على مقاعد البدلاء.

وتولى مهاجم برشلونة الجديد دافيد فيا مهام رأس الحربة وحيدا بسبب عودة مهاجم ليفربول الانكليزي فرناندو توريس إلى الملاعب مؤخرا بعد عملية جراحية، وقد لقي مهاجم فالنسيا السابق مساندة هجومية من انييستا وتشافي ودافيد سليفا، فيما تولى الثنائي سيرجي بوسكيتس وتشابي الونسو مهام الوسط الدفاعي.

وفي الجهة المقابلة، افتقد منتخب هيتسفيلد جهود قائده الكسندر فراي بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل النهائيات، ولعب في المقدمة مهاجما باير ليفركوزن الألماني ارين ديريدوك وتونتي انشكيده الهولندي بلايز انكوفو ومن خلفهما صانع ألعاب ليفركوزن ترانكيو بارنيتا.

وفرض الأسبان أفضليتهم منذ صافرة البداية وحاصروا لاعبي سويسرا في منطقتهم لكن دون أي فرص على مرمى حارس فولفسبورغ الألماني دييغو بيناغليو وذلك بسبب نجاح الدفاع المحكم الذي طبقه هيستفيلد حيث أغلق منطقته بشكل تام، مما حرم أبطال أوروبا من الوصول إلى المرمى باستثناء محاولة لسيرجيو راموس الذي توغل في الجهة اليسرى قبل أن يسدد إلى جانب القائم الأيسر (18).

وحاول المنتخب الأسباني أن يجد الحلول بالتسديدات البعيدة فاختبر انييستا حظه لكن بيناغليو لم يجد صعوبة في التعامل مع الموقف (21)، ثم تدخل مجددا وهذه المرة في وجه جيرار بيكيه الذي تلاعب بالمدافع شتيفان ريختينغ قبل أن يسدد من مسافة قريبة جدا لكن حارس فولفسبورغ تعملق وأنقذ منتخبه (24).

وجاء الرد السويسري وللمرة الأولى منذ صافرة البداية من ركلة حرة نفذها لاعب سمبدوريا الايطالي ريتو زيغلر لكن ايكر كاسياس تدخل على دفعتين ليحرم السويسريين من التقدم (28).

وتلقى المنتخب السويسري ضربة قاسية بإصابة مدافع ايفرتون فيليب سنديروس مما اضطر هيتسفيلد إلى استبداله في الدقيقة 36 بمدافع هرتا برلين الألماني ستيف فون بيرغن.

وبقيت النتيجة على حالها حتى أطلق الحكم الانكليزي هاورد ويب صافرة نهاية الشوط الأول، ثم بدأ الأسبان الشوط الثاني كما كانت الحال في الأول، فحاصروا السويسريين في منطقتهم وكادوا أن يفتتحوا التسجيل عندما لعب تشافي كرة عرضية من الجهة اليسرى وصلت إلى رأس كارلوس بويول الذي حولها نحو القائم الأيمن لكن بيناغليو تدخل ببراعة وفي الوقت المناسب ليقطع الكرة ويحولها إلى ركنية قبل أن يضعها راموس في الشباك (51).

وانتقل الخطر سريعا إلى الجهة المقابلة من هجمة مرتدة سريعة أحدثت معمعة كبيرة داخل المنطقة بعدما فشل كاسياس في قطع الطريق على ديرديوك بالشكل المناسب فسقطت الكرة أمام لاعب سانت اتيان الفرنسي جيلسون فرنانديز الذي أودعها الشباك الخالية (52).

محاولات اسبانية

وحاول أبطال أوروبا أن يعوضوا سريعا وحصلوا على فرصة لإدراك التعادل بكرة رأسية من راموس اثر ركلة ركنية من تشافي لكن محاولة لاعب ريال مدريد علت العارضة بقليل (60)، ثم زج دل بوسكي بالثنائي خيسوس نافاس وتوريس بدلا من دافيد سيلفا وبوسكيتس ((62) سعيا لتعزيز الناحية الهجومية والتعادل الذي كاد أن يأتي من تسديدة قوية لانييستا لكن محاولة لاعب وسط برشلونة لم تجد طريقها إلى المرمى (63).

ثم حصل توريس على فرصة ذهبية لإطلاق المباراة من نقطة الصفر عندما وصلته الكرة عندما مشارف المنطقة بتمريرة من فيا لكن مهاجم ليفربول فضل أن يتلاعب بالمدافع عوضا عن التوجه مباشرة إلى المرمى والانفراد بالحارس، فضيع الفرصة بعدما سدد الكرة إلى جانب القائم الأيسر (70).

وواصل الأسبان اندفاعهم التام وهددوا مرمى بيناغليو مجددا وهذه المرمى بكرة صاروخية أطلقها تشابي الونسو لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من العارضة (73).

ثم لعب الحظ دوره أيضا في حرمان السويسريين من فرصة إطلاق رصاصة الرحمة على أبطال أوروبا بعدما تلاعب درديوك ببويول وبيكيه قبل أن يسدد الكرة في القائم الأيسر (75).

وتفاقمت الأمور على الأسبان بتعرض انييستا للإصابة مجددا مما اضطر دل بوسكي إلى إخراجه وإدخال زميله الشاب في النادي الكاتالوني بدرو رودريغيز (77)، في وقت واصل فيه الأسبان ضغطهم واقتربوا مجددا من التعادل بتسديدة لنافاس لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الأيمن (89).

ورد السويسريون بفرصة اخطر لهاكان ياكين الذي دخل بدلا من ديرديوك لكن محاولة لاعب وسط لوسيرن علت العارضة بقليل (80)، ثم بقيت النتيجة على حالها رغم الضغط الاسباني الكبير، لتخرج سويسرا فائزة ومسطرة أكبر مفاجأة في النسخة الحالية للمونديال حتى الآن.