خبر في غزة .. سنابل القمح يحصدها الرصاص

الساعة 04:45 م|16 يونيو 2010

في غزة .. سنابل القمح يحصدها الرصاص

فلسطين اليوم : غزة

بين الكر والفر ووابل من الرصاص، تنحني وتستقيم قامات مزارعات بلدة خزاعة على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس في قطاع غزة، حيث سنابل القمح تنتظر حصادها قبل أن تجف مع نهاية الأسبوع الجاري.

وتتحدى المزارعات رصاص جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي الذين سرعان ما يطلبون دعماً، تتجمع معه سيارات عسكرية على الحدود الفاصلة لمراقبة المزارعات والمنطقة المحيطة وإطلاق الرصاص عليهن في حال تجاوزت خطاهن الثلاثمائة متر التي فرضتها بقوة النيران مع بداية العام الماضي كحزام أمني داخل أراضي القطاع يمنع تخطيه.

وتتوجه، عادة، لمساندة المزارعات مجموعة من المتضامنين الأجانب يرتدون سترات فوسفورية كي يتعرف إليهن الجنود الإسرائيليون في سبيل حماية حياة هؤلاء المزارعات. وغالباً ما كانت تنجح هذه الخطط في تمكينهن من حصد القمح، وكذلك الأمر مع مزارعي الفراولة والحمضيات الذين تقع أراضيهم على حدود الحزام الأمني في شمال القطاع.

لكن الوضع يبدو اليوم مختلفاً، إذ أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من الرصاص على المزارعات، مراراً وتكراراً. إلا أن متضامنة تدعى بيانكا وقفت تمسك مكبراً للصوت تخاطب به الجنود الإسرائيليين قائلة: "أتينا للزراعة فلا تطلقوا النار".

وجعل إصرار جنود الاحتلال على إطلاق الرصاص لفرض الحزام الأمني، حصاد القمح هذا العام مغامرة حقيقية، كما جعل ساعات العمل يتخللها عدد من الاستراحات الإجبارية حتى يخف إطلاق النار فيرجع الجميع إلى مكانه.

وتقول المتضامنة بيانكا التي أصيبت قبل نحو شهر برصاص الاحتلال في الجزء العلوي من ساقها حين اقتربت من الحدود مع مزارعين من مخيم المغازي للاجئين: "لم تعد ساقي تؤلمني، وبمجرد أن شفيت ركضت إلى أراضي المزارعين في منطقة الحزام الأمني كي أساعدهم، لأنني أشعر بأن هذا أقل شيء يمكن عمله لأهالي غزة". وأضافت أن "المزارعين يتصلون بنا عبر مجموعة من المؤسسات الأهلية، كي نتوجه معهم إلى أراضيهم لأنهم يشعرون بالخوف من أن يقتلهم الجنود، وهذا يحدث كل شهر تقريباً، وعلى الفور نتوجه معهم، فالشهر المقبل، على سبيل المثال، سنحصد الجوافة وبعض الحمضيات من أراضي مزارعي منطقة الفراحين" في بلدة عبسان شرق خان يونس.

وأشارت الى أن الطريقة التي يتبعونها للتعامل مع الجنود هي "عبر مكبر الصوت في حال بدأوا في إطلاق النار، ونخبرهم أننا جئنا فقط للزرع أو الحصاد، ثم نصمد في وجه الرصاص ونحمي المزارعين، ونتنقل معهم، لكن في حال كان الرصاص جنونياً كما حدث اليوم، ترجع إلى أذهاننا صورة ريتشل كوري والظلم الذي تعرضت له فننسحب جميعاً".