خبر نحن مذنبون والعالم كله ضدنا.. يديعوت

الساعة 08:18 ص|16 يونيو 2010

نحن مذنبون والعالم كله ضدنا.. يديعوت

بقلم: اسحق بن اسرائيل

من الصعب التحرر من الاحساس بان العالم يتجه ضدنا بشكل غير مسبوق: نحن ننطلق الى حرب دفاعية صرفة بعد ثماني سنواته من تلقي ضربات الصواريخ، والعالم يرد بتقرير غولدستون الذي يتضمن اتهامات عديمة الاساس. الاكاديمية البريطانية تحاول المرة تلو الاخرى مقاطعة الاكاديمية في اسرائيل، والحكومة البريطانية تطرد مندوب الموساد للاشتباه بتزييف جوازات السفر التي استخدمت لتصفية شخص كرس حياته للمس بالابرياء. علاقاتنا مع تركيا في أزمة عميقة، ولا يمر يوم دون أن يظهر السيد اردوغان "وجهنا الحقيقي". اللاسامية التي ميزت علاقاتنا الخاصة مع الولايات المتحدة اختفت، والادارة الامريكية لا تتردد في ان تهين علنا رئيس وزراء اسرائيل والوقوف على رأس المعسكر المطالب على نحو تظاهري بتجميد المستوطنات. وحتى القدس اصبحت فجأة "مستوطنة". دعوتنا لوقف التحول النووي لايران تصطدم برد فاتر من العالم. لا يوجد شيء يرمز اكثر الى تدهورنا في الرأي العام العالمي من دعوة عضو البرلمان الايرلندي التحقيق مع بعثة الجيش الاسرائيلي الى هاييتي اذا كانت استغلت الفرصة لقطع اعضاء بشرية.

نحن ننظر الى المعاملة التي يعاملنا بها العالم ولا نفهم. كيف لا يرون اننا محقون؟ أليس من حقنا منع السلاح والصواريخ عن مخربي حماس؟ أليس واضحا للجميع بان المواطنين على "مرمرة" قتلوا فقط بعد أن حاولوا المس بجنودنا؟ ماذا يحصل هنا؟ أهذه مجرد مسألة اعلام ام ربما ذات الوحش اللاسامي القديم يرفع رأسه بلباس جديد.

الرد الجماهيري المميز على "الهجمة" العالمية هو تأييد الحكومة: اذا كان الجميع ضدنا فعلينا ان نتحد. هذا رد لا ينزل الى جذر الامور. العالم، يا سادتي، ليس ضدنا بهذا القدر. الاصح القول اننا نحن (أي، الحكومة) ضد العالم. انصرفت عيوننا عن ان نرى الوضع كما هو: وضع يعيش فيه الفلسطينيون تحت احتلالنا، ضد ارادتهم وضد ارادة العالم بأسره. ونحن، بدلا من أن نواصل تنشئة مجتمع مفتوح، اخلاقي وديمقراطي هنا، نوظف زمننا في حل مسائل تتعلق بقبور عتيقة، العاب كراسي مع جارتنا الكبيرة تركيا، لي اذرع مع الرئيس الامريكي ("انتصرت عليه"، ادعى رئيس وزرائنا قبل اسبوعين فقط)، وبالاساس بتجميد عميق لكل أمل في الاتفاق مع جيراننا.

من الصعب التصديق ولكن قبل اقل من سنة ونصف فقط، فور "رصاص مصبوب"، امتثل هنا زعماء العالم الحر باسره لتأييد الاغلاق على حماس في غزة. كيف حصل أن فجأة بات الجميع يطالبون بالغائه؟ الجواب بسيط: حكومتنا، حكومة يمينية مع قدمين يسرويتين، نجحت في السنة الاخيرة بان تحرق كل الائتمان الذي وضعت تحت تصرفنا. ومن ليس له ائتمان، فانه سرعان ما يتدهور.

ليست اللاسامية هي المذنبة في وضعنا. فهذه بالتأكيد موجودة ولا تساعدنا، ولكن حتى تحت هذا الوضع التعيس يجب معرفة كيفية التصرف بحكمة ومحاولة ايجاد الطريق السوي. نحن أنفسنا مذنبون بوضعنا، وبشكل محدد من يقودنا: رئيس الوزراء المنقطع تماما عما يحصل في العالم حوله ولا يعرف بنفسه الى أين يريد أن يصل (باستثناء الى نهاية الولاية)، وزير دفاع فقد منذ زمن بعيد كل صلة له بالواقع (وساذج من يعتقد بان هذا هكذا فقط في المجالات الشخصية والسياسية المكشوفة أمام ناظر الجمهور)؛ وزير الخارجية مجرد تعيينه يشكل علما أحمر في نظر معظم العالم، و "سباعية وزراء" تمنح معنى قاتما أكثر من ذلك لتعبير "الجلوس لسبعة" (الحداد).

ونقطة صغيرة اخرى: قد نكون الدولة الغربية الوحيدة التي تندد بها الامم المتحدة صبح مساء، مرات عديدة دون أساس، ولكننا ايضا الدولة الغربية الوحيدة التي تحتل شعبا مجاورا منذ أربعين سنة، وبالتوازي توجه اصبعا مشينا لكل من يتجرأ على أن يقول أي شيء عن ذلك.