خبر ناشطة نسوية من غزة تدلي بشهادتها هاتفيا أمام لجنة رصد الانتهاكات الإسرائيلية

الساعة 01:58 م|15 يونيو 2010

ناشطة نسوية من غزة تدلي بشهادتها هاتفيا أمام لجنة رصد الانتهاكات الإسرائيلية

فلسطين اليوم: غزة

أدلت الناشطة النسوية ومديرة طاقم شؤون المرأة في قطاع غزة نادية أبو نحلة بشهادتها هاتفيا أمام اللجنة الخاصة لرصد الانتهاكات الإسرائيلية والتي عقدت جلستها في الأردن، حيث حال الحصار دون تمكنها من الإدلاء مباشرة بهذه الشهادة ،واستبدلت هاتفيا لمدة ساعة كاملة ،وهى المرة الأولى منذ أربع سنوات يتاح لها الإدلاء بهذه الشهادة.

 

وعرضت أبو نحلة خلال شهادتها، مجمل الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني والتي مست بشكل مباشر الحق في الحياة نتيجة استخدام القوة المميتة، وعمليات القتل واستهداف المدنيين دون مراعاة للقانون.

 

كما تطرقت أبو نحلة إلى الحصار وتأثيره على الحق في الحياة والتمتع بمستوى معيشي لائق في زمن السلم والحرب والنزاعات المسلحة ، وتأثير الحصار و نقص الغذاء على حياة السكان عامة والنساء والأطفال على وجه الخصوص ، وانعدام الأمن الغذائي والفقر المدقع الذي يعاني منه ما نسبته 70% من الأسر الفقيرة في قطاع غزة.

 

كما عرضت الناشطة أبو نحلة إحصاءات حول تأثير الحصار على صحة النساء والأطفال حيث تعاني معظم النساء من فقر الدم في حين يعاني الأطفال من التقزم والنحافة والهزال وهذا مخالف لمبادئ القانون الدولي الإنساني والحق في التمتع بغذاء صحي متكامل، موضحة أن إسرائيل استهدفت هذه الحق من خلال تدميرها للتربية واقتلاعها للأشجار المثمرة ، وتدمير مصادر المياه العذبة وتقليص عدد البضائع المسموح بإدخالها إلى القطاع.

 

كما تحدثت أبو نحلة حول تدني دخل الأسرة الغزية واعتماد أكثر من 70% منها على المساعدات الاغاثية حيث تراوح دخل الأسرة دولار واحد شهريا، ما انعكس على قدرتها على توفير الحد الأدنى من متطلبات الغذاء الكاف ، فضلا عن تلوث المياه وعدم قدرة معظم الأسر على شراء المياه العذبة الصالحة للشرب، فضلا عن محدودية الساعات التي تتلقي فيها الأسرة المياه التي تتراوح ما بين 5-7 ساعات يوميا وهي غير كافية للقيام باحتياجات الحياة اليومية.

كما تطرقت الناشطة أبو نحلة لانتهاك الحق في السكن ليس من خلال تدمير البيوت فحسب بل من خلال منع دخول مواد البناء لإعادة اعمار البيوت التي دمرت خلال الحرب، لافتة أن  6400 منزلا دمر بالكامل وجزئيا وهناك 3600 أسرة أصبحت بلا مأوى، ما انعكس ذلك على مجمل الحياة الاجتماعية وأحدث نوعا من التفسخ الاجتماعي نتيجة تشتيت الأسرة وافتقاد الحاضنة الرئيسة لها، ماأدى إلى عودة ظاهرة تزويج صغيرات السن بعدما أصبحن عبئا عليهن في ظل الظروف الجديدة.

 

وقالت أبو نحلة في ذات السياق بأنه كان من المفترض أن تبنى 7500 وحدة سكنية كاحتياج للتوسع السكاني ولكنها أوقفت وهذا يهدد حياة الأزواج الشابة والمقبلين على الزواج، فضلا عن بروز مشاكل أخرى اجتماعية تواجه النساء على وجه الخصوص.

 

كما عرضت أبو نحلة للانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل من خلال فتح السدود وضخ المياه العادمة ما الحق أضرارا بأحياء المغراقة ومخيم البريج أدت إلى تضرر (78) أسرة جراء ذلك وإتلاف وتدمير ممتلكاتهم وهناك (3 )اسر تعيلها نساء أصبحت بلا مأوى جراء تدمير ممتلكاتهم وأصبح هناك حوالي( 396 )مواطنا بدون مأوى.

 

كما قدمت أبو نحلة أمام اللجنة عرضا لحالات القتل وشهادات العائلات في شرق مخيم المغازي وتجريف بيوتهم عدا عن معاناة قرية المصدر شرق مدينة دير البلح.

 

كما تطرقت نادية لأزمة الكهرباء والعجز الذي بلغ 40% وتأثيره على الصحة والبيئة، وحالات القتل حيث سجلت (29) حالة وفاة نتيجة الاستخدام الخاطئ للمولدات، فيما أصيب (27 )حالة بتسمم بأول أكسيد الكربون جراء الحرائق والانفجارات واستخدام الشموع كبديل.

 

وتحدثت أبو نحلة حول انتهاك حق حرية التنقل والإقامة والقرار 1650 القاضي بإبعاد حملة الهويات الغزية إلى قطاع غزة حيث توجد( 170 )أمراه من حملة الهويات المقدسية متزوجات في غزة ويعانين من التواصل مع عائلاتهم ماألحق أضرارا بعلاقاتهم الاجتماعية والخاصة.

 

وتابعت في ذات السياق أن هناك( 38 )أمرأة توفيت جراء الحصار والمنع من السفر وتلقي العلاج خارج الوطن، فيما تقلص عدد المرضي القادرين على الحصول على تحويلات للخارج منذ عام 2006 بنسبة 54%.

 

وتطرقت أيضا أبو نحلة إلى آخر هذه الانتهاكات والمتمثلة  بالاعتداء على المتضامين الأجانب في أسطول الحرية واعتقال وفاء الدهشان المريضة بالسرطان وتكبيلها لمدة سبعة ساعات ثم نفيها إلى تركيا وزوجها عبر معبر بيت حانون.

 

وطالبت أبو نحلة في نهاية شهادتها المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين، واعتبار كل ما قامت به إسرائيل من انتهاكات جرائم حرب يجب ملاحقة مرتكبيها وتمكين اللجنة من القدوم إلى قطاع غزة لمقابلة الضحايا بشكل مباشر وتسجيل شهاداتهم.