خبر أنقذوا حياة الدكتور عزيز دويك .. محمد صالح المسفر

الساعة 10:42 ص|15 يونيو 2010

بقلم: محمد صالح المسفر

تساهم السلطة العباسية في رام الله في اغتيال الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني، تمثلت المحاولة الأولى عندما حاصرت مجموعة من الجيش الإسرائيلي منزله في مدينة رام الله في يونيو 2006 والذي لا يبعد عن بيت رئيس السلطة المنتهية ولايته السيد محمود عباس كثيرا، ولم يحاول إنقاذه من الاختطاف، بالرغم من وجود عسكر وميليشيات محمود عباس المسلحين الذين يحمونه ويحمون منزله، يضاف إلى ذلك أن الرئيس عباس له علاقات وثيقة وصداقات لا ينكرها مع رموز الكيان الإسرائيلي وله دلالة عليهم لارتباطاته الأمنية المؤكدة معهم، وكان بإمكانه استخدام كل نفوذه وعلاقاته مع القيادات الإسرائيلية وكذلك الإدارة الأمريكية لإنقاذ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ( البرلمان )، بل اختطفت 29 نائبا منتخبا آخرين، وكذلك 8 وزراء في السلطة التنفيذية، وهذا الصمت العباسي يعتبره الكاتب اغتيالا سياسيا لكل الذين اختطفوا سواء كانوا وزراء أو نوابا في السلطة التشريعية.

أما المحاولة الثانية لاغتيال الشيخ المجاهد الدكتور عزيز سالم دويك فهي منعه من السفر لإجراء عملية زرع كلى لأنه أصيب بفشل كلوي خلال سنوات اعتقاله في السجون الإسرائيلية، إلى جانب ذلك فإنه مصاب بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم نتيجة للفشل الكلوي. لقد تبرع أحد أبنائه بكليته لوالدة ولكن لم تسمح لهما السلطة بمغادرة الضفة الغربية لتلقي العلاج.. ألا يعتبر ذلك محاولة اغتيال لشخص قيادي في مكانة الدكتور دويك؟

ولمن لا يعرف المجاهد عزيز سالم دويك أبو هاشم، نقول إنه ولد في مصر من أم مصرية وأب فلسطيني العام 1948، هذا العام هو العام الذي تم احتلال الجزء الأكبر من فلسطين من قبل المهاجرين المسلحين اليهود بمعونة القوات البريطانية التي كانت لها اليد العليا في فلسطين، نشأ دويك وترعرع على تراب فلسطين، أدخل السجون الإسرائيلية خمس مرات نظرا لمقاومته للاحتلال الإسرائيلي، وأبعد مع رفاقه الـ 415 مناضلا فلسطينيا إلى مرج الزهور جنوب لبنان وأذّكّر كل صاحب ضمير في فلسطين وخارجها أنه في الوقت الذي كان يعاني الدكتور أبو هاشم دويك ورفاقه الشرفاء من ملاحقة الجيش الإسرائيلي وعملائه، وعذاب سجون الاحتلال، وحرمانه من رؤية أبنائه وكافة أفراد أسرته، كان أفراد سلطة رام الله يتنقلون بالدرجة الأولى جوا في كل عواصم الدنيا، كانوا ينزلون في فنادق الخمسة نجوم فوق الممتازة، بينما المناضلون الفلسطينيون يتعرضون لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد والملاحقة رفض ورفاقه ذلك الإبعاد وآثروا البقاء في العراء في زمهرير شتاء لبنان حتى أرغموا العدو على عودتهم إلى فلسطين "غزة".

الدكتور دويك أستاذ محاضر في جامعة النجاح الفلسطينية لم يساوم عدوعلى وطنه ومواطنيه رغم كل الضغوط النفسية والجسدية والصحية والمعيشية، لم يساوم من أجل منصب رغم كل الإغراءات. بعد معاناة الاعتقال وتأكد الإسرائيليون من استفحال أمراضه أطلقوا سراحه بعد 36 شهرا، أي ثلاث سنوات، عانى فيها الكثير، واعتلت صحته وأعطي في سجنه أدوية ألحقت به أضرارا صحية ما انفك يعاني منها ومن أخطرها الفشل الكلوي

( 2 )

إن حياة الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي المنتخب في خطر نتيجة لأمراضه التي أتينا على ذكرها من آثار السجون الإسرائيلية، وإن المسؤولية عن حياته تتحملها سلطة رام الله بكل أفرادها ما لم تسارع إلى إخلاء سبيله ومرافقيه في الانتقال إلى الخارج لتلقي العلاج. ونذكر بأن فاتورة علاج أفراد السلطة وأسرهم في الخارج حتى لو كانت أمراضهم "لفحة برد" أو نوبة غطاس شتوي، تجاوزت فاتورة استيراد الأدوية لشعب فلسطين المحاصر في غزة والقابع في الضفة الغربية تحت نفوذ السلطتين، سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وسلطة الثنائي عباس وفياض. إن الدكتور دويك من حقه القانوني تلقي العلاج في أي مكان أسوة بغيره من أفراد السلطة خصما على ميزانية وزارة الصحة الفلسطينية، ولكن الدكتور دويك لن يكلف تلك السلطة الباهتة تكاليف علاجه وإنما سيتحملها أصدقاؤه المخلصون، وإن ابنه حفظه الله قد منح والده الدكتور عزيز إحدى كليتيه، وإن الكاتب يعلن على الخلق كلهم أنه على استعداد للانضمام إلى ابن الشيخ دويك في التبرع بكليته من أجل إنقاذ المجاهد الدكتور عزيز دويك.

آخر القول: انقذوا حياة مجاهد فلسطيني بالسماح له بالسفر لتلقي العلاج في الخارج. انقذوا شعبكم وأرضكم من الاستبداد الصهيوني، واخلصوا لوطنكم ومواطنيكم قبل الإخلاص للثراء غير المشروع على حساب شعبكم، العدو يتعاون عليكم وعلى إخراجكم من دياركم رغم خلافاتهم فيما بينهم، ورغم استسلام سلطتكم لإرادته فتعاونوا للتصدي لهم بالرغم من كل خلافاتكم. فهل أنتم فاعلون؟؟