خبر قبيل لجنة اوباما- هآرتس

الساعة 08:54 ص|15 يونيو 2010

قبيل لجنة اوباما- هآرتس

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: حديث عن الخطة التي سيضعها براك اوباما على مائدة الامم المتحدة بين أيلول وتشرين الاول بحسب مخطط بوش الاب لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي - المصدر).

إن لجنة تحقيق الاحداث في السفينة التركية "مرمرة" غير مهمة عند الرئيس براك اوباما. فهذا منغص فقط، الالتفاف عليه بوهم التحقيق تحصيل حاصل للوصول الى الغاية الحقيقية وهي خطته العامة للسلام في الشرق الاوسط التي ستعرض على الاطراف وتوضع على مائدة الامم المتحدة بين ايلول وتشرين الثاني. ستؤلفها لجنة من شخص واحد، هي لجنة اوباما.

        قبل نحو من عشر سنين عملت لجنة تحقيق كان أحد اعضاؤها تركيا (الرئيس السابق سليمان ديميريل) ، حاولت النظر الى الوراء والى الامام في الان نفسه. لم ينجح ذلك. كانت اللجنة، برئاسة السيناتور المتقاعد جورج ميتشل، يفترض ان تحدد من هو المسؤول عن نشوب أحداث الشغب في أيلول – تشرين الاول 2000، قبل انشائها بثلاثة اسابيع. في الشهور التي مرت حتى تقديمها للتقرير هزم اريئيل شارون ايهود باراك، وأخلى بيل وهيلاري كلينتون البيت الابيض لجورج بوش. ومع موت التقرير ورث للنزاع الوسيط ميتشل ومساعده فيرد هوف اللذين يحادثان الاسرائيليين والسوريين والفلسطينيين.

        يذكر باراك كيف وزن في موازاة اقامة لجنة ميتشل الاستجابة لمبادرة قائدي الليكود المضروب شارون وسلفان شالوم، الى الانضمام كوزيري الخزانة العامة والداخلية الى حكومته وانقاذها من السقوط. وصد باراك عن ذلك وكان على شفا الموافقة لئلا يستقيل يوسي بيلين من الحكومة احتجاجا ويعيب عليه كرهه للسلام.

        مر عقد، واصبح باراك هو بيلين، في قدرته على التأثير في بنيامين نتنياهو. يعلم باراك ان نتنياهو يعلم أن اوباما يعلم، ان استقالة رئيس حزب العمل من الحكومة ستعبر عن عدم الثقة باستعداد نتنياهو العملي للتقدم في السلام.

        لكن باراك صاحب ودود وليس زعيما. انه صاحب ودود لبيبي. وهو ليس حاييم وايزمان بل ولا عزرا وايزمن، بل شيري وايزمن فقط. وبدل ان يوحد القوى مع الفريق غابي اشكنازي لقيادة توجه معتدل واع، يحارب رئيس هيئة الاركان.

        بعد أربعة أشهر ينتهي تجميد البناء في المناطق. يستطيع اوباما ان يقرر تقديم خطته قبل ذلك، أو ان يضبط نفسه قليلا وينتظر الى ما بعد انتخابات منتصف الولاية لمجلس النواب. يحاول نتنياهو كعادته الالتفاف عليه من اليمين، بحلف مع الجمهوريين، وليس النجاح حقيقيا: فقد تحدث السيناتور الجديد من ماساشوسيتس، سكوت براون والمرشح حاكما لفلوريدا: ماركو روبيو، وهما منافسان ممكنان في ترشيح حزبهما للرئاسة في 2012، تحدثا في الايام الاخيرة مؤيدين اسرائيل ومعارضين اوباما في شأن "مرمرة"، لكن هذا لا شأن له، لانه لا اختلاف في المخطط السياسي الذي هو تراث بوش.

        ان عملية اوباما للالتفاف المضاد على نتنياهو ليست سياسية. انها الاستيضاح الأمني، المباشر وغير المباشر، لمواقف الجيش الاسرائيلي، في لقاءات مع اشكنازي، ومع رئيس شعبة التخطيط اللواء أمير ايشل (هذا الاسبوع في واشنطن) ومع ضباط كبار متقاعدين، خبراء بالمزاج العام في هيئة القيادة العامة ووزارة الدفاع.

        إن لاوباما امتياز كبير على نتنياهو فهو لا يحارب من أجل بقائه، وليس من الضروري ان توجه اعتبارات انتخابات 2012 مساراته ولا حتى في مواجهة ايران. فأوباما قد أصبح رئيسا. وهو يريد ان يكون رئيسا عظيما، وفي النهاية بحسب طابعه وتأهيله، واذا سيطر الديمقراطيون على البيت الابيض وعلى مجلس الشيوخ، فقد يكون رئيس المحكمة العليا، على نحو يشكل سابقة، هو وليام هاورد تافت. لاوباما رؤيا أما نتنياهو فلا. لنفرض أن يزول التهديد الايراني فماذا سيكون بعد ذلك.

        قال ميتشل في محاضرة في نهاية آيار ان النزاع قابل للحل وان المخطط موجود معلوم ويحتاج في الاساس  الى زعامة. قدم بشار الأسد الجزء السوري من المخطط في ذلك الوقت، في مقابلة صحفية هامة مع تشارلي روز. قال الاسد إن الاولوية العليا هي ان تكون سورية علمانية. وهي ستصر على حدود الخامس من حزيران، أما اسرائيل فستصر على ترتيبات أمنية ويجب فقط ان يوجد ربط بين الفكرتين. ستكون القاعدة هي مؤتمر مدريد في 1991 (يرى اوباما بوش الاب قدوة في السياسة). ويميز الاسد بين سلام تعاقدي يتحقق على الزمن وبرقابة نظام، وبين سلام حقيقي يتعلق ايضا بحل المشكلة الفلسطينية. وهو يعلم ان امريكا ليست هي الرئيسة فقط بل هي الكونغرس ايضا المنصت لرغبات اسرائيل.

        من تشارلي روز حتى "حديقة الورد"، أي التوقيع في حديقة الورد في البيت الابيض، يوجد بعد يمكن عقد قنطرة فوقه. سيحاول اوباما. وعندما يعمل نتنياهو في تفجير القنطرة، أين سيكون باراك؟