خبر تسابق الأطفال على العمل في غزة خلال العطلة الصيفية

الساعة 05:36 ص|15 يونيو 2010

تسابق الأطفال على العمل في غزة خلال العطلة الصيفية

فلسطين اليوم-غزة

ما إن بدأت العطلة المدرسية الصيفية، حتى اكتظت مفترقات الطرق الرئيسية في غزة بالأطفال الباعة المتجولين.. كل يبيع أشاء على طريقته الخاصة، بهدف تحسين أوضاع أسرهم الاقتصادية المدمرة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ سنوات على قطاع غزة.

ظاهرة عمل الأطفال الغزيين تفاقمت وازدادت بشكل غير مسبوق، كل يود أن يعمل وينتظر العطلة بدلاً من أن يلتحق بالمخيمات الصيفية الترفيهية أو في اللعب أو ما إلى ذلك، يتسابقون في بيع أشياء بسيطة، إما على مفترقات الطرق الرئيسية أو على شاطئ البحر الممتد من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وقال الطفل إبراهيم (13 عاما)، إنه يخرج كل صباح إلى مفترق السرايا وسط مدينة غزة، حاملا بعض العلكة والشوكولاته ليبيعها.

وأضاف إنه في بعض الأيام لا يحصل إلا على القليل من المال قد لا يصل إلى عشرة شواكل في اليوم الواحد، مشيراً إلى أنه يحلم باللعب والمرح والإحساس بمتعة العطلة الصيفية كباقي أطفال العالم.

الطفل ياسين (12 عاماً) لا يختلف حاله كثيراً عن إبراهيم، حيث يخرج هو الآخر إلى شاطئ بحر غزة المحاصرة، ويحمل بين كفيه الصغيرين صندوقاً صغيراً وضع فيه بعضاً من المكسرات، وقال: "أريد أن اعتمد على نفسي لأصبح رجلاً. الحصار حرمنا من أبسط حقوقنا في العيش الكريم".

وأشار إلى أنه منذ ثلاث سنوات وهو معتاد خلال فترة العطلة الصيفية، على أن يعمل في بيع المكسرات على شاطئ البحر وفي ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، لتوفير مصروفه الشخصي وبعض من مصاريف عائلته المكونة من سبعة أفراد، موضحاً أنه يقوم بتوفير بعض الأموال من أجل شراء زيه المدرسي، إضافة إلى القرطاسية والكتب.

بدوره، رأى الطفل أسعد (15 عاماً) الذي يبيع الذرة المسلوقة والمشوية على شاطئ البحر، أن العمل ليس عيباً وإنما هو رجولة، وأن من يريد أن يعيش عليه أن يعمل حتى لا يصبح في يوم من الأيام متسولاً يطلب من هذا وذاك، مشيراً إلى أن عمله هذا إنما يوفر مصروف عائلته المكونة من تسعة أفراد.

وقال إن البيع في يومي الخميس والجمعة أفضل عنه في الأيام الأخرى خلال الأسبوع، لأن كثيراً من العائلات تذهب للاستجمام على شاطئ البحر في هذين اليومين، متمنياً أن يتحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وأن يرفع الحصار عن شعبنا، كما تمنى تحسين ظروف البيع بعد انتهاء طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" من امتحاناتهم.

أما المواطن سمير عوض، فأشار إلى أن الوضع الاقتصادي في غزة في قمة تدهوره، وأن ما يدفع الأطفال إلى العمل كباعة متجولين هو ضيق الحال وعجز أولياء الأمور عن توفير متطلبات أسرهم، لأن معظمهم أصلاً عاطل عن العمل.

ودعا عوض للعمل الجدي والدؤوب على خدمة طبقة العمال ومحاولة تخصيص راتب شهري لهم، حتى لو كان زهيداً ليعيشوا حياتهم كباقي الأسر في العالم.

من جانيه، قال محمد بشير إنه عاطل عن العمل منذ خمس سنوات تقريباً، وإنه يقوم بإرسال أبنائه للعمل كباعة متجولين، ويقوم هو بالإشراف عليهم وتوجيههم.