خبر عمرو موسى في غزة.. ماذا بعد؟

الساعة 09:16 م|13 يونيو 2010

عمرو موسى في غزة.. ماذا بعد؟

افتتاحية القدس العربي

زار السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية قطاع غزة يوم امس، بعد تلكؤ غير مفهوم استمر لاكثر من ثلاث سنوات، اي منذ فرض الحصار الاسرائيلي البحري والجوي والارضي، والتزام الحكومة المصرية به من خلال احكام اغلاق معبر رفح الحدودي، وبناء الحاجز الفولاذي، ومنع وصول اي ادوية او مساعدات او مواد محظورة من قبل اسرائيل.

صحيح ان معبر رفح جرى فتحه لايام معدودة بين الحين والآخر، لمرور بعض الحالات الانسانية في العامين الاخيرين، مثل سفر حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والمرضى، ولكن القاعدة كانت الاغلاق المحكم، والاستثناء هو 'الفتح' بالقطارة، ووفق معايير محددة جعلت حياة ابناء القطاع جحيما لا يطاق.

ولا بد من التأكيد بان زيارة السيد موسى التي التقى خلالها السيد اسماعيل هنية وعددا من المسؤولين في حركة 'حماس' وفصائل المقاومة الاخرى، تعتبر خطوة ايجابية كسرت جدارا من الجليد بين النظام الرسمي العربي الذي تمثله الجامعة العربية وامينها العام والمحاصرين في قطاع غزة.

فالسيد موسى، وللتذكير فقط، زار العراق ولبنان والسودان (دارفور) والصومال، ولكنه لم يقم مطلقا طوال السنوات الثلاث الماضية بزيارة قطاع غزة رغم قصر المسافة بين مكتبه في القاهرة في مقر الجامعة ومعبر رفح، وهي مسافة لا تزيد عن ثلاث ساعات بالسيارة. هناك عدة احتمالات تفسر اقدام السيد موسى على هذه الخطوة، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، يمكن ايجازها في النقاط التالية:

اولا: تصاعد الضغوط العالمية على الحكومة الاسرائيلية لرفع الحصار عن قطاع غزة بعد المجزرة التي ارتكبتها قواتها على ظهر السفينة التركية 'مرمرة'.

ثانيا: اعلان السيد رجب طيب اردوغان عزمه الانضمام الى قافلة من السفن المدنية المحملة بالمواد الضرورية والاغذية والادوية الى قطاع غزة لكسر الحصار، وفي ظل حماية سفن حربية تركية لحمايتها من اي هجوم اسرائيلي. وقد يكون السيد موسى اراد ان يتجنب احراجا ثانيا من مواقف السيد اردوغان، بعد الاحراج الاول في منتدى دافوس، بذهابه الى القطاع فورا، خاصة ان بان كي مون امين عام الامم المتحدة وضعه في موقف لا يقل حراجة، عندما زار القطاع مرتين وتفقد آثار العدوان الاسرائيلي وطالب رسميا برفع الحصار.

ثالثا: لا بد ان السيد موسى سمع عن التقرير الذي اعدته اللجنة الرباعية الدولية، وقالت فيه ان حصار قطاع غزة 'غير مقبول' ويأتي بنتائج 'عكسية' ويضر بسكان القطاع ويحتجزهم كرهينة، ويخلق أزمة بطالة ويصب في نهاية المطاف في مصلحة تقوية حركة 'حماس'، وتهديد امن اسرائيل على المدى البعيد بتعزيز التطرف. وقدم معدو التقرير البريطانيون مجموعة مقترحات ابرزها ضرورة رفع الحصار واعادة فتح المعابر في ظل رقابة اوروبية، ووضع خطة عاجلة لاعادة الاعمار باشراف الامم المتحدة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو عما اذا كان النظام الرسمي العربي الذي أيد الحصار على قطاع غزة طوال السنوات الماضية قد استوعب دروس فشل سياساته تلك، ثم كيف سيتعاطى السيد موسى مع وضع قطاع غزة بعد ان اطلع بنفسه على حجم الدمار الناجم عن العدوان الاسرائيلي، وزار عزبة عبد ربه ومدرسة الفاخورة التابعة للامم المتحدة المدمرة، والتقى عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون على انقاض بيوتهم؟

تجاربنا السابقة مع النظام الرسمي العربي والجامعة العربية وامينها العام لا تبعث على التفاؤل على الاطلاق، ولذلك لا نعول كثيرا على زيارة السيد موسى الى قطاع غزة، ولا نتوقع الكثير من الدول التي يمثلها.