خبر الجمهور يستحق المعرفة -هآرتس

الساعة 08:26 ص|13 يونيو 2010

الجمهور يستحق المعرفة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مساعي الحكومة لمنع تحقيق جذري ومصداق لـ "قضية الاسطول" تبدو أكثر فأكثر كمهزلة. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتزم تشكيل فريق اعلامي تحت غطاء لجنة فحص. استنتاجات الفحص المزعوم يفترض أن تبرر في نظرة الى الوراء القرارات بفرض الاغلاق على غزة، والايقاف بالقوة لاسطول الاغاثة التركي في المياه الدولية واستخدام القوة الفتاكة على دكة سفينة "مرمرة".

وكي يبدو القناع مصداقا، توجه مكتب رئيس الوزراء الى قاضي المحكمة العليا المتقاعد، يعقوب تيركل، واقترح عليه أن يكون رئيسا للجنة. والى جانبه سيجلس مراقبون اجانب، يفترض بهم أن يسوغوا الاستنتاجات في الرأي العام العالمي. بل ان نتنياهو وعد بان يشهد امام اللجنة الى جانب وزير الدفاع ايهود باراك، وزراء آخرين ورئيس الاركان، وذلك "كي تخرج الحقيقة الى النور".

        الحقيقة التي يسعى نتنياهو الى كشفها تتعلق بهوية منظمي الاسطول، مصادر تمويلهم والعصي والسكاكين التي جلبوها الى السفينة. وهو لا يعتزم فحص عملية اتخاذ القرارات التي سبقت السيطرة على الاسطول ونقاط الخلل التي ظهرت فيها. من ناحيته يكفي ان تبث قنوات التلفزيون صور رجال القانون ببزات غامقة، وسياسيين يلقون الخطابات أمامها، كي يقدم تظاهرة بحصول "فحص".

        ولكن للجنة نتنياهو لن تكون أي صلاحيات، ولا حتى صلاحيات لجنة فحص حكومية، ورئيسها المرشح هو الاخر لا يؤمن بهيئة كهذه. في مقابلة مع "صوت الجيش" قال تيركل انه لا مفر من تشكيل لجنة تحقيق رسمية، عارض مشاركة مراقبين اجانب واوضح بانه "ليس مؤيدا متحمسا للتوصيات الشخصية" وتنحية المسؤولية على اخفاقاتهم. وعندما واجهه مراسل "هآرتس" بتصريحاته، تملص تيركل مدعيا "لا اذكر ما قلته".

        الخلافات التي نشبت في نهاية الاسبوع بين نتنياهو والقائم باعماله، الوزير موشيه يعلون، في مسألة اذا ما كان يعلون قد اطلع في زمن العملية أم لا، عززت الاشتباه بنقاط خلل عسيرة في عملية اتخاذ القرارات في قضية الاسطول. وبدلا من أن يكون شريكا في الطمس، على القاضي تيركل، الذي لا تعتبر تملصاته من تصريحاته السابقة مشرفة له، ان يعيد التكليف الى رئيس الوزراء وان يطلب منه تشكيل لجنة تحقيق رسمية مع صلاحيات حقيقية. الجمهور، كما قال نتنياهو، يستحق أن يعرف الحقيقة.