خبر حتى الفشلة التالية..هآرتس

الساعة 11:36 ص|11 يونيو 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

حين تنقر اصابعي على لوحة مفاتيح الحاسوب يتعاظم فيّ الاحساس في أني اعصر ليمونة. نظرة الى وسائل الاعلام المكتوبة والمبثوثة تبين بان زملائي يعيشون ذات المشكلة. هكذا يكون الامر حين تكرر  الاعمال الغبية والفشلات من جانب زعمائنا نفسها. هكذا هو الحال حين ترى وسائل الاعلام كيف يدير السياسيون او المنتخبون الدولة المرة تلو الاخرى فيكررون ذات الاخطاء. لا مفر امامنا غير عدم التراخي الى أن يديروا الدولة دون أن يكبوا فيورطوننا مع كل العالم الى أن يتعلموا كيف ينشدوا، حسب النكتة الشهيرة.

        هناك حاجة، مثلا، الى كفاءة خاصة للوصول الى الوضع الذي يظهر فيه الايرانيون كانسانيين بينما يبنون قنبلة نووية رغم أنف العالم بأسره بل حتى يفكرون بالانضمام الى "الاسطول الانساني" القادم. التهكم التركي هو الاخر بلغ أوجه. ليس فقط في أن في السفينة التركية كان ارهابيون يسارعون الى القتل بل وأيضا الاف المتظاهرين المتحمسين يهددون السفارة الاسرائيلية في أنقرة. خمنوا ماذا؟ كان لتركيا الوقاحة لان تطلق احتجاجا رسميا على اسرائيل على المظاهرة امام سفارتها في تل أبيب. وبالصدفة مررت في ذاك اليوم في شارع هيركون؛ المظاهرة المهددة ضمت حفنة صغيرة من الشبان، ممن هتفوا من خلف الرصيف المقابل. ليس جديا.

     غير حرب واحدة بيننا وبين العرب انتهت بفضيحة، باخطاء في تقدير الخصم، في جدال اذا كان ينبغي تشكيل لجنة تحقيق. فما بالك باعمال لم تكن مثابة الاجماع الوطني او الدولي. ثماني سنوات من صواريخ القسام من جهة، وايهود باراك وزير دفاع طموح من جهة اخرى، ولدت "رصاص مصبوب". ولكن استخدام القوة الزائدة أوقع علينا لجنة التحقيق الدولية برئاسة غولدستون، التي اصدرت لنا سمعة قتلة. هذا الشعب، الذي انتج انسانيين اكثر من أي شعب آخر، يشجب بهراء كطاغية للانسانية. ولو بسبب هذا كنا بحاجة الى الحذر مع الرئيس الامريكي الذي سرعان ما بدأ يملنا. السؤال هو اذا كنا عملنا ضد الاسطول بذات الحذر المطلوب. هل السباعية المجيدة في الحكومة عرفت بالتفصيل وضعية الوحدة البحرية ام انها أبقت التفاصيل لباراك. ولما كان معروفا كمن يتشاور مع نفسه فقط فقد وصف احد اعضاء كتلة العمل فشل الاسطول بانه "تساليم ج"، ليس هذا هو المكان لان نذكر ماذا كانت "تساليم ب" والذي هو نوع من الامور ممنوعة النشر. عمير بيرتس قال هذا الاسبوع انه لو كان هو وزير الدفاع لعلقوه في ميدان المدينة على طريقة قرار باراك.

        موشيه بوغي يعلون، نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية، خرج فجأة بانتقاد فتاك على الطريقة التي عملوا بها ضد الاسطول. فما الذي جعله فجأة يتذكر الان، بعد الفعل؟ كما أن لديّ بضع كلمات لدان مريدور، الذي بعد حرب لبنان الثانية تنقل من استوديو الى استوديو ووجه الانتقادات ضد الحرب مع تشديده على أنه لو كان عضوا في الحكومة لكانت له اسئلة عديدة قبل الانطلاق الى الحرب. وها هو الان، فهو ليس فقط في الحكومة، بل وايضا في السباعية المقررة. فهل سأل الاسئلة الصحيحة؟ وهل صوت ضد؟

        العالم تغير، ونحن كجزء من العولمة لا يمكننا أن نفعل كل ما يطيب لنا. عندما قررنا كيفية ايقاف الاسطول واذا كنا سنوقفه بالقوة، وبالاخص السفينة التركية، فهل أخذنا بالحسبان بان امساك سفينة مدنية مثله كمثل القرصنة؟ بفضل قصور الموساد لم يعرف الجيش بان الارهابيين يكمنون لهم بالسكاكين والعصي. بقدر ما من التهكم يمكن القول بانه كان لنا حظ في أنه كان على "مرمرة" عصبة مخربين. بدونهم كانوا سيقولون لنا اننا انتهجنا القرصنة حين سيطرنا على سفينة مليئة بالمدنيين.

        بيبي اضطر الى العودة من كندا الى اسرائيل دون ان يصل الى اوباما الى لقاء مصالحة، والان نحن نكافح مرة اخرى مسألة أي نوع من لجنة التحقيق سيفرض علينا. لجنة تحقيق منا مع مراقب اجنبي؟ للامم المتحدة على نمط غولدستون؟ لجنة فحص مع مشرف أمريكي؟ الخير لن ينشأ عن هذا. منذ زمن بعيد لم تكن صورة اسرائيل في مثل هذا الدرك الاسفل. دغلس بلومفيلد، كبير في ايباك سابقا، كتب هذا الاسبوع في صفحته الالكترونية ان قضية الاسطول هي فشل لاسرائيل ونصر لحماس و "الاولاد الأشرار".

        اسرائيل معزولة أكثر من أي وقت مضى، وواجب الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة أكثر حرجا. المحلل جيفري غولدبرغ كتب في مجلة "اطلنطيك" يقول: "لا اؤمن بان امريكا ستحل كل مشاكلها في العراق، في افغانستان، في الباكستان وفي اليمن، اذا جمدت اسرائيل المستوطنات. من جهة اخرى ليس لاسرائيل سبب خاص لتجعل نفسها شوكة في المؤخرة". في هذه الاثناء الزمن يركض. بيبي لن يتخذ القرار السليم الى أن يستنفد كل خطأ ممكن. اما نحن فسنواصل عصر الليمونة حتى الفشلة التالية.  لا تقضموا اظافركم، فهي لا بد ستأتي.