خبر الموقف الفلسطيني الداخلي أعقد من أن تحله « الزعامة التركية »

الساعة 12:38 م|10 يونيو 2010

الموقف الفلسطيني الداخلي أعقد من أن تحله "الزعامة التركية"

فلسطين اليوم : غزة

استغل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجريمة "الإسرائيلية" بحق أسطول الحرية وتداعياتها لإعادة فتح ملف المصالحة الفلسطينية، حيث قالها صريحة، خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس السوري بشار الأسد،:"إن "حماس" خولته للتحدث في الموضوع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".

كلام أردوغان يمثل نقطة جوهرية في ملف الصراع الفلسطيني الداخلي، ولا سيما أنه يأتي في وقت تعيش فيه أنقرة حالاً من الزعامة العربية والإسلامية تسعى إلى استغلالها على أكثر من صعيد. غير أن المسعى التركي على خط الأزمة الداخلية الفلسطينية ليس جديداً.

فمن المعلوم أن أنقرة حاولت سابقاً في أعقاب الحرب العدوانية الأخيرة، فوزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو قصد دمشق، والتقى قادة حركة "حماس" لمحاولة رأب الصدع مع "فتح". غير أن المسعى في ذلك الحين اصطدم بالورقة المصرية والتحفظات، إضافة إلى إغلاق الباب أمام دخول أي طرف ثالث على خط الأزمة، التي تحتكر القاهرة التعاطي معها.

فقد تكون المحاولة التركية اليوم مختلفة، وخصوصاً بعد جريمة أسطول "الحرية"، التي توّجت أنقرة "زعيمة عربية" من دون منازع. لكن إلى اليوم لم يتبين الفرق في التعاطي بين المرة السابقة والحالية. على الأقل إلى الآن لا تزال التصريحات الفلسطينية تنبئ ببقاء العقبات على حالها.

فالتصريحات من الجانبين لا تعطي أملاً بجديد إيجابي، حتى وإن زار وفد من السلطة الفلسطينية قطاع غزة، كما أعلن أبو مازن. إذ إنه أرفق إعلان الزيارة بالشرط القديم الذي ترفضه "حماس"، ألا وهو التوقيع على الورقة المصرية. ورقة هي في نظر الحركة الإسلامية منتهية الصلاحية، ولا بد من مفاوضات على أسس جديدة لرسم صيغة محدّثة للمصالحة تأخذ في الاعتبار الدور المتعاظم ل "حماس" على الساحة الفلسطينية، إضافة إلى ملاحظاتها وهواجسها ومشروعها السياسي. وهي ترفض مسبقاً الصيغ المعروضة لجهة أخذ الملاحظات في الاعتبار من دون إدراجها في الورقة.

موقف "حماس" من الأمر عبّر عنه القيادي محمود الزهار، الذي أبدى الاستعداد للمصالحة "من دون التفريط بفلسطين والقدس". موقف فيه غمز من قناة عملية المفاوضات القائمة بين السلطة و"إسرائيل"، ويؤدي إلى خلاصة مفادها أن "لا مصالحة في ظل عملية التفاوض".

الموقف الفلسطيني الداخلي قد يكون أعقد من أن تحلّه "الزعامة التركية" الجديدة، ولا سيما أن الخطين الفلسطينيين لا يزالان متوازيين، ولا يبدو أن لقاءهما سيكون قريباً.