خبر إذاعة عبرية للمخابرات الصهيونية: يكفينا فشلكم مع أسطول « الحرية »

الساعة 10:40 ص|10 يونيو 2010

         إذاعة عبرية للمخابرات الصهيونية: يكفينا فشلكم مع أسطول "الحرية"

فلسطين اليوم : ترجمة عن الإذاعة العبرية الثانية- ريشت بيت -

أخفقت المخابرات بصورة لا تقبل التشكيك في حادثة السيطرة على السفن الدولية، رغم أن جزءاً كبيراً من المعلومات المطلوبة كانت بين أيديها منذ زمن!.

هنا المطلوب من "إسرائيل" أن تجري تقييماً أمنياً واستخبارياً دقيقاً للدولة التركية، التي تحولت من دولة صديقة حليفة لها، إلى دولة في "محور الشر" التابع للإسلام الراديكالي!.

الإخفاق الأساسي في عمل المخابرات تمثل في أن المفهوم الضمني للنشطاء الذين كانوا على متن السفينة التركية "مرمرة" هم نشطاء سلام، وعاملون في منظمات إنسانية، وأن مستوى المقاومة التي سيبدونها أمام أفراد سرية الـ13، التابعة لسلاح البحرية، لن تتعدى إلقاء بعض حبات البطاطا، والبيض الفاسد، وهو ما بشرنا به قائد سلاح البحرية الجنرال "إيلي ماروم"، والناطق العسكري باسم الجيش  الميجر "أفي بنياهو".

نذكر ذات مرة حين قال ضابط مخابرات "إسرائيلي" متمرس أن أكثر من 95% من المعلومات التي تقدر بأنها "سرية جدا"، متوفرة في وسائل إعلامية مختلفة، ومتاحة لكل من أراد الاطلاع عليها، فقط المطلوب البحث عنها، لمحاولة توظيفها في جمع المادة الأمنية "الخام"! ولذلك فإن ما حصل على متن السفينة التركية يثبت كم كان رجل المخابرات هذا صادقاً.

كان يكفي أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" أن تتابع المعلومات العلنية التي بثتها منظمة أي ها ها  التركية قبل انطلاق الأسطول بفترة زمنية كافية، لمعرفة مقاصد هذه المنظمة، وأهدافها، وأغراضها المعادية لـ"إسرائيل"، وبالتالي كان يمكن توقع طبيعة العنف الذي سيواجهه الجيش "الإسرائيلي" على متن السفينة من قبل "نشطاء السلام" هؤلاء.

شواهد على الإخفاق

بالمناسبة يمكن الاستدلال على "عقم" المخابرات الصهيونية من خلال النماذج التالية:

1. أدلى "بولنت يالدريم" رئيس منظمة أ ها ها  خلال مؤتمر صحفي "علني" بتاريخ 7/4/2010 أن الأسطول سيعتبر بمثابة اختبار لـ"إسرائيل"، وأن رفضها لوصول هذا الأسطول إلى شواطئ غزة سيعتبر بمثابة إعلان حرب من قبلها على الدول التي ينتمي إليها ركاب السفن المشاركة!.

2. ليلة انطلاق الأسطول ووصوله إلى مقربة شواطئ غزة بتاريخ 30/5/2010 قال "يالدريم" ذاته للقناة التركية الرسمية 1 TRT أن جنود الجيش الإسرائيلي إذا ما اعتلوا ظهر السفينة "مرمرة" فإنهم سيواجهون مقاومة عنيفة، وقال "سنريهم ماذا يعني اعتلاء سفينة تركية بالقوة.. سنواجههم بمقاومة شرسة"!

هنا ليست هناك حاجة لعمل استخباري مكثف، وليس المطلوب تجنيد عميل "إسرائيلي" خاص مخضرم، لكي نرسله إلى السفينة، ويعلمنا أولاً بأول ما الذي يحصل على متنها، وما هي طبيعة التحضيرات لملاقاة الجنود "الإسرائيليين"! ولم تكن الحاجة ماسة للتنصت على هواتف المشاركين في السفينة لمعرفة أهدافهم، لأن الحديث قيل صراحة، وعلى مسمع ومرأى المخابرات "الإسرائيلية".

نحن على قناعة أن ضباط المخابرات "الإسرائيلية" قرؤوا هذه التصريحات، وشاهدوا هذه اللقاءات التلفزيونية، ولكن السؤال المحير: لماذا لم يتم تدريب أفراد وحدة الـ13، على مواجهة مثل هذا السيناريو؟؟.

طبعاً هنا نحن نحيد المعلومات الأمنية الخاصة التي بحوزة المخابرات "الإسرائيلية" حول منظمة أي ها ها وصلاتها بالقاعدة وحماس، لأن الكشف عنها هنا سيعتبر تسجيلاً لإخفاق استخباري "إسرائيلي" من الدرجة الأولى!.

توصيات لجهاز المخابرات تحديث بنك المعلومات

إخفاق أمني آخر هو عدم قيام المخابرات "الإسرائيلية" في مثل هذه الحالة بالذات بتزويد صانع القرار السياسي بالمعلومات التفصيلية الهامة عن هذا الحديث بعينه. هنا قد تبدو الحاجة ملحة لإجراء تجديد في عمل المخابرات "الإسرائيلية" يتضمن مثلاً إدراج منظمات السلام والدعم الإنساني ضمن دائرة اهتمامها  لجمع المعلومات الأمنية عنها، تماماً كما هو الحال مع منظمات حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وسوريا وإيران!.

كان يجب على المخابرات  فقط القيام بجولة عبر شبكة الانترنت لمعرفة توجهات هذه المنظمة التركية، ومشاهدة التلفاز التركي لمعرفة ما الذي ينتظر جنودنا في عرض البحر!.

أكثر من ذلك، إن الدرس الأهم من هذه المواجهة الكارثية بالنسبة لـ"إسرائيل" هو أن توضع تركيا ضمن قائمة ما أسمتها "دول محور الشر" التي انضمت إلى إيران وسوريا وحزب الله وحماس، وما يتطلبه هذا التحول الخطير من إجراء تغيير جوهري في طبيعة النظرة الاستخبارية الإسرائيلية تجاه تركيا، والتعامل معها على أنها ضمن الدول المعادية.

ربما يكون من الأهمية بمكان في مثل هذه الأوقات استخلاص الدروس والعبر الأمنية بسرعة نسبية، في ظل تسارع الأحداث السياسية والأمنية في المنطقة، و"إسرائيل" لديها القدرة على إقامة بنية تحتية استخبارية واسعة في داخل الأراضي التركية. يكفينا فشل أمني استخباري واحد خلال الفترة الماضية، نحن لسنا بحاجة إلى إخفاقات أخرى لن نتحمل تبعاتها ونتائجها.