خبر توحيد القوى قبل الهاوية- هآرتس

الساعة 08:06 ص|10 يونيو 2010

بقلم: تسفياه غرينفيلد

 (المضمون: لا تستطيع القيادة الاسرائيلية الفاشلة مغالبة ما يتحدى اسرائيل من أخطار عظيمة، وعلى ذلك يجب انشاء حكومة أخرى وتوحيد سائر القوى في المجتمع الاسرائيلي من أجل هذه المغالبة - المصدر).

        أنا أعترف أنني خائفة. اذا كان وزير الدفاع وقادة الجيش يصرفون أمور الدفاع عن اسرائيل على هذا النحو فانه يحسن ألا نعتمد عليهم في شؤون أكثر حسما مثل ايران وحزب الله. إن التأليف بين عدم المسؤولية، والحماقة والصبيانية التي عبر عنها اخفاق الاستيلاء على السفينة "مرمرة" تثير مرة أخرى، مثل أشباح حرب لبنان الثانية، الشعور الصعب بأنه يجب علينا أن نحذر في الأساس قادتنا نحن، الذين يدعون انقاذنا من الكوارث التي يجلبونها علينا هم أنفسهم.

        حتى لو افترضنا أنه كان من العدل وقف الأسطول في طريقه الى غزة، ولو افترضنا أنه لا مناص لاسرائيل من اختلاف الرأي في هذا الشأن مع كثيرين، فما يزال السؤال هو: أهكذا يصرفون شؤوننا نحن الجمهور الاسرائيلي؟ يستأهلون جميعا ان يقيلوهم من الفور. إن صيحة "أكلوا ما لنا وشربوا ما لنا" من جنودنا، الذين أرسلوا لعرض غاية تبين أنها كارثة، من غير أن يستعد المسؤولون عنهم استعدادا مناسبا، لا تثير الرحمة فقط بل القلق الحقيقي.

        من البين أن القادة لا يفهمون الواقع، ويصرون في مثابرة وسواسية على جر اسرائيل الى أمور مخزية شتى، يعرض اجتماعها الجمهور كله للخطر. لا يستطيع مواطنو اسرائيل أن يسمحوا لأنفسهم بقيادة سيئة كهذه. يجب على كل الحكومة، رئيسها وأعضائها والمستشارين ومساعديهم – أن يمضوا الى بيوتهم جميعا.

        لن تتقدم اسرائيل الى أي مكان أجدى وأفضل ما ظلوا في عملهم. والى ذلك يعرضوننا للخطر ببساطة. تجند كل أجهزة الحكومة لتبين للجمهور مبلغ كوننا على ما يرام ومبلغ كونهم أي الآخرين يتحرشون بنا ويريدون مساءتنا. لكن الحقيقة المرة أن اسرائيل التي عدت ذات مرة لؤلؤة وقدوة، استقر رأيها على تفضيل الاحتلال والقوة على الاعتدال والهوادة، وتفقد بالتدريج شرعيتها حتى وهي على حق.

        اعترف رئيس الموساد بأن اسرائيل أصبحت عبئا في نظر الولايات المتحدة، ويضطر أهم قادة أوروبا، حتى أولئك الذين يدركون بقدر كبير مخاوفنا وأزماتنا، مرة بعد أخرى الى التحفظ والابتعاد من اسرائيل.

        إن اخفاق حكومة بنيامين نتنياهو وايهود باراك وافيغدور ليبرمان كبير الى درجة أن اسرائيل محتاجة احتياجا يائسا الى حل يدافع عنها ويأخذ في الحساب حاجاتها الانسانية والأمنية. فهذه الحكومة لا تجر اسرائيل فقط الى خطر مادي حقيقي هو العزلة والتهديد، بل الى ضياع النهضة السيادية اليهودية.

        للنجاح في تبديل سياسة الحكومة وتقويم اخطائها ينبغي التوحد وانشاء جبهة مشتركة من جميع القوى الاجتماعية والسياسية التي تريد انقاذ اسرائيل وضمان وجودها الشرعي بكونها دولة ديمقراطية للشعب اليهودي. والمهمة مشفوعة بخروج شامل من المناطق. ما يزال كثيرون جدا لا يدركون أن انهاء الاحتلال فقط يستطيع ان يضمن مستقبل اسرائيل بأنها دولة قوية يهودية وديمقراطية؛ لكن لا مناص.

        من الواجب تبديل هذه الحكومة الفاشلة المسرفة. وسيكون من الممكن تحقيق هذه المهمة العاجلة فقط اذا نشأت كتلة طوارىء موحدة من اليسار والمركز واليمين، بقيادة تسفي لفني التي تلتزم حلا سياسيا من الفور، كما يبدو – تنحي جانبا كل الموضوعات الأخرى وتصرف عنايتها لموضوع انهاء الاحتلال الساخن هذا.

        اذا فضلت حركات المركز وبقايا اليسار التحصن عند مبادئها (المهمة في أنفسها)، فلن يمكن التغيير الواجب كي لا نجر الى الهاوية. تقتضي المسؤولية عن مستقبلنا جميعا عملا مشتركا الان.