خبر ماذا لو انطلق أسطول الحريه من ميناء الاسكندريه ..؟؟!.. علاء الصفطاوي

الساعة 06:00 م|09 يونيو 2010

ماذا لو انطلق أسطول الحريه   من ميناء الاسكندريه  ..؟؟!.. علاء الصفطاوي

 

*بقلم : علاء الصفطاوي

 

سأغتنم فرصه إبراز عنوان مقالي هذا في محاوله الدخول وسط حقل ألغام  لم أرغب يوما في دخوله ، خاصه بعد منعي في العام 2005 من دخول مصر ومنع أهل القطاع عموما من دخولها في العام 2007 بشكل حر ودائم ....فلأول مره منذ أن بدأتُ بإطلاق سلسله من المقالات التي تنتقد بشده أداء النظام المصري وسياساته .. أقول لأول مره سأسمح لقلبي أن يفتح بعض أبوابه على مصراعيها  ليوجه بعض التساؤلات البريئه الى أقطاب هذا النظام الشقيق والجارلأتساءل :

 

·   منذ متى .. سمحت مصر لنفسها أن تحرم أهل قطاع غزه من ممارسه حقهم الطبيعي والقانوني والإنساني في التنقل عبر أراضيها السياديه ..؟؟ ، أعطوني تاريخا واحدا منذ عهد الفراعنه والنبي يوسف عليه السلام  وانتهاء بعهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي وقع على اتفاقيه الاعتراف والمصالحه مع دوله الكيان لكنه رغم ذلك لم يغلق معبر رفح كما فعلت مصر قبل ثلاث سنوات ونيّف..؟ ، ودعوني أذكّر هنا بأن حكومه مصر لم تقفل معبر رفح حتى في ظل الاحتلال الصهيوني لغزه قبل أن يرحل هذا الاحتلال عنها في صيف العام 2005م ..؟؟!!

 

·   يستطيع النظام في مصر أن يقرر مدى هوامش الحريات السياسيه والدينيه التي يسمح ب لمعارضيه أو مؤازريه من مواطني مصر بالتحرك  خلالها ..كما يمكن له أن يوقع كل الاتفاقات التي يراها في مصلحه مصر من وجهه نظره حتى مع أعداء مصر الصهاينه - من وجهه نظري-0 ..وحتى أن يسمح لرعايا هؤلاء الأعداء بالدخول الى بعض أراضيه ببطاقه الهويه ..كما يستطيع أن يبيع غاز مصر لدوله الكيان الغاصب للقدس  بأقل بسته أضعاف من سعره الدولي ..ولكنه لا يستطيع أن يفرض على غزه التي انسحب منها في العام 1967 شكل النظام الذي يريده فيها .. ولا طبيعه الحكومه التي يجب أن يختارها أهل القطاع ولا نوع الحزب الذي يجب أن يشكل هذه الحكومه .. ولا حتى أن يضغط  كي يتحالف حزب مع حزب ويتصالحا معا لتشكيل هذه الحكومه .. فهذا شأن داخلي فلسطيني بالمعني الحرفي للسياسه المصريه المعلنه ..وليس بالمعنى القومي والاسلامي الذي أحمل أنا عقيدته الأيديولوجيه ..!

 

·   وفي ذات الوقت لا يستطيع النظام في مصر أن يغلق معبر رفح أمام حركه مرور الأفراد والبضائع ليس لأن مصر وفلسطين عضوان في الجامعه العربيه أو لأن مصر تلتزم باتفاق الدفاع العربي المسترك أو لأن مصر تربطها بفلسطين وغزه روابط الاسلام والعروبه والجيره والتاريخ الخ .. ليس لكل ذلك فحسب بل لأن مصر أساسا هي عضو في الأمم المتحده ووقعت على ميثاقها الذي ينص في أكثر من بند فيه على ضروره السماح لمواطني الدول والكيانات المجاوره بحريه مرور مواطنيها عبر حدود هذه الدول دون عوائق ..وهنا أطرح هذا التساؤل البرىء على حكومه مصر :

 

هل لأن غزه مستضعفه ومقموعه وديمقراطيتها التجريبيه ملاحقه وليس لها متنفس في هذا العالم الاّ مصر عبر معبر رفح يجري استهبالها والاستخفاف بها ..بهذا الشكل اللاأخوي واللاقانوني واللاإنساني ..وعلى مدى فتره من الزمن  تزيد عن المده التي حاصرت فيها قريس الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شِعب أبي طالب ؟؟!! واعذروني على هذا القياس مع الفارق طبعا ..!؟ ألا يحرك دخول الترك والعجم  على خط  نجده غزه واسنادها واقتحام الحصار المفروض عليها كل مشاعر النخوه والغيره لدى أهلنا في مصر بحيث بات المواطن المصري البسيط فيها يتساءل : ماذا لو انطلق اسطول الحريه نفسه من ميناء الاسكنديه ؟؟! ما الضرر أو الغبن في ذلك ؟؟

 

وحتى لو سلمنا جدلا ببعض ما تطرحه مصر غالبا كمبررات ومخاوف لديها لإغلاق معبر رفح فأقول : اذا كانت مصر تطلب من حماس والجهاد في غزه أن يحترما ( الإحساس المصري بالأمان وأقصد هنا ايران وحزب الله وربما سوريا) وهنا أنقل بالحرف ماكتبه بالأمس الإعلامي المصري "فراج اسماعيل" المقرب من النظام المصري في صحيفه المصريون .. فهنا أتساءل هل على "حماس" إن أرادت مصادقه النظام في مصر أن تخاصم وتقاطع ايران وحزب الله وسوريا ..؟؟!!

 

من السذاجه بمكان أن تفعل أيه حركه أو دوله تحترم نفسها ذلك وهي تتلقى الدعم والإسناد الرسمي والشعبي من هذه الأطراف في كل المحافل الدوليه والإقليميه والمحليه   ..فيما تعطي مصر لنفسها الحق في أن تصر على أن تبقى الصديق المنضبط والملتزم بكل اتفاقاتها مع الجار الصهيوني المارق والمنفلت والذي لم يكف منذ ولادته وحتى اللحظه عن ممارسه اجرامه بحق أهل فلسطين وجميع مركبات المنطقه السياسيه- بمن فيهم مصر- .. ابتداء بالعراق التي دمر مفاعلها ومرورا بتونس التي طالها القصف الجوي الصهيوني في حمام الشط  ولبنان التي دمر جزء من عاصمتها وغزه التي مارس فيها الصهاينه رفاهيتهم المعهوده باستخدام الفوسفور الأبيض ضد مواطنيها ومدنييها وانتهاء بقتل أعضاء قافله الحريه المسلحين بالعصي ( الخارجه عن القانون الإسرائيلي ) ..!

 

بصراحه .. إن سياسه النظام في مصر وحتى الدقيقه الأخيره من اغلاق معبر رفح لم تكن بالمطلق مفهومه .. ولا معقوله ..ولا تليق بكل حرف من حرف من حروف مصر التي عشقها بعضنا حتى آخر رمق ..!

 

أعرف أن بعض رجالات مصر  يطلقون لمخاوفهم العنان كي تترك لها ظلالا شاحبه وكئيبه على السياسه المصريه تجاه قطاع غزه وحركاتها الاسلاميه بالذات ويتم ذلك أحيانا بسوء نيّه .. وبشكل ارتجالي وساذج من بعضهم .. ولكنني هنا وبحكم اطّلاعي اليومي والدقيق على الأوضاع السياسيه والحياتيه داخل القطاع أقول لمصر وأركان النظام فيها : إن من يخشى إن تتحول غزه الى إماره طالبانيه جديده تحت حكم " حماس" والجهاد لا يعرف "حماس ولا يعرف الجهاد .. ولا يعرف فلسطين ولا أهل فلسطين .. أدعوه فقط أن يقرأ التاريخ .. فدوما كانت فلسطين صمام أمان لمصر وسياجا واقيا لأمنها بكل فصائلها وأطيافها السياسيه والاجتماعيه .. غزه كانت دائما بوابه دفاع عن أهل الكنانه ولم تكن يوم ساحه هجوم عليها .. و فلسطين مثلت دوما "عمقا" لمصر وليس "رأس حربه" في مواجهتها ..

 

آن الأوان أن تعيد مصر قراءه الواقع السياسي الجديد في المنطقه قراءه أخويه وإنسانيه وواعيه ومنفتحه .. قراءه تليق بمصر وحجم مصر ودور مصر .. إذ لا يمكن لمصر أن ترتضي لنفسها أن تكون وسيطا نزيها بين فصائل فلسطين وهي تستمر في حصار القطاع ..

 

مصر تعلم جيدا جدا من هم أعداء فلسطين ..الذين مزقوها وجعلوا من أجهزه أمنها مرتعا للتجاره وصفقات البزنس والتنسيق الأمني مع الصهاينه وتشكيل العصابات وفرق الموت والتجسس على الدول العربيه لصالح الكيان الغاصب ..مصر تعلم من هم أعداء فلسطين ..فهم أنفسهم أعداء مصر ..!

 

إن الذين صمدوا في مواجهه أعتى هجمه عسكريه على القطاع في مواجهه عمليه الرصاص المصبوب ولم يهربوا (!!) .. هم أنفسهم من يمكن لهم أن يشكلوا الدرع الحصين لمصر ورأس حربتها إن فكر هذا الكيان المنفلت أن يعتدي يوما ما على أرض الكنانه ..

 

تستطيع مصر أن تعتمد على قطاع غزه في ذلك ..وهي تحت أمرها في ذلك ..!

 

ومع ذلك وفي النهايه أقول بصدق : شكرا لمصر التي فتحت مؤخرا معبر رفح ..والى أجل دائم إن شاء الله ..هكذا مصر تكون متصالحه مع فلسطين ..مع التاريخ ..مع القانون ..مع الإنسانيه ..مع نفسها ..!