خبر رئيس حكومة وطني..هآرتس

الساعة 08:42 ص|09 يونيو 2010

بقلم: الداد يانيف

اذا كان مواطن عربي اسرائيلي مثل عضو الكنيست أحمد الطيبي يستطيع ان يكون رئيس حكومة في دولة اسرائيل الصهيونية اليهودية الديمقراطية، وأن يرأس حكومة فلسطين شرقي الجدار فلسطيني – فأي اسرائيل يوافق على تقسيم البلاد؟ جعل جدعون ليفي بمقالته "بيبي أو طيبي؟" (هآرتس 27/5) جعل نفسه بوقا لمعسكر اليمين الثنائي القومية. يعتقد ليفي أن "اليسار القومي" عنصري لأنه يهدد الاسرائيليين بأن الطيبي سيكون رئيس الحكومة اذا لم تقسم البلاد.

        من المناسب اذن بحث المستقبل السياسي لعضو الكنيست حنين زعبي، التي شاركت في الرحلة البحرية الى غزة، بدل الطيبي حبيب الاعلام الاسرائيلي. هل من يخاف انتخاب الزعبي لرئاسة حكومة اسرائيل هو عنصري ظلامي؟ واضح أن لا.

        ليس عنصريا من يعارض أن تكون الزعبي أو الطيبي رئيس الحكومة هنا؛ لا يستطيع كلاهما أن يتولى هذا المنصب لا لأنهما عربيان. إن أكثر مواطني اسرائيل العرب محافظون على القانون مخلصون لاسرائيل أكثر من اخلاص اسرائيل لهم. بيد أن قيادتهم، كالطيبي والزعبي مثلا تعارض كون اسرائيل دولة صهيونية يهودية ديمقراطية.

        إن الموازنة التي يقوم بها ليفي مع براك اوباما، الأسود الذي يتولى رئاسة دولة ذات كثرة بيضاء متعتعة. يستحق اوباما ان ينتخب لرئاسة الولايات المتحدة لأنه وطني أمريكي. أما الطيبي والزعبي اللذان يؤيدان حق الفلسطينيين في دولة، فيعارضان حق اليهود في تقرير المصير. تؤيد الزعبي اسرائيل اذا أصبحت دولة "جميع مواطنيها"، ويريد الطيبي أن تصبح اسرائيل دولة "جميع قومياتها"، وهذان هما الأمر نفسه في الحقيقة.

        يؤمن الطيبي بحل  "الدولتين" ويقصد في الحقيقة الى حل "دولتين للشعبين في المتوسط"؛ فدولة ونصف دولة للفلسطينيين ونصف دولة لليهود. دولة قومية فلسطينية الى جانب "دولة جميع قومياتها أو مواطنيها" – بدل دولة اسرائيل الصهيونية اليهودية الديمقراطية. هذا ما تريده الزعبي وما يحلم به الشيخ رائد صلاح.

        بعد حرب الاستقلال التي قتل فيها آلاف الجنود والمدنيين، سألوا دافيد بن غوريون، لماذا لم يدع الجيش الاسرائيلي ينتصر ويحتل جميع الأراضي بين الأردن والبحر، ولماذا اتجه الى اتفاقات الهدنة في رودوس، وكيف سمح للضابط الشاب اسحاق رابين بأن يرسم بقلم رصاص أخضر اللون خطوط 1949 التي أصبحت على الأيام خطوط 1967 على أنها "خطوط استسلام".  وعلل بن غوريون لذلك قائلا: "كان الجيش الاسرائيلي يستطيع ان يحتل في حرب التحرير جميع المنطقة بين الأردن والبحر. لكن أي دولة ستكون لنا، مع فرض وجود انتخابات وأن دير ياسين ليست سياستنا. ستكون لنا كنيست مع كثرة عربية. في الاختيار بين كمال البلاد والدولة اليهودية اخترنا الدولة اليهودية".

        لم يتغير شيء منذ ذلك الحين عدا أننا لم نصغ الى بن غوريون. إن حل الصراع القومي في أرض اسرائيل الانتدابية كان وما يزال تقسيمها. اقامة دولة قومية فلسطينية يرأسها رئيس حكومة فلسطيني، الى جانب دولة قومية يهودية ديمقراطية يرأسها اسرائيلي – صهيوني، فيها قلة عربية تحظى بالمساواة سوى الحق في تقرير المصير.

        تريد تسيبي حوتوبلي ورؤبين ريفلين وموشيه أرنس من اليمين المؤمن بثنائية القومية ضم كل أرض اسرائيل الانتدابية. لكن من أجل أن تظل اسرائيل دولة ديمقراطية يقترحون توزيع بطاقات هوية على كل من يعيش بين الأردن والبحر. بيد ان اسرائيل لن تكون آنذاك دولة صهيونية يهودية. وكما يحلم ليفي، سيكون الطيبي ها هنا أو الزعبي رئيس الحكومة. لكن ليس واضحا هل يريد ليفي ان يعيش في الدولة الاسلامية – الفلسطينية الجديدة التي ستنشأ هنا بين الأردن والبحر.