خبر صيادو غزة يتعرضون لمضايقات شديدة من البحرية الإحتلالية

الساعة 05:49 ص|09 يونيو 2010

صيادو غزة يتعرضون لمضايقات شديدة من البحرية الإحتلالية

فلسطين اليوم-غزة

أصبحت عملية "التسويح الليلي" التي يلجأ إليها صيادو الأسماك في هذا الموسم خطيرة جدا نظرا للعدد الكبير من الطرادات والزوارق الحربية الإسرائيلية التي تقترب منهم وتحاصرهم وتطلق النار عليهم وتهدد حياتهم.

وخفض الصيادون ساعات "التسويح" إلى أن وصلت الساعة العاشرة ليلا نظرا لحالة الاستنفار القصوى التي تشهدها قوات الاحتلال منذ مجزرة "أسطول الحرية" التي وقعت نهاية الشهر الماضي.

وأثرت هذه الممارسات سلبا على عمل مئات مراكب الصيد الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على عملية "التسويح الليلي" لمحاصرة أسماك السردين والمليطة وأنواع أخرى من الأسماك الصغيرة.

وتتم عملية "التسويح الليلي" عبر إطلاق العنان للشباك لتتحرك برفقة التيارات المائية ومراقبتها بالقوارب ومتابعتها.

يقول الصياد إبراهيم السلطان، إن عملية "التسويح" لم تعد آمنة كما كانت سابقا ولم تعد منتجة في ظل حالة الاستنفار القصوى المسيطرة على البحرية الإسرائيلية.

وأشار السلطان الذي خرج من البحر بعد إطلاق عنيف للنار أخاف المستجمين والمصطافين، ليلة أول من أمس، إلى أن عمليات إطلاق النار وتجاوزات قوات الاحتلال تتم فور بدء عملية التسويح التي تبدأ قبيل آذان المغرب، مشيرا إلى أن زوارق الاحتلال تقترب كثيرا من المراكب وتتخذ مواقع هجومية وتوجه أسلحتها باتجاه القوارب رغم أن غالبيتها بطيئة الحركة لاعتمادها على تقنية التجديف البدائية، فيما لا تتردد في إطلاق النار بالقرب من المراكب التي تتحرك بمحركات ميكانيكية.

ولفت السلطان في الأربعينيات من عمره إلى أن اعتداءات قوات الاحتلال بحق الصيادين لا تقتصر على المنطقة الشمالية كما كان سابقا بل تمتد لتصل شواطئ مدينة غزة، مؤكدا أنه خرج حفاظا على سلامته وسلامة ابنه البكر الذي يساعده.

ويشكو الصياد صفوت زايد من انخفاض ساعات "التسويح" التي كانت تستمر حتى ساعات الفجر.

وقال زايد الذي تعرض للاعتقال قبل عام ونصف العام، إن مضايقات قوات الاحتلال تتفاقم وتصل ذروتها بعد الساعة العاشرة، إذ تطلب الزوارق الحربية من الصيادين مغادرة البحر فورا.

ويبين زايد أن العديد من الصيادين يتحدون الزوارق لكنهم يتعرضون لمخاطر شديدة.

وأكد زايد (35 عاما) من بيت لاهيا أنه في الكثير من الحالات يتحدى زوارق الاحتلال لكنه لا يستطع مجاراتها لعدم تكافؤ القوة، مشيرا إلى أن الحاجة تدفع الصيادين للمخاطرة بأنفسهم.

واضطر الصيادون في القطاع لـ "التسويح" رغم الإرهاق الشديد بعد فشل عمليات الصيد التقليدية بسبب ندرة الأسماك وتغيير مسارات غالبية الأسماك المهاجرة.

وعادة ما تتسم هذه العملية بالحظ كما يقول الصياد مازن الحاج علي، مشيرا إلى أن متوسط ما يصطاده القارب الواحد في ليلة "التسويح" ثمانية كيلوغرامات من السمك صغير الحجم (ما قيمته 150 شيكلا) ولكن في ظل ممارسات قوات الاحتلال تقل الكمية ويقل الدخل.

ويشير الحاج علي في الأربعينيات من عمره إلى أنه يعزف في الكثير من الليالي عن الإبحار، خاصة عندما يلاحظ وجود تحركات واستفزازات من زوارق الاحتلال.

ويؤكد أن قوات الاحتلال زادت كثيرا من مراقبتها للشاطئ وتحركها في كل مكان بعد حادث اغتيال أربعة من المقاومين في عرض البحر قبل يومين.

وشدد على أن هذه السياسة تضاعف من خسائر الصيادين الذين يعانون من حصار بحري تفرضه إسرائيل على شاطئ القطاع منذ اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية العام 2000 وشددته بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ قررت منع الصيادين من الدخول للصيد في مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات.

ويعمل أكثر من أربعة آلاف صياد في بحر القطاع الممتد على مسافة 45 كيلومترا.