خبر إسرائيل فاشلة.. إسرائيل اليوم

الساعة 11:04 ص|08 يونيو 2010

إسرائيل فاشلة.. إسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

تبرهن عدة أيام في اوروبا، ولقاءات مع وزراء خارجية، واعضاء برلمان وأناس اعلام مرة أخرى على أن من يعتقد أن مشكلتنا الرئيسة هي الاعلام يخطىء خطأ شديدا مضرا باسرائيل. يدرك العالم ما الذي حدث في الاسبوع الماضي. وواضح له أنه قد كان بين نشطاء السلام الذين أتوا في سفنهم قرب شاطىء غزة جماعة أعدت نفسها لمواجهة عنيفة مع جنودنا. وواضح للعالم حتى إن كان يعتقد أنه لا مكان لمحاصرة غزة، أن ازالة الحصار لن تتم نتاج وصول السفن. ومن الواضح للعالم أيضا أن غزة لا تموت جوعا، حتى لو كان مقتنعا بأن الحديث ها هنا عن عقوبة جمعية غير مناسبة. ومن الواضح للعالم أن تركيا تلعب لعبة ساخرة جدا، وأن اردوغان يركب موجة خطرة تمكنه من أن يصبح جمال عبدالناصر الجديد للعالم العربي من غير أن يكون هو نفسه عربيا.

بل إن الجدل في حقنا في العمل خارج مياهنا الاقليمية ليس هو الشيء المركزي. إن الغضب الحقيقي علينا هو لأننا جررنا أصدقاءنا في  العالم الى تنديدات شديدة، والى اجراءات لم يشاءوها بسبب الرأي العام الذي لم يكن مستعدا لاستماع أي تفسير عقلاني وقانوني في وضع يلقى فيه تسعة ركاب في سفينة لأهداف انسانية حتفهم في مواجهة مع جنود يهبطون بحبال من مروحيات.

أين مرونتكم؟ وأين ايهود باراك في طائرة سفانا؟ وأين حنكة الجيش الاسرائيلي؟ أنتم تعملون في غير نظام، وعلى نحو محافظ، وعدم فهم لوسائل القرن الواحد والعشرين، وتستعملون طرائق الثمانينيات، وتسقطون مرة بعد أخرى، في دبي وفي غزة، وبعد ذلك ترسلون وزير الخارجية الاسرائيلي ونائبه الهاذيين ليبينا للعالم أن جنودكم الأشد تدريبا لقوا وحدة كوماندو ارهابية. انكم تحرجون أوباما، وأنتم تجعلون اصدقاءكم الذين بقوا لكم في اوروبا في وضع غير ممكن وتظنون انكم اذا زيدتم ميزانية دعايتكم فسيكون كل شيء على ما يرام. أين تعيشون؟ ألا تفهمون أن الحديث عن تغيير سياسة لا عن تغيير دعاية؟

تعيش الجماعات اليهودية في خوف من جديد. ويوصون معتمري القبعات الدينية بالتخلي من لبسها. وهناك تنسيق بين الكنس وأجهزة الشرطة المحلية. وفي حيطان المدن الكبيرة رسوم جرافيتي تقول "يجب تحرير غزة"، وفي بعض الاماكن – لافتاتي مطبوعة تدعو الى وقف الحصار. "إن فكرة الدولة اليهودية كلها ترمي الى انقاذ اليهود. انكم تعودون وتعرضوننا للخطر مرة بعد اخرى. ألم تستطيعوا أن توجدوا شيئا أكثر نجاحا من دخول مواجهة مع ركاب السفن؟" سألني أحد رؤوس يهود أوروبا بل أوصى بوصية عسكرية وهي تعطيل محركات السفينة...

يمكن ان نقول دائما "ماذا كنتم تفعلون؟" لكن هذا لم ينجح قط. يستطيع نتنياهو أن يجمع حفلا صحفيا آخر وأن يبين بالانجليزية أن الحديث عن نفاق. ماذا سيكون بعد ذلك؟ لا أحد جديا يعتقد أن رحلة السفن كانت ترمي في الحقيقة الى انقاذ سكان غزة.

إن المشكلة الحقيقية هي أن اسرائيل فقدت قدرتها على دفع الانتقاد على أعمال كهذه لأنها تخلت من كل مبادرة سياسية، والانطباع الواضح هو أن محادثات التقارب حادثة سياسية انفعالية لن تفضي الى أي شيء. هدفها كله أن تبرهن للولايات المتحدة على أن الجانب الثاني مذنب للاخفاق.

اذا لم يقد نتنياهو ومن الفور مبادرة منه – ثنائية الطرف أو أحادي الطرف، دائمة أو موقوتة – فسيجعل اسرائيل تخسر ما بقي من نظامها الوقائي، وفي هذا الوضع قد تجعلنا كل عملية او كل قول غير ناجح لوزير في اسرائيل، دولة منفية وتجعل يهود العالم على خطر. المسؤولية على كاهل رئيس الحكومة أكبر من التسويف بذلك، وتجاهل الأمور وأن نقول لأنفسنا أننا تجاوزنا أزمات أكبر من هذه.