خبر أوباما يلتقي عباس غدا.. وتقرير يفضح أمريكا بشأن تدخلها في الوضع الفلسطيني

الساعة 05:54 ص|08 يونيو 2010

أوباما يلتقي عباس غدا.. وتقرير يفضح أمريكا بشأن تدخلها في الوضع الفلسطيني

فلسطين اليوم-وكالات

يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، إلى واشنطن وسط تساؤلات كثيرة في أوساط سياسية وفكرية أميركية حول مستقبل غزة، والدولة الفلسطينية المستقبلية، بعد أزمة الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، الذي حاول كسر الحصار على غزة الأسبوع الماضي.

ويستقبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عباس في البيت الأبيض غدا ليبحث معه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وفرص السلام في الشرق الأوسط، التي أكد أوباما أنها أولوية بالنسبة له.

وقال نائب الناطق باسم البيت الأبيض، بيل برتون، إن «الرئيس أوباما يعتقد أنه في غاية الأهمية أن نتقدم في العملية من أجل استقرار وأمن تلك المنطقة».

وبينما وصف أوباما حادثة «أسطول الحرية» بأنها «مأساوية» خلال لقاء مع قناة «سي إن إن» الأسبوع الماضي، تحاول الإدارة الأميركية التركيز على عملية السلام في تصريحاتها حول زيارة عباس، بدلا من تداعيات انتهاء الإجماع الدولي السابق على إبقاء غزة تحت الحصار. ومع انضمام دول عدة مثل المملكة المتحدة وروسيا إلى صوت تركيا المطالب بكسر الحصار، تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتعامل مع الواقع في غزة.

إلى ذلك، أصدرت «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، أمس، تقريرا يطالب بحل سياسي وتحريك الساحة السياسية الفلسطينية من أجل إنجاح جهود إحياء عملية سلام قابلة للنجاح.

وشدد التقرير على أن «الوقت حان لإزالة العراقيل أمام المصالحة من خلال الإشارة إلى أن المجتمع الدولي سيقبل اتفاقا يسمح للفلسطينيين بالمضي قدما».

وأشاد التقرير باتفاق مكة عام 2007، وقالا إنه «يقدم فرصة مهمة وضياعها سيؤدي إلى مزيد من الدماء، وسنوات من المأزق السياسي».

وأضاف التقرير أن على «الولايات المتحدة أن تشير إلى انفتاحها لطريقة عمل فلسطينية، حتى وإن كانت لا تتطابق مع شروط الرباعية الدولية، ما دامت حكومة وحدة وطنية فلسطينية (مستقبلية) مستعدة للتفاوض مع إسرائيل، والإبقاء على تعاون أمني ».

وأفاد التقرير أن «الولايات المتحدة حاولت لوقت طويل السيطرة وتحديد السياسة الفلسطينية وخيارات قادتها»، مضيفا أن «على الولايات المتحدة أن تدعم علنا إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مع مشاركة كل الأحزاب الفلسطينية».

إلا أن موضوع المصالحة الفلسطينية، وقيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية يواجه عقبات في الولايات المتحدة بعد التزامها منذ سنوات بشروط الرباعية، وهي ضرورة اعتراف حماس بإسرائيل، ونبذ العنف والاعتراف باتفاقيات السلام السابقة.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي جي كراولي، قد صرح الأسبوع الماضي أن الإدارة الأميركية ترى «أهمية وقيمة التوصل إلى إقامة حكومة وحدة مستعدة للسعي إلى السلام بقوة، ولهذا نحن نؤمن بأن السلطة الفلسطينية يجب أن تقود الحكومة».

وأضاف: «نحن ندعم الجهود التي تؤدي إلى قيام حكومة وحدة ملتزمة بالسلام، هذا أمر دائما نعتبره مفيدا».

وتلتزم الولايات المتحدة بدعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين حماس وفتح، وهذا ما عبر عنه نائب الرئيس الأميركي بايدن خلال لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، أمس.

واعتبرت الخبيرة الأميركية، ميشيل دان، التي كتبت التقرير الذي أصدرته «مؤسسة كارنيغي» أن «على أوباما أن يتحدث مع عباس حول ترتيب البيت الفلسطيني».

وأضافت أن حادثة «أسطول الحرية» الأسبوع الماضي أظهرت أن «الاجتماع الدولي حول حصار غزة انكسر، ولا يمكن مواصلة (سياسة) اعتبار غزة جزيرة منعزلة». وشددت دان على أنه «إذا كانت الولايات المتحدة حقا تريد حل الدولتين، فإن ذلك سيتطلب أن تكون واشنطن أكثر انفتاحا للمصالحة الفلسطينية، ودعم العملية الانتخابية السياسية» الفلسطينية.

ولفتت تغريد الخضري، وهي خبيرة تعمل في مؤسسة «كارنيغي»، إلى أن عباس يأتي إلى واشنطن هذه المرة أضعف من السابق، وبالتالي هو بحاجة إلى دعم أميركي.

وقالت الخضري في ندوة مشتركة مع دان في واشنطن، أمس: «إنني متشائمة حول دعم الولايات المتحدة أبو مازن»، موضحة: «ستكون هذه نهاية أبو مازن كقائد إن لم يحصل على شيء، ففتح هي التي وعدت الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية، وحماس لم تفعل ذلك، فهي فقط وعدت بعدم الاستسلام، وهذا ما التزمت به». وزادت قائلة: «على الولايات المتحدة أن تعطي أبو مازن ومصر الضوء الأخضر للعمل على المصالحة، وإذا كان السلام سيتحقق، فيجب أن يكون هناك طرف (فلسطيني) واحد يتفاوض».