خبر قريبا.. سحبا ممطرة وبرقا بالليزر!

الساعة 12:08 م|07 يونيو 2010

قريبا.. سحبا ممطرة وبرقا بالليزر!

فلسطين اليوم – وكالات

هذا الشهر يشهد الذكرى الخمسين لانطلاق أول شعاع ليزر، والآن بعد خمسين عاما يستطيع الليزر أن يولد درجات حرارة وضغط تشبه تلك التي تولدها الشمس.

 

إن الليزر-اختصار يعني تضخيم الضوء بإنبعاث الإشعاع المحفز-شعاع ضوئي متماسك أحادي اللون، لا يحدث بشكل طبيعي. ووضع الفيزيائي الألماني المولد أليؤت أينشتاين الأساس النظري له عام 1917 . واليوم تقطع أشعة الليزر طبقات الحديد الكثيفة وتكشف أدق تفاصيل الخلية الواحدة.

 

لقد تمكنت وزارة الطاقة الأمريكية العام الماضي من انتاج أضخم شعاع ليزر في مختبر لورنس ليفر مور الوطني بكاليفورنيا.

 

يتكون شعاع الليزر الذي أمكن انتاجه من 192 شعاع ليزر فردي-يطلق عليه اختصارا - إن آي إف، وهو جهاز بحثي يستخدم في القيام بعمليات صهر محصورة النطاق باستخدام الليزر- سيتم تركيزهم على جسم كروي مجوف من البريليوم في حجم حبة الفلفل، أملا في أن يتمكن الشعاع المجمع من ضغط الوقود داخل كرة البريليوم تلك -مزيج من نظائر الدوتيريوم "هيدروجين ثقيل" والتيتانيوم-ما قد يولد درجات حرارة هائلة وضغط وكثافة من شأنها صهر نواة الهيدروجين وتحويلها لنواة هيليوم، كما يحدث على سطح الشمس والنجوم الأخرى.

 

لقد اثبتت التجارب الأولية نجاحا ، دون استخدام الوقود. ويرى العلماء أن الصهر المحكوم للذرات سيكون مصدرا ثوريا للطاقة الآمنة دون انتاج لعادم ثاني أكسيد الكربون.

 

إن جهاز "إن آي إف" هو آخر طفرة أمكن التوصل إليها في مجال استخدامات الليزر المذهلة.

 

عندما تم عرض أول شعاع ليزر في كاليفورنيا في السادس عشر من أيار/مايو عام 1960 ، أثار ذعر الكثيرين وقالوا عنه إنه "حل يبحث عن مشكلة" كان ضوء الليزر يبدو كشيئ خارق ، غير أنه لا يوجد احد يعرف ما الذي يمكن فعله به.

 

ومنذ ذلك الحين أصبح الليزر أداة وصناعة علمية عالمية تدخل في الوقت نفسه في مختلف نشاطات الحياة.

 

يقول إيكهارد باير مدير معهد فراونهوفر لتكنولوجيا المادة ومقره دريسدن بألمانيا:" يمكنك فعل أي شيء بأشعة الليزر..عليك فقط أن تعرف كيف".

 

إن أشعة الليزر يمكنها أن تقطع المعادن التي تدخل في صناعة السيارات والطائرات ، بدقة مذهلة ، يمكنها أيضا لحام مواد لا يمكن الربط بينها، يمكنها أيضا نقل المحادثات الهاتفية وبيانات الانترنت وقراءة أقراص الحاسب الصلبة والشفرات الخطية "باركود"على المنتجات في المتاجر، وكذا يمكنه تدمير الأورام وضبط قرنية العين.

 

ويعكف العلماء أيضا على تكوين سحب ممطرة واستثارة البرق وتحريف مساره و"تصوير" التفاعلات الكيميائية ، باستخدام الليزر.

 

وتتمثل الخاصية الاساسية التي يتمتع بها الليزر في التماسك -تماسك شعاع الضوء-بمعنى أن فوتوناته لها نفس الطول الموجي والاتجاه والدرجة اللونية.

 

وقال فولفجانج ساندنير رئيس الجمعية الفيزيائية الألمانية "إنه شيئ لا يظهر في الطبيعة بنفسه..أغلفة جوية كوكبية محدودة وسحب غازية بين النجوم في الفضاء الخارجي هي التي ثبت أنها تنتج شيئا شبيها بظاهرة الليزر ..أما بخلاف ذلك "يمكن القول" إن الإنسان تمكن من انتاج خاصية جديدة تماما للضوء باستخدام الليزر".