خبر اسم العملية: انتفاضة ثالثة- يديعوت

الساعة 09:37 ص|07 يونيو 2010

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: كتاب بحثي أعده سجين من حماس، عرمان، يدرس فيه سبل تطوير المقاومة من الضفة والقدس وعرب الـ 48).

البحث، الذي تم تهريبه مؤخرا من القسم الاكثر حراسة في سجن هداريم، يسمى في المحافل الداخلية "خطة حرب حماس" ويوزع بين النشطاء الكبار لوضع الخطوط الأساس لما ترى فيه المنظمة كمرحلة تالية في الانتفاضة الفلسطينية.

عرمان يدمج التحليل الدقيق لأعمال المقاومة في القطاع وفي الضفة، طبيعة وسائل الاعلام الاسرائيلية وفضائل ونواقص حماس في الضفة، ويضرب على ادعاءاته مئات النماذج والاقتباسات غير الاعتيادية – بدءا بتكنولوجيا ملاحقة الهواتف الخلوية، التي سمحت ضمن امور اخرى بالعثور على جثة الطفلة روز بيزام، وانتهاء الاقتباسات عن ليفي اشكول، موشين شريت، غولدا مئير، ايهود باراك وغابي اشكنازي.

عرمان ليس منظرا عسكريا فهو رجل ميداني  صرف، كان بين النشطاء الأقرب لقادة حماس في الضفة حتى اعتقاله في 2002. وبناء على ذلك، فان كتابه يأتي كمرشد عملي للنشطاء الميدانيين. وهذه الوثيقة مثيرة جدا للانطباع مفصلة – وبالاساس مخيفة جدا – تبدي احيانا فهما عميقا جدا بطبيعة المجتمع الاسرائيلي وطرق قيادته.

وقد حصل ملحق "يديعوت 7 أيام" على نسخة من الوثيقة وينشر هنا لأول مرة أهم نقاطها.

1. الجديد: نار الصواريخ من الضفة

بحد ذاتها، الطرائق القتالية التي يركز عليها عرمان ليست جديدة. فالحديث يدور عن صواريخ، عبوات واختطافات. ولكنه ينسخها الى جبهة قتالية جديدة: الضفة الغربية في ظل استخدام العديد من المتعاونين قدر الامكان من اوساط عرب اسرائيل.

واجرى عرمان بحثا شاملا في اوساط كل سجناء حماس في السجن. تبين منه ان 90 في المائة منهم عملوا دون توجيه مركزي ودون ان يكونوا جزءا من مراتبية قيادة واضحة. وعليه وفي ضوء النجاح الاسرائيلي في تشويش قنوات القيادة، يدعي عرمان بأنه يجب التشديد على نشاط الفرد، دون مساعدة خارجية. و "كي يتمكن الفرد من العمل، يجب تزويده بالادوات والارشاد الوفير والبسيط".

موضوع ذو اهمية حرجة في نظر عرمان هو استخدام الصواريخ: "السلاح الذي من الواجب أن نحصل عليه هو السلاح الصاروخي، الذي سيكون وسيلة حيوية في المرحلة التالية لتغيير قواعد اللعب في الضفة وبالاساس في المناطق المحاذية لمناطق الـ 48. من أجل ضرب عمق الاحتلال، سواء في المستوطنات ام في المناطق المحتلة من العام 1948، هناك حاجة لمدى ثلاثة حتى خمسة كيلومترات. رجال المقاومة يمكنهم ان يحصلوا على صاروخ كهذا، دون  حاجة الى شراء المواد الخام له في مكان بعيد. كما أن بوسع شخص مستقل ان يحصل عليها، دون ان يثير اي اشتباه، بثمن زهيد للغاية، اذا ما وفرنا له المعلومات عن طرائق الانتاج. وهذا هو دور منظمات المقاومة.

المثال الاكثر حضورا لاستخدام الصواريخ هو بالطبع حزب الله: "من التجربة الحديثة لحزب الله، سواء في العام 2000 ام في حرب تموز 2006 تبين بأن التأثير الاستراتيجي للسلاح الصاروخي كبير للغاية رغم عدم دقته وذلك لانه يجبر المحتلين على الانصياع للصافرة، وكنتيجة لذلك اخلاء الشوارع والمدن ووقف الحياة العادية. وهو يجبر العدو على ان يوجه انظاره الى الاعلى انتظارا لاصابة الصاروخ".

وعلى مدى كل الكتاب لا يفوت عرمان الفرصة للهزيء من الصمود الهزيل، بتقديره، للجبهة الداخلية الاسرائيلية.

"كما هو معروف، كل انسان يخاف التعرض للقتل، بطبيعة الحال، غير ان اعداءنا يخافون اكثر من الجميع على حياتهم وغير مستعدين لان يخاطروا في وضع قد يموتوا فيه في كل لحظة. وهذا يدفعهم لان يفكروا كل الوقت بترك المناطق التي تسقط فيها الصواريخ. القيادة السياسية للاحتلال قادرة على ان تحتمل الصواريخ اكثر من مواطني دولة الاحتلال. للعديد من الصهاينة منازل بديلة وجوازات سفر لبلدانهم الاصلية اضافة الى جوازات سفرهم الاسرائيلية. في حالة سقوط الكثير من الصواريخ، سيفكر هؤلاء السكان بجدية في ترك المدن، أو الانتقال الى السهل الساحلي، او الى خارج دولة الاحتلال بشكل عام. الامر سيصفي الحياة الطبيعة في هذه المناطق، مثلما حصل في سديروت، في عسقلان وفي كل بلدات النقب الغربي".

اما الجبهة الفلسطينية الداخلية، بالمقابل، فهو يقدرها بقدر أكبر بكثير. تحليل ردود فعل  الجيش الاسرائيلي على نار الصواريخ من غزة ومحاولات اطلاق النار من الضفة في 2002 يوصله الى الاستنتاج بأن الجيش الاسرائيلي سيجتاح مدن الضفة ويلحق بمواطنيها الخسائر.

ومع ذلك، وحسب التجربة المتراكمة في قطاع غزة: "في البداية رد جيش الاحتلال على كل اطلاق لصاروخ بتصفية او بمذبحة، وردا على ذلك اتجه مقاتلو المقاومة الى العمليات الانتحارية. ولهذا فقد اضطرت سلطات الاحتلال الى اعادة النظر بشدة ردود افعالها على اطلاق الصواريخ وامتصاص ضربات الصواريخ. لا مفر من الاستعداد بعناية لأن يكون رد الفعل من جانب الاحتلال وحشيا ومبالغا فيه. يجب الاستعداد المسبق ايضا لرد فعل شديد ضد العدو".

فضائل الضفة بالنسبة لاطلاق الصواريخ عديدة جدا، وعرمان يشدد عليها. بل انه يحلل القدرات المستقبلية لـ "قبة حديدية" ويدعي بأن المنظومة لن تنجح في التغلب على نار الصواريخ قصيرة المدى.

"فهي بحاجة الى 15 ثانية لتشخيص الصاروخ من لحظة اطلاقه و 15 ثانية اخرى لاطلاق الصاروخ المضاد المعترض. بمعنى، مطلوب لهذه المنظومة 30 ثانية لتشخيص الصاروخ المهاجم واسقاطه، اذا ما نجح الصاروخ المعترض باصابته. والامر غير ممكن حين يدور الحديث عن صواريخ قصيرة المدى: من لحظة تشخيص الصاروخ يتبقى فقط 3 حتى 5 ثوان الى اصابته وذلك لان سرعة صاروخ قسام هي 200 متر في الثانية.

"بمعنى أنه قادر على أن يجتاز 4 كيلومتر في 20 ثانية ولهذا فليس لمنظومة الاعتراض امكانية للاعتراض. يجب ان تكون بعيدة عن ساحة اطلاق الصاروخ 30 ثانية على الاقل، أي 6 كيلومتر تقريبا. وهذا غير محتمل، وذلك لان التجمعات السكانية الفلسطينية والصهيونية متداخلة الواحدة بالاخرى على 800 كيلومتر على مقربة من الجدار وهكذا ايضا في القدس وفي المستوطنات، وذلك اضافة الى الثمن الباهظ لاعتراض كل صاروخ: جيش الاحتلال سيضطر الى تبذير 100 الف دولار على صاروخ ، الامر الذي سيجره الى استنزاف شديد وباهظ الثمن جدا".