خبر جيش ابادة اسرائيل-معاريف

الساعة 09:30 ص|07 يونيو 2010

 بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: يرى الكاتب ان الرحلة البحرية الى غزة جزء من حرب شاملة تشنها قوى معادية لاسرائيل ترمي الى القضاء عليها أو الى جعلها دولة غير يهودية في أقل اعتبار).

سمى رئيس الحكومة ووزير الدفاع الاسطول والردود عليه باسم "هجوم نفاق". وهما مخطئان. فليس أمامنا هجوم بل حرب من نوع جديد لدولة اسرائيل بدأت في حرب لبنان الثانية. الغاية البعيدة لهذه الحرب هي اسقاط دولة اسرائيل عن خريطة دول العالم، أو على الأقل جعل دولة اسرائيل تكف عن كونها دولة يهودية ذات سيادة. والغايات المتوسطة لها اثنتان: الاولى شيطنة الدولة بواسطة العيب الذي لا ينقطع عليها، بحيث تفقد الدولة شرعيتها الدولية؛ والثانية الافضاء الى أن تفقد دولة اسرائيل بالتدريج قدرتها على الدفاع عن نفسها وان تفرع يديها تسليما سلفا في مواجهة كل عدوان عنيف وتقبل املاءات استسلام مختلفة.

يتألف الجيش الذي يدبر هذه الحرب على دولة اسرائيل من تحالف منظمات لا يوجد بينها شيء مشترك سوى هذا الهدف. فالحديث عن فلسطينيين وفي ضمنهم حماس وجهات في السلطة الفلسطينية، وعن منظمات اسلامية متطرفة، وعن منظمات ارهاب مختلفة، وعن وسائل اعلام دولية مثل "الجزيرة"، وعن منظمات يسارية ويمينية متطرفة في العالم، وعن مئات منظمات "حقوق الانسان" و "الزكاة" وسائر المنظمات الدولية "غير الحكومية"، وفي ضمنها منظمات حماية البيئة، ومنظمات طلاب جامعيين ومحاضرين في جامعات الغرب. وفي اسرائيل ينتمي الى هذا الجيش الحركة الاسلامية التابعة لرائد صلاح وحزب التجمع الوطني الديمقراطي لعزمي بشارة ومنظمات يسار اسرائيلية متطرفة.

القاعدة الصلبة المركزية لهذا الجيش في بريطانيا. كانت ايران وفنزويلا حتى المدة الأخيرة الدولتين اللتين تؤلفان جزءا لا ينفصل من المعسكر، في حين كانت ايران تدعو مباشرة بلا أي غطاء الى ابادة اسرائيل. وانضمت تركيا ايضا بأخرة الى صفوف هذا الجيش لأسباب مختلفة وهي الان ترفع رايتهم. دول اوروبا الغربية لا تنتمي بطبيعة الامر لهذا الجيش، لكن كثرتها الكاثرة لا تساعد اسرائيل في الحرب لأسباب مختلفة وتؤيد وسائلها الاعلامية نشاط هذا الجيش أو التحالف غير المقدس، وإن لم يكن ذلك في جميع غاياته.

قامت الولايات المتحدة، حتى تولي اوباما الرئاسة في مواجهة هذا الجيش وبخاصة لمعرفتها أن الغرب وحضارته هما الهدف الحقيقي لمحاربة اسرائيل. إن سلوك اوباما المذل لدولة اسرائيل ورئيس حكومتها، أي لحليفة أشد اخلاص للولايات المتحدة والأشد تعلقا بها قد أيد هذا الهجوم.

ليست طرائق عمل قوى هذا الجيش هي العنف الشديد الموجود عند ارهاب فتاك كأرهاب المنتحرين او اطلاق كثيف للصواريخ وما أشبه، بل العنف "اللين" – أي رمي الحجارة والأشياء المعدنية، واستعمال الفؤوس والسكاكين الهراوى، والزجاجات الحارقة وقنابل الترويع واطلاق النار الحية أحيانا. وثانيا الكذب والتزوير على أن يكون عنصرين مركزيين في الدعاوى والعلل لتقديم الأهداف؛ فالحقائق لا تهم فهي لا  تزيد على أن تشوش ولهذا يتجاهلونها. ويحتل مكانها دعاية تصبح مقدسة والويل لمن يجرؤ على انتقادها.

ثالثا التلون. وهو يبلغ الذرى عندما يتهمنا رئيس حكومة تركيا بقتل تسعة مواطنين، في حين قتلت دولته في العشرين السنة الأخيرة 37 ألف كردي ومحت اكثر من 2500 قرية كردية. ورابعا، المظاهرات والعزل والقطيعة. وخامسا استغلال مؤسسات الأمم المتحدة للعيب على دولة اسرائيل وسلبها حقوقها. لكن ليس في هذا ما يمكننا من القول إن "العالم كله ضد لنا". فهناك طبقات كثيرة في الغرب تنظر بقلق الى الأخطار الكامنة في هذا التحالف، وكثيرون معنيون بتأييد اسرائيل. وثمة الشعب اليهودي. عندما يعوزنا الان هو استراتيجية جديدة لحكومة اسرائيل للمواجهة في هذه الحرب وبناء وسائل فاعلة لتحقيقها.