خبر يقتلها بدم بارد.. منطقة « الأغوار » تهجير وتهميش

الساعة 07:16 ص|07 يونيو 2010

يقتلها بدم بارد.. منطقة "الأغوار" تهجير وتهميش

فلسطين اليوم- الأغوار (خاص)

في وقت ينشغل فيه العالم أجمع بالهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" في عرض البحر، ويتابع فيه الفلسطينيون آخر أحادث الانقسام الداخلي، ومايجول من مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين، تزحف الأيادي الإسرائيلية على الأرض لتمد يدها لمرات متكررة على منطقة الأغوار شمال الضفة الغربية المحتلة بصمت.

 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي زحفها على المنطقة بمحاولات متعددة منها للإستيلاء على المنطقة، بإخلاء مواطنيها والتي كان آخر ماقامت به هو تسليم إخطارات تمهل السكان والعائلات الفلسطينية بالرحيل خلال عشرة أيام في منطقة عاطوف- الرأس الأحمر في محافظة طوباس والأغوار الشمالية.

 

ولم تكن هذه الإخطارات هي الأولى في تاريخ منطقة الأغوار، فقد عمد الاحتلال منذ اليوم الأول من احتلاله للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في العام 1967 على اعتبار وادي الأردن والأغوار الفلسطينية جزءا من خططها الأمنية والاستيطانية التوسعية حيث انعكست سياستها هذه على كل من الأرض و السكان.

 

وقد أوضح فتحي خضيرات منسق لجنة مناهضة الاستيطان في منطقة الأغوار في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن إسرائيل تدرك الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الأغوار، لذا فهي ترفض الحديث في ملف المفاوضات عن أربعة قضايا هي القدس والحدود واللاجئين والمياه، على اعتبار أن منطقة الأغوار تعد أحد أقطاب مصادر المياه العذبة.

 

وأضاف خضيرات، أن منطقة الأغوار والتي تشكل ثلث مساحة الضفة، تعاني بشكل كبير من ممارسات الاحتلال، تفاقمت بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث تم تفريغ المستوطنين في هذه المنطقة.

 

وبين خضيرات، أن 200 ألف فلسطيني كانوا يقطنون منطقة الأغوار، ولكن بعد 43 عاماً أصبحت أعدادهم فقط 56 ألف مواطناً بفعل سياسات التهجير والطرد.

 

وأشار، إلى أن إسرائيل تمارس انتهاكاتها وسط صمت حيث أن الدول المانحة تحاول تخليص الاحتلال من مسؤوليته القانونية، معتبراً أن السكوت عن الجرائم الإسرائيلية هو مشاركة فيها، وطالب الجهات المسؤولة بالوقوف بجانب المواطنين.

 

وأضاف خضيرات، أن المنطقة تعاني من تهميش على كافة المستويات، منها عدم تقديم المساعدات للأغوار، حيث يوجد 52 تجمعاً سكانياً في الأغوار خارج أريحا، نسبة كبيرة منها بلا ماء أو طرق أو خدمات، منوهاً إلى أنه جرى في وقت سابق صرب مايوازي 12 مليون دولار لحل مشكلة مياه الأغوار، ولكنها مازالت قائمة حتى الآن.

 

كما انتقد خضيرات الوسائل الإعلامية التي اعتبرها تبحث عن الدم، ولا تهتم بقضايا عدة هامة، مطالباً بضرورة الانحياز إلى القضايا الوطنية، وإيلاء قضية الأغوار الأهمية التي تستحقها.

وأشار خضيرات، إلى دور مواطني منطقة الأغوار في محاربة الاستيطان، والكثير من القضايا التي تتعلق فيها كمشكلة الحواجز التي بدأت قيودها تقل بكثير عما كان به معمول به في الثمانينات، مؤكداً على دور اللجنة في تسليط الأضواء على قضايا الأغوار.

 

يُشار إلى أن المساحة الأصلية للأغوار حوالي 433 كيلو متراً مربعاً أي ما نسبته 7.6%  من مساحة الضفة الغربية البالغة 5647 كيلومتراً مربعاً، حيث تمتد منطقة الأغوار من البحر الميت حتى شمال الضفة حيث قريتي كردلة وبردلة في محافظة طوباس.

 

وبموجب تقسيمات اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 تخضع مدينة أريحا وقرية العوجا للسيطرة الأمنية الفلسطينية (مناطق ا)، وعدا ذلك فإن بقية أجزاء الغور هي مصنفة ضمن مناطق (ب،ج)  الخاضعة لسيطرة إسرائيلية بمساحة تقدر نسبتها 90 %  من المساحة الإجمالية للأغوار.

 

ومازالت منطقة الأغوار كباقي مناطق الضفة الغربية تعاني من الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض أمر واقع يرسخ منهج التهجير القصري والسيطرة على الأراضي والتي بلغت ذروتها في وقت يكتف فيه العالم أجمع يديه أمام ذلك.