خبر صراعات داخل فتح..تهديد بفصل العديد من الحركة وتحذيرات لعباس

الساعة 05:40 ص|07 يونيو 2010

صراعات داخل فتح..تهديد بفصل العديد من الحركة وتحذيرات لعباس

فلسطين اليوم-وكالات

تشهد حركة فتح صراعا داخليا هذه الايام على خلفية الانتخابات البلدية والمجالس القروية المقررة في 17 تموز (يوليو) المقبل بالضفة الغربية.

وفي ظل سعي اللجنة المركزية لحركة فتح لتشكيل قائمة موحدة للحركة في جميع بلديات الضفة الغربية يصر كوادر في الحركة على الترشح لتلك الانتخابات اذا ما تم استبعادهم من القوائم الرئيسة رافضين التهديدات بفصلهم من الحركة اذا ما ترشحوا كمسقلين او انضموا لاية قوائم انتخابية اخرى.

وفي الوقت الذي تواجه الحركة مشاكل في تشكيل قوائمها في البلديات الصغيرة من كثرة تزاحم عناصر الحركة على الترشح للانتخابات المحلية وصل الامر بأن اعلنت قيادات من الوزن الثقيل في حركة فتح بأنها ستخوض الانتخابات القادمة سواء ضمن قائمة فتح او خارج تلك القائمة كما هو حاصل في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية.

وفي ظل اعلان محمود اشتية امين سر حركة فتح بنابلس الاحد، ان اللجنة المركزية لحركة فتح قررت ترشيح امين مقبول امين سر حركة فتح بنابلس، ليكون على رأس قائمة حركة فتح في انتخابات بلدية نابلس اكد غسان الشكعة احد قادة الحركة المعروفين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ'القدس العربي' الاحد بأنه سيرشح نفسه للانتخابات البلدية القادمة في نابلس مما ينذر بتفجر الصراعات داخل الحركة على مستوى القيادة.

 

ورغم اعلان اشتية بأن مقبول تم اختياره رئيسا لقائمة فتح قال الشكعة لـ'القدس العربي' الاحد 'هذا الحديث سابق لآوانه. ليس هناك قرار بقائمة لفتح، هناك قرار بأن تكون هناك قائمة تضم كل الفعاليات والشخصيات الوطنية والفصائل في اطار منظمة التحرير، ولغاية الآن هذا هو الموقف وبالتالي العمل يجري على هذا الاساس'.

وكان رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس تلقى تحذيرات من جهات مختلفة بشأن إمكانية فشل فتح في الانتخابات البلدية لمدن كبرى مثل نابلس والخليل بالضفة الغربية الامر الذي يدفع الحركة للعمل من اجل الدخول في ائتلاف مع فصائل منظمة التحرير لخوض تلك الانتخابات في قائمة موحدة باسم المنظمة.

وفي ظل احتدام الصراع الداخلي في فتح بنابلس توجه العديد من اعضاء اللجنة المركزية الاحد لنابلس من اجل الوصول لقائمة موحدة.

ومن جهته اكد الشكعة لـ'القدس العربي' اعتزامه ترؤس قائمة لخوض الانتخابات في نابلس، مشيرا الى انه ليس مرشحا ضد امين مقبول امين سر المجلس الثوري لحركة فتح المكلف بترؤس قائمة فتح، مضيفا 'انا قراري خوض الانتخابات' رافضا الخوض في التفاصيل اذا ما كانت القائمة التي يعتزم رئاستها قائمة المستقلين.

واضاف الشكعة قائلا 'من حق كل انسان يرى في نفسه الكفاءة خوض مثل هذه الانتخابات. وهذا معنى الديمقراطية اصلا'. وشدد الشكعة على ضرورة وضع الانتخابات المحلية للمجلس البلدية والقروية في اطارها الخدماتي، مضيفا 'برأيي الموضوع السياسي ليس من اختصاص وزارة الحكم المحلي هو من اختصاص منظمة التحرير والامن من اختصاص السلطة ونحن مهمتنا توفير الخدمات للمواطنين'.

وطالب الشكعة بابعاد الانتخابات المحلية عن الصراع السياسي كون مهمة المجالس البلدية تقديم الخدمات للمواطنين ويقتصر دورها على الخدمات، مضيفا 'انا اطالب ان يكون معيار الكفاءات المهنية في خدمة المواطن'، منوها بان عضو المجلس البلدي اذا كان منتميا سياسيا يكون لدية ميزة اخرى الى جانب كفاءته المهنية. واضاف الشكعة 'اساس الاختيار الكفاءة والمهنية والشفافية والنزاهة، ومعيارة الانتماء السياسي بالتأكيد هذا اضافة نوعية للشخص المرشح'.

ومن جهته اكد محمود اشتية امين سر حركة فتح بنابلس الاحد ان اللجنة المركزية لفتح ابلغت امين مقبول رسميا بقرار رئاسته كتلة فتح لخوض الانتخابات في نابلس والذي جاء بعد مشاورات كبيرة داخل الاطر التنظيمية لحركة فتح في نابلس وداخل اللجنة المركزية للحركة على حد قوله. وعقب غسان الشكعة الذي كان احد المرشحين الاقوياء لتزعم قائمة فتح بنابلس على هذا القرار بأن هذا كلام 'سابق لآوانه'، رافضا اعطاء المزيد من التفاصيل، مؤكدا عزمه على قيادة قائمة انتخابية في الانتخابات المحلية المقبلة. وتوقعت مصادر محلية في نابلس ان تشكل قائمة مستقلين برئاسة الشكعة لخوض الانتخابات بنابلس مقابل كتلة فتح برئاسة مقبول.

وكانت حركة فتح قد اعلنت الاحد عن تحالف بينها وبين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بنابلس عدا الجبهة الشعبية وحزب الشعب، في حين قالت الشعبية انها ستعلن عن قائمتها لاحقا. ومن جهتها أكدت اللجنة المركزية لحركة فتح الاحد بانها لم تكشف لغاية الآن عن القائم النهائية لخوض الانتخابات المحلية، وقالت انها ستنشر رسمياً أي ترشيحات أو تعيينات على رأس القوائم لانتخابات مجالس الهيئات المحلية، وأن ما نشر من بيانات لم يصدر عن اللجنة المركزية للحركة .

وصرح أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح محمد غنيم 'أبو ماهر'، أن أي ترشيحات أو تعيينات على رؤوس القوائم فيما يخص انتخابات مجالس الهيئات المحلية (البلدية) ستصدرها قيادة الحركة رسمياً وستعلنها رسمياً للجمهور في اللحظة المناسبة .

وطالب في تصريح صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة وسائل الإعلام بأخذ القرارات والبيانات من مصادرها الرسمية، موضحاً بأن اللجنة المركزية هي مصدر القرارات والبيانات فيما يخص الترشيح للانتخابات والقوائم التي تمثل الحركة في الانتخابات.

ومن جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف انتخابات الهيئات المحلية في محافظة جنين عزام الأحمد الاحد إن انتخابات الهيئات المحلية يجب أن تكون مناسبة لتوحيد حركة فتح من خلال الالتزام بالقرارات التنظيمية للحركة.

وأضاف الأحمد، خلال اللقاء الذي نظمته حركة فتح في إقليم جنين ولجنة الإشراف على الانتخابات 'أنه يجب علينا جميعا أن نتمحور حول حركة فتح لأن البلديات أمام العالم تعطي صورة في حال نجاحنا وسيطرتنا على البلديات لخدمة شعبنا، وان هذا الشعب قادر أن يبني مؤسساته ودولته'.

وتابع 'أن حركة حماس أسقطتنا بانضباط عناصرها بالشورى، خاصة أنه لا يوجد لها أي شكل من أشكال الانتخابات سوى انضباطهم'، مضيفا 'يجب العمل على إعادة بناء حركة فتح من كافة الجوانب من خلال تطبيق النظام الداخلي'، مشددا على انه لن يسمح لأحد من أبناء الحركة بالخروج عن قرارات فتح لأن الحركة بحاجة لأبنائها الملتزمين والوطنيين، وأن الحركة لن تسمح بتكرار تجربة 2005 عندما خاض العديد من كوادر الحركة الانتخابات باسم مستقلين، مضيفا 'نريد أناسا يفضلون مصلحة الحركة على مصالحهم الشخصية'. ومن الجدير بالذكر ان حماس التي تسيطر على قطاع غزة اعلنت عن رفضها الانتخابات المحلية المقررة في الضفة الغربية في تموز المقبل بحجة انها تجري في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي في حين منعت اجراء تلك الانتخابات في غزة.

وأعلنت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الاحد انها اتفقت على خوض انتخابات المجالس القروية والبلدية في محافظة نابلس في قائمة واحدة باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فيما لم يقرر حزب الشعب بعد الطريقة التي سيخوض فيها الانتخابات ان كان ضمن قائمة المنظمة ام في قائمة منفصلة.

وقالت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيان لها الاحد انه في إطار التواصل بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في محافظة نابلس وبعد سلسلة من اللقاءات توافقت الفصائل الوطنية الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية على خوض الانتخابات المحلية والبلدية في كافة بلديات وبلدات وقرى محافظة نابلس على أساس الشراكة الوطنية وحفاظا على الهوية الوطنية والسياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وصونا لتضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني.

وقال زاهر الششتيري احد قيادات الجبهة الشعبي ان موقف الجبهة الشعبية واضح ويتمثل بضرورة اجراء انتخابات ديمقراطية وليس التوافق على قائمة لاختيار ممثلين في المجالس والبلديات، واضاف: الشعبية ستخوض الانتخابات من خلال ترشيح قائمة تضم اعضاء الجبهة الشعبية ومستقلين وسوف تقدم هذه القائمة خلال الايام القليلة القادمة بشكل رسمي'.

ومن جهته قال نصر أبو جيش مسؤول حزب الشعب الفلسطيني في محافظة نابلس، إن الحزب الشعب ليس ضمن قائمة فتح، وإن 'ما يدور من حراك سياسي واجتماعي ووطني، بخصوص التحضير لانتخابات المجالس المحلية والبلدية دليل على الروح العالية، التي يمتاز فيها شعبنا، والذي يعمل ويؤمن بمفاهيم الديمقراطية وإفرازاتها في كل الميادين'، مشيرا في بيان صحافي الى أن حزب الشعب يسعى لتشكيل قائمة ديمقراطية تضم شخصيات وطنية ومهنية وديمقراطية، لخوض انتخابات المجالس المحلية والبلدية.

ودعت فصائل المنظمة المتحالفة في نابلس في بيانها إلى الوحدة الوطنية والتوحد في إطار قائمتها الائتلافية الوحدوية كما دعت جماهير محافظة نابلس إلى التوحد خلف الائتلاف الوطني الكبير لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة. ويذكر بأن الفصائل المؤتلفة هي: حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، جبهة التحرير العربية، الجبهة العربية الفلسطينية، جبهة التحرير الفلسطينية، شخصيات وطنية مستقلة.

وفي ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات المحلية في الضفة الغربية طالبت شخصيات فلسطينية مستقلة بتأجيل تلك الانتخابات لاعطاء فرصة للمصالحة الفلسطينية بين الضفة وغزة.

واكد د. ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات المستقلة الاحد ان مذكرات عاجلة ارسلت للرئيس الفلسطيني محمود عباس وللفصائل والقيادات الفلسطينية ولرئيس لجنة الانتخابات المركزية تطالب بضرورة تأجيل اجراء الانتخابات بالضفة الغربية وانه يجب اعطاء فرصة للمصالحة بالفترة المقبلة وانجاح الجهود التي بذلت من قبل جمهورية مصر العربية وانه يجب اجراء الانتخابات بكل المحافظات الفلسطينية في غزة والضفة.

واضاف الوادية: 'ان الاولوية الآن لاتمام المصالحة وانهاء حالة الانقسام التي اضرت بالقضية الفلسطينية'، معتبرا ان تأمين أجواء صحية للتوافق ضرورية لبناء الثقة بين طرفي الانقسام وبما يشكل تمهيدا لتوقيع اتفاق المصالحة .

وبين ان الشخصيات المستقلة تتابع عن كثب بالغ الجهود العربية في ما يخص تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مع تأكيده على أنه يمكن الخروج من أجواء التعاطف الدولية والعربية باتفاق مصالحة داخلي قوي يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة السياسية تكون كفيلة بتحقيق المطالب المشروعة والحفاظ على الثوابت الفلسطينية.