خبر البديل..هآرتس

الساعة 12:03 م|06 يونيو 2010

بقلم: جدعون ليفي

فجأة صدر عن فضاء قاعة المجلس الصوت المخول لتسيبي لفني: "دعوا النائبة حنين زعبي تقول كلمتها. الديمقراطية تختبر في تسامحها واستعدادها لأن تسمع بالذات أصوات أخرى، حتى وان كانت تآمرية". صمت ألقي في القاعة.

        الزعبي أنهت خطابها دون ازعاج وبعدها صعدت الى المنظمة زعيمة كاديما. النواب من كل الكتل تحفزوا لسماع أقوالها. هكذا حصل هذا دوما حين كانت تصعد لفني الى المنصة. على مدى ساعة طويلة طرحت رئيس المعارضة مذهبها المثير للانطباع، جلدت الحكومة واقترحت بديلا مرتبا ومغايرا: كفى للحصار، فهو لم ينتج غير  الضرر؛ كنت سأسمح للأسطول بالعبور الى غزة، كنت سأدعوا كل ممثلي الشعب الفلسطيني الى الحضور فورا الى طاولة المفاوضات بهدف الوصول الى سلام على أساس حدود 67 وحل مشكلة اللاجئين؛ المكانة الدولية لاسرائيل وطابعها الديمقراطي أهم للمستقبل بلا قياس من كل تواصل للاحتلال.

        قرصتم أنفسكم؟ بالطبع. كل هذا لم يحصل على  الاطلاق – ولا يمكنه ان يحصل. ما الذي حصلنا عليه بدلا من ذلك؟ عندما هوجمت الزعبي بانفلات – لفني صمتت. عندما كان أعضاء كتلة لفني من كبار الصارخين ضد زعبي، يهددون بمس النسيج الديمقراطي الهش جدا – لفني صمتت. وعندما استمر الحصار – لفني صمتت. عندما اختطفت اسرائيل بوحشية سفن الاسطول – قفزت لفني من استوديو الى استوديو كي تشرح بتلقائية مخيفة العملية وتبررها. فلتسجلوا أمامكم رجاء: النائبة لفني تخون مهمتها. بل انها لا تفهمها. لا بديل ولا معارضة، غير الرغبة في خلافة بنيامين نتنياهو.

        وفضلا عن ذلك، تحت قيادتها أصبح كاديما تجمعا بالصدفة لنواب قوميين متطرفين، مكارثيين، قتاليين، شوفينيين، صاخبين وصارخين، يقترحون مشاريع قوانين مناهضة للديمقراطية كآخر كتل اليمين المتطرف. من هاجم بالحقارة الاكبر الزعبي؟ يوليا شموئيلف – بركوفيتش، يوحنان بلاسنر واسرائيل حسون الذين تنافسوا الواحد مع الاخر من يشتمها بفظاظة أكبر. ومن طرح مشروع القانون الذي يدعو الى  الاخراج عن القانون لجمعيات تسلم معلومات لسلطات أجنبية؟ رونيت تيروش وعتنئيل شنلر. ومن بادر على مشروع القانون الذي اعتزم اغلاق صحيفة واسعة الانتشار في اسرائيل؟ مرينا سولدكين. وما هو القاسم المشترك مع كل هؤلاء؟ هم جميعهم نواب صغار، سياسيون أقزام، ممثلو حزب الوسط، كاديما.

        من يحتاج الى كاتسيلا؟ من بحاجة الى ميخائيل بن آري؟ لدينا تيروش بلاسنر. ما لنا والبيت اليهودي والاتحاد الوطني؟ لدينا كاديما، كتلة خدعت ناخبيها: صوتوا وسط واحصلوا على يمين. وعلى ماذا استقال في نهاية الاسبوع رئيس وزراء اليابان، يوكيو هاتويما؟ على خرق وعد واحد ووحيد لناخبيه.

        ليس لاسرائيل معارضة. المعارضة الاخيرة ماتت في 1977. منذ صعود مناحيم بيغن الى الحكم صمت صوتها. الديمقراطية بدون معارضة مثلها كالسمكة دون ماء. واذا كان أحد ما بحاجة الى دليل على أن الأمور هكذا – فقد جاءت قضية الأسطور وأثبتت ذلك. فشل ثابت، عسكري وسياسي، مع أصداء عالمية، تترك في اسرائيل خدوشا عميقة، دامية، غير قابلة للشفاء – ومعارضة جلالتها مؤيدة ومبررة. اذا ظن أحد ما، في البلاد وفي العالم، بأن لحكومة القصورات يوجد بديل، فقد خاب أمله تماما.

        فليعرفوا رجاء في القدس وفي واشنطن، في رام الله، في باريس وفي لندن، حيث يعلقون الآمال بالمرأة الجانبية مع البدلات النقية البيضاء والحديث شبه المعتدل: لا بديل في اسرائيل. لا يوجد. كفوا عن التعويل على لفني، هذا سند متهالك. فهي نتنياهو في قناع، يمين متخف.

        موجة عكرة وخطيرة من القومية المتطرفة وانعدام التسامح تغمر المجتمع، هناك من يوجهون التهمة لحكومة نتنياهو – ليبرمان، ولكن الحقيقة هي أن كاديما مسؤول ومذنب بقدر لا يقل. فهو لا يصمت فقط، بل هو شريك فاعل في الأمر. البضاعة الوحيدة التي للفني لعرضها عفنة ومضللة: "المسيرة السلمية". لا سلام، فقط مسيرة. لفني ستلتقط لها الصور مع محمود عباس، ستبتسم مع أبو علاء، والعالم سيدعنا. وفقط نار واحدة تشتعل في عظامها: التطلع لأن تصبح رئيسة وزراء. لماذا؟ هكذا.