خبر لانقاذ أنفسنا من الحصار..هآرتس

الساعة 11:59 ص|06 يونيو 2010

بقلم: أسرة التحرير

الاخفاق الاستخباري والتخطيط العليل لحملة السيطرة على "مرمرة" تدحرجا كلمح البصر ليصبحا أزمة في العلاقات الخارجية لاسرائيل، ودرك أسفل في مكانتها في الرأي العام العالمي. الأسرة  الدولية تطالب بالتحقيق في الحدث وتنتقد انتقادات لاذعا الحصار الذي تفرضه اسرائيل على مليون ونصف من سكان غزة. حكومات صديقة كالولايات المتحدة وفرنسا تطالب الحكومة برفع القيود عن نقل البضائع والمواد الخام للاستخدامات المدنية الى القطاع.

        رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على عادته، سارع الى امتشاق التهديد الايراني وانعاش فكرة "العالم كله ضدنا". وبدلا من البحث والعثور عن النار التي تحرق منظومات العلاقات التي بنيت بكد شديد، يسير نتنياهو في أعقاب وزير خارجيته المقاطع، افيغدور ليبرمان، ويتهم العالم بالموقف المزدوج اخلاقيا تجاه اسرائيل. ولتخفف المسؤولية عن الأزمة والهرب من واجب التغيير من الأساس لسياسته، يشوه نتنياهو الانتقاد ضد سياسة حكومة اسرائيل ويسوقه ككراهية ضد شعب اسرائيل.

        نتنياهو وليبرمان يفرضان حصارا على دولية يهودية وديمقراطية زعمت بأنها ستكون نورا للأغيار، ويجعلها دولة منبوذة. الخلاف على تجميد الاستيطان في الضفة والبناء في شرقي القدس سحقت تماما الثقة السخية التي تلقتها اسرائيل بفضل اعلان نتنياهو عن تبني حل الدولتين. في الأسبوع الماضي صرف المؤتمر النووي الانتباه عن البرنامج النووي الايراني نحو المسألة النووية الاسرائيلية. قمة دول البحر الابيض المتوسط، التي كان يفترض ان تفتتح في برشلونة اليوم، ألغيت عقب رفض زعماء عرب الجلوس في حضرة وزير الخارجية الاسرائيلي. ومحادثات التقارب تتخذ صورة الوصفة لتخليد الجمود السياسي.

        حكومات معقولة في دول ديمقراطية تعمل حسب مصالح مواطنيها. ولكن حتى لو كان "العالم مزدوج  الاخلاق"، كما يدعي نتنياهو، فان عليه ان يغير من الأساس نهجه العدواني واطار حكومته؛ اذ ليس في وسعه تغيير طبيعة العالم. تحقيق جذري لحدث "مرمرة" وازالة الحصار المدني عن غزة هما خطوتان ضروريتان، ولكنهما بالتأكيد غير كافيتين. من أجل انقاذ انفسنا من الحصار الدولي، ومن مصيبة استراتيجية، فان اسرائيل تحتاج حاجة ماسة وعلى عجل الى سياسة أخرى.