خبر صحيفة « لو فيغارو »: مصر وقعت في فخ حصار غزة

الساعة 04:53 ص|06 يونيو 2010

صحيفة "لو فيغارو": مصر وقعت في فخ حصار غزة

فلسطين اليوم – ترجمة عن صحيفة "لو فيغارو"

لا يعني فتح معبر رفح، الذي يهدف إلى تهدئة الرأي العام المصري، أنه سيتم تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.

ما زالت الصحافة المصرية تعبِّر عن غضبها منذ الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية قبالة غزة؛ حيث استخدمت العبارات الآتية لوصف الحادث: «جريمة ضد الإنسانية»، و «مذبحة وحشية» و «الجريمة الصهيونية». ولكن أقلام الصحافيين قد هاجمت أيضاً السلطات المصرية. فلقد اتهم وائل قنديل، رئيس تحرير الجريدة المستقلة، الشروق الجديد «من أغلقوا الحدود وقاموا ببناء جدار فولاذي بتعزيز الحصار المفروض على غزة، فهم شركاء في هذه الجريمة». وأضاف: «إن أحمد أبو الغيط (وزير الخارجية المصري) مسؤول أيضاً، لأنه هدد بكسر ساق أي فلسطيني يحاول عبور الحدود». ومنذ بداية الأسبوع، تظاهر آلاف المصريين على مدار عدة أيام مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي ووقف تصدير الغاز الطبيعي المثير للجدل لإسرائيل.

وعند عودته من نيس، حيث كان يشارك في رئاسة قمة فرنسا- إفريقيا، أدرك الرئيس حسني مبارك أنه يجب أن يكون له رد فعل وأن يتحرك. فلقد أمر الرئيس المصري، تحت نار الانتقادات «بفتح معبر رفح لعبور المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة لقطاع غزة واستقبال الجرحى والمرضى الذين يجب أن يمروا عبر مصر»، وهذا من دون تحديد موعد نهائي، على الأقل بصورة رسمية. ويعتبر معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين الأراضي الفلسطينية والعالم الخارجي، وهو مغلق بصورة شبه دائمة منذ الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة في يونيو 2007. ولقد أكد أحد المسؤولين المصريين، قائلا: «نحن نريد التخفيف من معاناة الفلسطينيين بعد الهجوم على الأسطول».

ولكن لا تبشر مبادرة الرئيس حسني مبارك، التي تهدف إلى تهدئة غضب الرأي العام المصري والعربي، بتخفيف دائم للحصار المفروض على قطاع غزة. فإن مصر، في الواقع، ليس لديها أية نية لتقديم انتصار لحماس من شأنه أن يعزز شرعيتها؛ حيث تخشى القاهرة، التي لا تخفي تفضيلها لحركة فتح برئاسة محمود عباس، من أن حركة حماس المنتصرة قد تقوم بتنشيط جماعة الإخوان المسلمين التابعين لها، الذين كان عضوان منهم على متن إحدى سفن الأسطول.

ولقد تدهورت العلاقات أيضاً بين حركة حماس ومصر خلال الـ6 شهور الأخيرة، منذ أن شرعت القاهرة في بناء جدار فولاذي تحت الأرض لمكافحة محاولات التهريب عبر الأنفاق أسفل حدودها. ولقد تعهد حسني مبارك بهذا، بعد إصرار نيكولا ساركوزي، عقب انتهاء الهجوم الإسرائيلي الذي يطلق عليه «عملية الرصاص المصبوب» في يناير 2009، وذلك من أجل إقناع إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار. كما اتهمت حماس، في الشهر الماضي، مصر بالتسبب في مقتل 4 من المهربين عن طريق نشر الغاز في أحد الأنفاق.

ولتبرير استمرار الحصار المفروض، اختبأت مصر خلف موقف ذي مبدأ، ألا وهو: «أن فتح معبر رفح بصورة دائمة سيجعل مصر مسؤولة عن غزة وبهذا سيكون المجال مفتوحا أمام إسرائيل في الضفة الغربية، ما سيشكل ضربة قاضية للقضية الفلسطينية»، وهذا كما جاء على لسان أحد المصادر الدبلوماسية. وفي القاهرة «يستبعدون الوصول إلى أي حل دائم، ما دامت لم تحدث المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية»، وهي ما تسعى إليه مصر من دون تحقيق أي نجاح منذ ما يقرب من 3 أعوام.