خبر الغارديان: تلطف مبارك لإسرائيل يفتح باب المليارات من واشنطن

الساعة 04:08 ص|06 يونيو 2010

الغارديان: تلطف مبارك لإسرائيل يفتح باب المليارات من واشنطن

فلسطين اليوم - بيت لحم

قالت صحيفة بريطانية إن صداقة الرئيس مبارك مع الكيان الصهيوني أصبحت مصدراً للإزعاج الدائم، لافتة إلى أن عملية القرصنة الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي سببت صداعاً نصفياً للرئيس مبارك في الوقت الذي يحتاج أن يكون فيه في قمة مستواه.

وتابعت صحيفة الغارديان البريطانية قائلة إنه على الصعيد المحلي فإن دور مصر كشريك في الحصار الإسرائيلي على غزة طالما كانت نقطة ضعف مبارك السياسية الكبرى، فإلى جانب إغلاق معبر رفح مغلق بشكل كبير و استخدام الغاز بشكل منتظم في الأنفاق بين مصر وغزة و التي يعتمد عليها الفلسطينيين كطوق نجاة اقتصادي، قامت مصر أيضاً بمنع قوافل الإغاثة من الدخول إلى غزة من خلالها و لعبت دوراً كبيراً في فشل مفاوضات التسوية بين فتح و حماس.

وأضافت أن المكافآت التي تجنيها النخبة الحاكمة في مصر بتسهيلها الحصار غير القانوني ضد شعب عربي شقيق لها جانبين، الأول أن هذا الحصار يعطي مصر الفرصة لاحتواء وشل حركة حماس التي تعتبرها خطراً على هيمنتها الوطنية و الإقليمية لعدة أسباب أهمها ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين المعارضة شبه المحظورة في مصر. و الثاني أنه يعطي مصر لقب "الدولة المعتدلة" التي تحظى بدعم الولايات المتحدة وسط ما أسمته "النظم الاستبدادية" في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن تلطف مبارك لإسرائيل يفتح الباب أمام مليارات الدولارات من المساعدات من واشنطن، والتي يعتمد عليها مبارك في تمويل أجهزته الأمنية التي يستخدمها للبقاء في السلطة، كما أنها يساعده في أن يغض الغرب الطرف عن الانتهاكات الصارخة لمبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان في هذه البقعة المضطربة في شمال إفريقيا، إلا أن الثمن الذي تدفعه الحكومة المصرية في هذه الصفقة يأتي في شكل شرعيتها العامة، بحسب الصحيفة، فعلى الرغم من أن مصر رسمياً في سلام مع إسرائيل إلا أن الغالبية العظمى من الشعب المصري تعارض التطبيع مع كيان الاحتلال ناهيك عن الدعم السياسي و اللوجستي للخنق الاقتصادي و الاجتماعي لمليون و نصف مليون من الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأكدت أن قتل ناشطي أسطول "الحرية"، و كما كان متوقعاً، أثار موجة من المشاعر المناهضة لإسرائيل بين المصريين.

وأكدت الصحيفة أن التحدي الآن لحركة المعارضة المتفرقة يتمثل في توجيه غضب الشارع المصري نحو إدانة الحكومة المصرية أيضاً، مشيرة إلى أن التاريخ الحديث في صف المعارضة، حيث أدت الأزمات السياسية الإقليمية في العقد الأخير إلى ارتفاع حاد في عدد الأشخاص الذين يتظاهرون في شوارع مصر، خصوصاً في الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 و أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حيث تجمع أكثر من 40 ألف شخص في ميدان التحرير لمدة 24 ساعة كاملة قبل أن تتمكن قوات الأمن من تفريقهم، و أشارت بأنه في كلتا المناسبتين تحولت المظاهرات إلى نقد قوي لما أسمته "الاستبداد المحلي"، حيث قام المتظاهرون بالربط بين الظلم الواقع خارج حدود مصر والظلم المتفشى داخلها.

ولفتت إلى أن أحداث "أسطول الحرية" تسير على نفس الطريق، حيث امتدت شعارات المتظاهرين المعادية لإسرائيل لتنتقد القمع الذي مارسه الأمن المصري في يوم تزوير انتخابات مجلس الشورى، حيث قام بعض المتظاهرين بتشبيه المجازر الإسرائيلية في غزة بـ"مجزرة أصوات الشعب" التي ترتكبها الحكومة المصرية.