خبر سؤال في فرنسا: هل تستحق مؤلفات ديغول أن تدرج في المنهاج الدراسي؟

الساعة 11:17 ص|05 يونيو 2010

فلسطين اليوم-وكالات

هل الجنرال ديغول جدير بأن يحضر في منهاج البكالوريا الدراسي؟ فقد تقدم اساتذة لغة فرنسية بعريضة يحتجون فيها على تدريس "مذكرات الحرب" التي كتبها، رغم ان الكثير من المؤلفين يدافعون عن مهاراته الكتابية، لاسيما في كتابة المذكرات.

وقد جاء في العريضة التي أطلقتها مجموعة من الأساتذة ووقعها 1500 شخص "اقتراح ديغول على التلاميذ يخالف نهج مادتنا التعليمية. لا أحد يشكك في الأهمية التاريخية لكتابات ديغول. لكن عم نتكلم هنا؟ عن الأدب أو التاريخ؟".

وتعترض المجموعة على إدراج المجلد الثالث والأخير من "مذكرات الحرب" في برنامج البكالوريا ــ الفرع الأدبي في السنة الدراسية 2010-2011، وهو امتحان يتوج نهاية الدراسة الثانوية ويتيح البدء بالدراسات الجامعية. يروي هذا العمل الأدبي بأسلوب شاعري بعض الشيء ملحمة "فرنسا الحرة"، وهي المقاومة الخارجية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية التي أسسها الجنرال في لندن بعد إطلاقه نداء المقاومة في 18 حزيران عام 1940.

وتابعت المجموعة "هل تقضي مهنتنا بمناقشة وثيقة تاريخية الطابع؟ باستخلاص الروحية الدعائية التي توحد المشاعر القومية؟ لأن هذه هي حقيقة الأمر: ما من متملق للجنرال يمكنه مقارنة طريقة كتابة مذكرات الحرب بأسلوب وتأثير كاتبي المذكرات الآخرين إن أردنا البقاء ضمن هذا النوع الأدبي".

الكاتب والمؤرخ ماكس غالو يقول العكس، مصرحاً لوكالة فرانس برس "الجنرال ديغول هو أحد أهم كاتبي المذكرات في التاريخ الفرنسي، شأنه في ذلك شأن كاردينال ريتز أو دوق سان سيمون. لقد عكس في اعماله صوراً دخلت منذ فترة طويلة في الأدب الفرنسي"، مشيراً إلى الثقافة الواسعة التي كان يتمتع بها الجنرال الذي كان يعشق أعمال راسين وغوتي والأدباء المعاصرين... وخصوصاً شاتوبريان و"مذكرات ما وراء القبر"، وهو الكتاب الوحيد الذي اصطحبه معه خلال منفاه الطوعي في إيرلندا بعد تنحيه عن السلطة عام 1969.

الروائي وكاتب السير الذاتية بيار أسولين يشاطره الرأي نفسه. وقد قال لوكالة فرانس برس "ديغول كاتب. وأحد أهم الكتاب. إنه كاتب لامع. لم يعترض أحد عندما تلقى تشرشل جائزة نوبل للأدب عام 1953، مع أنه كتب مذكراته بمؤازرة مجموعة من 50 مساعداً! ديغول نفسه كان يحلم بالفوز بجائزة نوبل...".

ويضيف "هذه الجدالات ذات طابع فرنسي بامتياز. الناس لا يميزون بين الأدب والرواية، وبالنسبة إلى الكثيرين، لا أدباء سوى الروائيين. هذا ما أسميه بطغيان الرواية. ديغول ليس مؤرخاً. مذكراته تدل على مهاراته ككاتب مذكرات ومؤلف عظيم. الكثير من المقاطع تستحق أن تكون موضع دراسات أدبية، لمقارنتها مع مؤلفات هوغو وبيغي والأعمال الأدبية الإغريقية".

الناقد برنار بيفو، المعروف جداً لدى الفرنسيين لتقديمه برنامجاً تلفزيونياً أدبياً طوال 25 عاماً، يرى أيضا أن "المذكرات تستحق أن تدرج في برنامج البكالوريا ــ الفرع الادبي. لا أظنها تستحق كل هذه الجلبة"، كما قال لوكالة فرانس برس، مضيفا "المذكرات تندرج في الخانة الأدبية، بفضل أسلوبها المميز جداً والطنان، وتعابيرها المنمقة. بعض المقلدين استهزأوا بأسلوبه المميز هذا".