خبر مذكرة داخلية لـ « فتح »: مقررات المؤتمر السادس ليست شرعية

الساعة 04:49 ص|05 يونيو 2010

بين الموقعين عليها نصر يوسف واحمد قريع وابو النجا ويخلف وسمارة

مذكرة داخلية من فتح لعباس: مقررات المؤتمر السادس ليست شرعية.. وقوى ذات أجندة 'انقلابية' تسعى للهيمنة

فلسطين اليوم- رام الله

شغلت وثيقة المذكرة الداخلية التي ارسلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل اربعة اسابيع تقريبا نخبة من اهم قادة حركة فتح جميع الاوساط الحركية والتنظيمية في فلسطين وخارجها.

وامتنع اصحاب المذكرة عن الاعلان عنها حرصا على قنوات التخاطب الداخلية لكن هذه المذكرة وكما علمت القدس العربي تحولت الى برنامج عمل سياسي داخل البيت الفتحاوي يقوده تيار باكمله تحت عنوان اصلاح المسيرة الحركية وقبل ذلك انقاذ الحركة. وفي نص المذكرة التي حصلت عليها 'القدس العربي' يطلق اصحابها على انفسهم صفة 'حراس حركة فتح' ويتحدثون بوضوح عن تمثيلهم لتيار عريض من ابناء الحركة يرفض خطفها من قبل اصحاب الاجندات، كما تقول المذكرة التي تلاها على القيادة في الاطر الداخلية الرجل الثالث في الحركة ابو ماهر غنيم. وتسحب المذكرة بوضوح بساط الشرعية من المؤتمر السادس الاخير وترفض الاعتراف الا بقرار واحد للمؤتمر هو انتخاب الرئيس عباس فقط وتتحدث عن عملية تزوير واسعة في انتخابات المؤتمر ووضع الحركة الآن وواقعها المأساوي.

وتكتسب المذكرة اهميتها من طبيعة الموقعين عليها حيث علمت 'القدس العربي' بأن العشرات وقعوا عليها او طريقهم للتوقيع وبين هؤلاء نخبة من القادة التاريخيين للحركة وبينهم رموز محسوبة اصلا على الرئيس عباس.

وفيما يلي تنشر 'القدس العربي' النص الكامل للمذكرة:

 

 

مذكرة داخلية

مقدمة الى رئيس الحركة الاخ ابو مازن

 

سيادة الاخ الرئيس

تحية طيبة،،

 

المؤتمر العام السادس لحركة فتح استحقاق طال انتظاره، وكان من المتوقع ان يكون منطلقا لنهوض الحركة، وانعطافة نوعية تبوا الحركة المكانة التي تستحق كواحدة من اهم وابرز حركات التحرر الوطني في العالم، وكان من المتوقع ان تبنى استنادا الى تراثها وتجربتها، مسيرتها المستقبلية ومنظومتها التنظيمية والسياسية والفكرية المبدعة والخلاقة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، في اطار عصري جديد، وان تحافظ على جوهرها كحركة تحرر وطني.

كما كان من المتوقع والمامول ان يكرّس المؤتمر لمراجعة تجارب المرحلة الماضية على امتداد عشرين عاما فصلت ما بين المؤتمرين، مرحلة شهدت العديد من المتغيرات، وغاب فيها رموز قيادية تاريخية وغاب فيها ايضا قائدنا ورمزنا ياسر عرفات.

كما جرت فيها تطورات مذهلة، منها خسارة فتح للانتخابات التشريعية، وانقلاب حماس في غزة الذي خسرت فيها الحركة المئات من الضحايا من ابناء الحركة، كما خسرت قطاع غزة، وتكرس فيها الانقسام ما بين جناحي الوطن، وتعرض المشروع الوطني للخطر.

ولقد تابعنا الصعوبات التي رافقت التحضيرات للمؤتمر العام، وما شابها من اشكاليات تتعلق بالعضوية، وعدد الاعضاء، والمكان، وقضايا اخرى جرى مناقشتها تحت الضغط، مثل توسيع العضوية حتى فاق عدد اعضاء المؤتمر كل تصوّر. ولم تتوقف الضغوط عند عدد معين بل ان اضافات اخرى دخلت المؤتمر اثناء انعقاده بشكل غير قانوني، وغير نظامي.

ذلك كله حوّل المؤتمر الى فوضى عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل، وكان عدد كبير من اعضاء المؤتمر ينتشرون في الساحة الخارجية، غير عابئين بما يجري في المؤتمر، فضلا عن ان القوة الاخلاقية للحركة تراجعت في هذه الاجواء، وتحوّل الامر الى صراعات واصطفافات انتخابية عملت على حشد الاصوات بكل الاساليب غير القانونية، بما فيها عمليات التزوير وتبديل الصناديق، والتلاعب بالتصويت، وخاصة التصويت بواسطة الهاتف، الامر الذي

لم يسبق له ان حدث في مؤتمرات الحركة السابقة التي جرت تحت ظلال قوة وثقافة وقيم التحرر الوطني.

ولعل الشيء القانوني الشرعي الذي جرى خارج صناديق الاقتراع، هو انتخاب الرئيس محمود عباس (ابو مازن) رئيسا للحركة، وقد كانت الكلمة التي القاها الرئيس امام المؤتمر بعد انتخابه تتسم بالمسؤولية، لكن اثرها لم ينعكس على اجواء المؤتمر، بل ان ما ساد خلال المؤتمر عند البعض روح الانتقام وتصفية الحسابات. لقد فشل المؤتمر في اجراء مراجعة نقدية لما حدث في غزة، وافلت من المساءلة من كان يجب ان يُساءل!!

كما ان وثائق المؤتمر لم تقر باغلبية معقولة، وفي نهاية المطاف انعكس هذا الجو على الانتخابات.

لقد كنا وما زلنا نعتقد ان الاحتكام الى صندوق الاقتراع في الانتخابات الداخلية، مظهر من مظاهر الديمقراطية في الحركة، لكن للاسف لم تكن الانتخابات نزيهة، وجرت فيها عمليات تزوير وعبث بالصناديق وضغوط يتحدث بها الجميع، مما ادى الى هذه النتائج ذات الطابع الانقلابي، والذي هيمنت فيه قوى ذات اجندات معروفة، حاولت في الماضي، وما زالت تحاول الاستيلاء على قرارها.

لقد ادى ذلك الى المس بوحدة الحركة وبنيتها والتطلعات الى نهوضها، كما ادّى ذلك الى خروج اعداد كبيرة من الكوادر القيادية التي ساهمت في بناء التجربة التاريخية للحركة، وهذه الكوادر كانت تشارك في مختلف المواقع القيادية وفي اقاليم الحركة في الداخل والخارج.

لقد وصفت صحيفة فلسطينية يومية (الحياة الجديدة) حين ظهرت النتائج انه حدث في المؤتمر السادس انقلاب ابيض في حركة فتح، والانقلابات ليست من قيم الحركة ولا من تاريخها.

اننا، ومن مواقع المسؤولية، لا نستطيع ان نصمت على ما جرى، ولا نقبل بتكريس الامر الواقع، وقد طالبنا بعد المؤتمر مباشرة بتشكيل لجنة تحقيق ذات مصداقية للتحقيق فيما جرى من خلال مذكرة قدمت لرئيس الحركة، لكن لم يتم الالتفات لها.

واننا اذ نؤكد التزامنا الثابت بعضويتنا في الحركة، ونلتزم بما تفرضه العضوية علينا من واجبات، فاننا في الوقت نفسه نتمسك بحقوقنا كاعضاء انطلاقا مما نص عليه النظام الاساسي من حقوق وواجبات، ونتمسك بالديمقراطية كاسلوب وثقافة وانتماء في حياتنا الداخلية، ونحرص كل

 

الحرص على نهوض الحركة، وتصليب بنيتها، وتعزيز وحدتها، واثراء تجربتها لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة، اننا اذ نؤكد على ذلك، نطالب رئيس الحركة بما يلي:

نطالب باجراء تحقيق فيما رشح من كلام عن تزوير وابدال صناديق، واستعمال المال السياسي، والتهرب من تحديد المسؤولية عن ضياع غزة،

واضافة عدد كبير من الاعضاء بعد افتتاح المؤتمر واثناء اعماله بشكل غير قانوني، وفي ضوء التحقيق من قبل لجنة ذات مصداقية، نطالب رئيس الحركة المنتخب باجماع المؤتمر باتخاذ القرارات المناسبة لتقويم وتصويب

وضع الحركة على كل الصعد.

واننا نخاطبكم، ونتقدم لكم بهذه المذكرة، بصفتكم رئيسا للحركة، والمسؤول الاول عن نجاحاتها او اخفاقاتها، عن نهوضها او تراجعها، عن تعزيز مكانتها ودورها في قيادة المشروع الوطني او انحسار هذه المكانة وهذا الدور، عن حماية قرارها الوطني او خطف هذا القرار، عن وجود ضمانات لحاضرها ومستقبلها او جرها الى واقع بائس او مستقبل مؤسف.

نخاطبكم بصفتكم احد قياداتها التاريخية التي ما فرّطت بقرارها المستقل، ولا بمحتواها التحرري، ولا بوحدتها، ولم تسمح لاي نظام او قوة خارجية التدخل في شؤونها او التلاعب بمصيرها.

 

سيادة الاخ الرئيس:

لقد كنا خلال الشهور الماضية نراقب ما يجري، ونتالم لما الت اليه الامور داخل الحركة، وامام هذا الوضع السياسي الذي نواجهه، فاننا لا نستطيع ان نواصل الصمت، بل اننا وقد اعتبرنا انفسنا نحن الموقعين ادناه حراسا للحركة ومسيرتها وتاريخها ودورها ومكانتها، وتيارا وطنيا داخل صفوفها، فقد قررنا الاحتفاظ بحقنا في التعبير وحقنا في ممارسة دورنا من اجل تحقيق هدفين لهما الاولوية في ما يتصل بوضع حركة فتح في هذه اللحظة: الاول وقف التدهور واستعادة حالة النهوض، والثاني حماية وحدة الحركة وخطها الوطني.

واذ نؤكد لكم احترامنا ونخاطبكم من مواقع الالتزام.

نرجو التفضل بقبول فائق التقدير

وقع عليها عددا كبيرا من القيادات والكوادر القيادية، من اعضاء اللجنة المركزية السابقة واعضاء المجلس الثوري السابق ومن بين الموقعين:

الفريق نصر يوسف، احمد قريع (ابو العلاء)، حمدان عاشور، يحيى يخلف، جميلة صيدم (ام صبري)، عدنان سمارة، مروان عبد الحميد، حكمت زيد، د. سمير شحادة، محمد لطفي (ابو لطفي)، حيدر ابراهيم، ابراهيم ابو النجا، احمد نصر، اللواء سميح نصر، انيس الخطيب، مصطفى المالكي (ربحي موسى)، واخرون. وجميعهم من القيادات التاريخية التي ساهمت في تاسيس الحركة، وكانوا جزءا من تاريخها السياسي والتنظيمي والعسكري والثقافي والاعلامي.

 

- القدس العربي