خبر السيد نصرالله: أهم ما أنجزه أسطول الحرية إعادة الاهتمام العالمي بقضية حصار غزة

الساعة 06:44 م|04 يونيو 2010

السيد نصرالله: أهم ما أنجزه أسطول الحرية إعادة الاهتمام العالمي

بقضية حصار غزة

 فلسطين اليوم- لبنان – قسم المتابعة

 اطل الأمين العام لحزب الله وعبر شاشة عملاقة في مهرجان التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني المحاصر وتكريماً الشهداء والمناضلين الذين كانوا على متن أسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار على قطاع غزة وذلك في ملعب الراية في محلة الصفير بضاحية بيروت الجنوبية.

وتوجه سماحته بالقول بداية: "هذا اللقاء جزء من مسؤوليتنا وهذا الحضور الكبير السريع ليس مفاجئا، ألستم اشرف الناس واكرم الناس؟" .

كما توجه سماحته في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد رشيد كرامي الى عائلته ومحبيه والشعب اللبناني بالتعزية في هذه المناسبة التي استُشهد فيها رجل كبير من هذا الوطن.

الأمين العام لحزب الله توجه بالكلام إلى الصابرين في غزة ووجه التحية إليهم والى كل الشعب الفلسطيني العزيز والمثابر والمتشبث في حقوقه وأرضه. كما وتوجه بالتحية الى كل المشاركين في اسطول صنع الحرية، الى جراحهم وشهدائهم، مشيراً الى انه يجب ومن ارض لبنان ان يخص بالتحية البعثة اللبنانية وكل اللبنانيين الذين شاركوا في هذا الأسطول ليكونوا رسل المقاومة اللبنانية والارادة اللبنانية.

واعتبر السيد نصرالله ان الشهداء الذين كانوا جميعاً من جنسية واحدة انما جاء لمشيئة الله وهو الذي اختارهم جميعاً من هذه الجنسية لحكمة يريدها ويرضاها. وتوجه سماحته لعوائل الشهداء الأتراك بالتبريك والتعزية، وقال: "التبريك لحصول اعزائهم على هذا الشرف والتعزية على فقدان الأحبة، ومن خلالهم اوجه التحية الى الشعب التركي الذي توحد خلف اسطول الحرية والى القيادة التركية التي استطاعت ان تثبت حضورها وشجاعتها في ادارة هذه الازمة".

واكد السيد نصرالله اننا امام حدث عظيم في سياق صراع شعبنا مع هذا العدو المحتل المغتصب، ونحن نفهم ما جرى في هذا السياق. 

واشار السيد نصرالله الى الاسطول الذي كان مؤلفاً من مجموعة سفن بعضها ينقل افراداً وبعضها مؤناً توجه الى غزة لكسر الحصار عن اهل غزة، وانه تألف من مئات الأشخاص الذين ينتمون الى عشرات الجنسيات، وان العدد الاكبر من هؤلاء ينتمون الى التابعية التركية التي تقيم معها اسرائيل علاقات دبلوماسية وامنية.

 واوضح انه تمت مهاجمة الاسطول في المياه الاقليمية في قرصنة واضحة مما ادى الى استشهاد 9 اتراك وجرح العشرات وتم احتجاز كل المشاركين وسوقهم الى السجن وتم لاحقاً وبسرعة نسبية إطلاق سراح جميع المحتجزين والمختطفين.

الأمين العام لحزب الله أشار إلى ان هذه الجريمة المجزرة شاهد إضافي على الطبيعة العدوانية لهذا العدو وعلى الطبيعة الوحشية منذ تأسيس هذا الكيان الذي تأسس على الإجرام والمجازر. كما انها يضيف سماحته شاهد على فتكه بالمدنيين العزل، شاهد على إرهاب الدولة التي تمارسه إسرائيل وعلى عدم احترامها لأي قيمة وأي قوانين أو علاقات دبلومامسية وعلى إن إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون كل شيء مباح فوق القانون والأعراف والديانات من أجل مصالح اسرائيل.

وأوضح الأمين العام لحزب الله ان ما حصل شاهد أضافي على ان هذا العدو يتصرف على انه فوق العقاب والمحاسبة وشاهد جديد على ان الإسرائيليين يقتلون سواء حملوا السلاح ام لم يحملوه مشيراً الى ان هذه عبرة لمن يقول ان السلاح ذريعة للعدوان، وشاهد على ان هذا العدو يستخف بالجميع ولا يحسب لأحد حساباً، رسالة لكل الذين ينظرون او يتطلعون الى يوم يتصورون فيه الى ان السلام والعلاقات الدبلوماسية تحمي شعوبهم.

السيد نصرالله أكد أن ما جرى في البحر الأبيض مع أسطول الحرية شاهد جديد على ان الإدارة الأميركية الحالية ما زالت تلتزم بالمطلق خط الدفاع عن إسرائيل وجرائمها ومنع إدانتها وتمييع مطالب التحقيق حيث تذهب الإدارة الأميركية إلى الاعتبار ان ما فعلته إسرائيل حق دفاعها الطبيعي".

 

واعتبر الأمين العام لحزب ان السؤال يتوجه إلى أصدقاء أميركا الذين يراهون على تغير اميركا وهو يدل على أن كل شيء يمكن أن يتغير إلا علاقتها بإسرائيل، وما جرى يكشف زيف الحكومات في الدول التي تدعي الدفاع عن كرامة وحقوق الإنسان، والكثير من هذه الدول لاذ بالصمت لأن إسرائيل ارتكبت الجريمة.

 وأشار الأمين العام لحزب الله إن ما جرى يكشف طبيعة العجز العربي في مواجهة الاستحقاقات الأخيرة.

وأسهب سماحته إن من جملة الدلالات في المقابل السرعة في إطلاق المحتجزين، والموقف العربي كان عاجزاً وما زال أمام احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، وان الجديد اليوم وجود مئات من الأتراك، حيث ان إسرائيل أخطأت في الحسابات لأنها تصورت ان عدوانها سيجعل القيادة التركية تتراجع، وقال: "اجزم إن إسرائيل تفاجأت بردة الفعل التركية على مستوى السلطة والشعب، وعندما قالت تركيا لإسرائيل اننا سنقطع علاقاتنا معكم إذا أبقيتم أي من المحتجزين وحاكمت واحداً منهم فإننا سنحاكم قادتكم وهذا فاجأ إسرائيل، لأن تركيا دولة قوية وتوجد قيادة قوية تحسن استخدام عناصر القوة لديها". وتابع القول: "ان تقوم تركيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل هذا زلزال لإسرائيل، وقطع تركيا علاقاتها مع إسرائيل هذا سلاح، وتركيا استخدمت هذا السلاح ولم تطالب فقط بمواطنيها ولذلك أمكن خروج الأخوة كلهم، هنا اذاً العبرة للبعض الذي يتحدث عن دبلوماسية التذلل والوهم والرجاء والتمني الذي لا يجلب الا الذل، الدبلوماسية المستندة إلى القوة تستطيع أن تفعل وان تنجز".

وإذا اعتبر سماحته أن لهذا الحدث تداعيات في العالم وان نتائج تحققت، أكد أن هذا الحادث كان فاعلاً، وان دماء الشهداء أنجزت الكثير.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن أهم ما انجزه أسطول الحرية انه أعاد الاهتمام إلى العالم قضية الحصار المفروض على غزة والذي نسيه العرب والعالم وان هذه الدماء والحناجر استطاعت أن تفرض هذه القضية على جدول أعمال كل حكومات العالم، كما استطاع أسطول الحرية أن يفرض على العالم إطلاق دعوات كما سمعنا من بان كي مون لفك الحصار عن غزة ودعوات من روسيا وغيرها، هذا لم نسمع به قبل أسطول الحرية.

وأشار السيد نصرالله ان من النتائج المباشرة أيضا قيام الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح وهذه نتيجة طيبة لأسطول الحرية، كما أن ما جرى اوجد جواً مناسباً لحراك فلسطيني نحو المصالحة، موضحاً ان ما جرى سيعقد على العدو أي تفكير أو تخطيط على عدوان أو غزة، وقال: "أما العدوان على لبنان أو سوريا أو إيران له حسابات أخرى، ونحن تفكيرنا هناك، ايضاً مزيد من فضيحة إسرائيل بالعمل ومزيد من الوعي لدى شعوبنا، والمزيد من فضيحة السياسة الأميركية، مصداق جديد للفشل الإسرائيلي والارتباك والعجز في القيادة الإسرائيلية.

وتابع الأمين العام لحزب الله القول إن إسرائيل بدأت تحصي الخسائر وان ما قامت به إسرائيل هو حماقة حيث كان يمكن لهذا العدو مصادرة الأسطول دون الإقدام على مجزرة كما فعل. وأكد ان الإحساس الإسرائيلي بالعبء واضح حيث إن رئيس الموساد يقول إن إسرائيل بدأت تتحول من عون لاميركا إلى عبء عليها لأنه مع كل فشل أميركا معنية بان تساعد وتدفع الثمن وهذا ما قاله أيضا بترايوس، وخلص القول ان إسرائيل بعد الحادثة، قيادة لا تسحن التصرف مع اسطول اعزل".

السيد نصرالله أضاف ان من نتائج الأسطول التغير في الموقف التركي الذي تقدم كثيراً في العدوان على أسطول الحرية وهذا تقدم جيد وكبير ومهم. وأوضح قائلاً: "من النتائج الآن ان إسرائيل لا أقول أنها خسرت تركيا بل بدأت تخسر تركيا وهذا تحول كبير في المنطقة".

وأشار الأمين العام لحزب الله ان من بين النتائج المهمة ايضاً الموقف الكويتي حيث طلب مجلس الأمة الكويتي ووافقت الحكومة وقررت الانسحاب من المبادرة العربية، وتساءل هل هناك مجالس نيابية أخرى بالعالم العربية تقتضي بهذه الخطوة. ووجه سماحته تحية الى الكويت على هذا الموقف الكبير، حيث اوضح ان لهذا الموضوع قيمة سياسية ومعنوية، وقال: "لأن المبادرة العربية فيها تنازل كبير للعدو، وتكون كل التنازلات انتهت مع الانسحاب من المبادرة العربية، وما حصل يحرج كل دعوات التطبيع والاستسلام والمراهنين على المفاوضات مع العدو".

السيد نصرالله أوضح أن ما فعلته إسرائيل بأسطول الحرية يحرج الاعتدال العربي ودعاة التطبيع الموجودين بوقاحة، وقال: "قرأت في صحف خليجية مقالات تدافع عما فعله الجنود الإسرائيليون وقلما تجد في الصحف الإسرائيلية هذا الأمر، ولكن هؤلاء قلة ومكانس الشرفاء ستكنسهم".

 وإذا اعتبر الأمين العام لحزب الله إن هناك فرصة ممتازة اليوم لفك الحصار عن غزة مشيراً  إلى أن ذلك يتطلب المزيد من أساطيل الحرية المتجهة إلى غزة، ودعا إلى أن يتشكل أسطول ثان وثالث ورابع وغيرها، حيث يسقط بذلك هدف إسرائيل بالتفكير من جديد بالقيام بخطوات مشابهة، وان القيام بخطوات مشابهة يشير للإسرائيلي انه فشل في خطته، كما ودعا للمزيد من المشاركة اللبنانية المتنوعة في أسطول الحرية رقم 2.

وأوضح قائلاً: "اليوم قالت مبادرة السلام الأوروبية انها تنظم أسطولا ثانياً، أين العرب وأين المسلمون، وإسرائيل كما تخاف من العلم الأحمر تخاف من العلم الأصفر والذين يشاركون في أسطول الحرية رقم 2 يعرفون انهم ينتمون الى مقاومة لا يمكن أن تترك إفرادا في السجون  الإسرائيلية".

وناشد الأمين العام لحزب الله الجميع للعمل على إبقاء معبر رفح مفتوحاً وتوجه بالمناشدة للقيادة المصرية، وقال: "ان الحكومات العربية ليست بحاجة إلى الذهاب إلى مجلس الأمن لإطلاق سراح المحتجزين، تعالوا لنتضامن جميعاً دول جامعة الدول العربية وشعوب العالمين العربي والإسلامي ونقف إلى جانب القيادة المصرية وعندها لن يستطيع احد ان يحرجها ويجبرها على إغلاق معبر رفح، تعالوا جميعاً لنتعاون لنبقي هذا المعبر مفتوحاً ولسنا بحاجة إلى احد في العالم ونحن العرب نستطيع ان نفك الحصار عن غزة بهذه الطريقة".

كما دعا السيد نصرالله الى مساندة الموقف التركي الذي سيتعرض للكثير من الضغوط، حيث إن الرئيس الأميركي اضطر لمهاتفة الطيب الطيب اردوغان، وان هناك ضغوطاً ستمارس على تركيا لعدم اندفاع تركيا الى موقع متقدم من الجهة العربية بالصراع العربي الإسرائيلي ولمنع تدهور علاقتها مع إسرائيل.

ودعا الامين العام لحزب الله للعمل على ابقاء قضية غزة في دائرة الاهتمام العالمي وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية عالمية وقضية إنسانية، وقال: "في السابق حاول البعض ان يقول انها قضية العالم العربي وليس الإسلامي، وفي العالم العربي أيضا حولناها إلى قضية فلسطينية، كما ان قضية فلسطين صارت قصة غزة والضفة ولاجئين، ويجب ان نعود للقول ان قضية فلسطين قضية إنسانية وإسلامية على مستوى العالم، أسطول الحرية فتح الباب مجدداً لإعادة القضية الفلسطينية الى الاهتمام العالمي لتصبح قضية عالمية وهذا يجب أن نعمل عليه".

كما دعا لمواصلة المطالبة بالتحقيق الدولي وقال: "ولو كنا نعرف انه سيجري تمييعه ولكن لإحراج إسرائيل لانها سترفضه، ويجب رفع قضايا على القادة الإسرائيليين حيث يمكن في كل العالم، والتجربة تقنع انه يجب السير في هذا المسار"، وتابع: "اذا ارادوا بالمقابل رفع قضايا علينا فليكن، ولا شك ان رفع الدعاوى القضائية على جرائم إسرائيل تحاصر قادة إسرائيل وتربكهم، ويجب العمل على تنوير العالم بحقيقة إسرائيل الكاذبة والتي قدمت نفسها انها واحة الديمقراطية وانها الوحيدة التي تلتزم بالقوانين.. يجب الاستفادة من اسطول الحرية لتذكير العالم بمجازر إسرائيل لنقول لشرفاء العمال هذه هي اسرائيل التي تخدعكم".