خبر تحليل: توجه عام في أمريكا اللاتينية نحو قطع العلاقات مع إسرائيل

الساعة 06:31 ص|04 يونيو 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

بقلم: حسين مجدوبي

يستمر التنديد والشجب في دول أمريكا اللاتينية للعدوان الذي تعرض له 'أسطول الحرية' في المياه الدولية للمتوسط من طرف القوات الإسرائيلية وما خلفه من قتلى وجرحى، وهناك توجه عام ينحو نحو قطع العلاقات مع إسرائيل كما فعلت عدد من الدول وآخرها نيكاراغوا. في حين اتهم رئيس فنزويلا هوغو شافيز الموساد بمحاولة اغتياله.

في هذا الصدد، أعلنت نيكاراغوا قطع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدة أنها لا يمكن أن تقيم علاقات مع دولة لا تحترم القانون الدولي وتقوم بأعمال قرصنة، وبعدها قامت الإكوادور بسحب سفيرها رافائيل فنتميا من إسرائيل، مبرزة أن 'سحب السفير هو القرار المناسب للرد على الهجوم الإسرائيلي ضد أسطول الحرية'.

وتنضم نيكاراغوا والإكوادور الى كل من فنزويلا وبوليفيا اللتين قطعتا العلاقات مع إسرائيل السنة الماضية خلال الهجوم العسكري ضد قطاع غزة. وارتفعت أصوات دول أخرى تندرج ضمن إيقاع فنزويلا وبوليفيا، ويتعلق الأمر بالباراغواي التي شجبت بشدة الاعتداء وتفكر في سحب سفيرها من إسرائيل إسوة بالإكوادور.

ويوجد توجه عام لدى الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية بقطع العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأسباب متعددة، أبرزها رغبة هذه الدول في تبني موقف موحد من القضايا الدولية ومن ضمنها الفلسطينية يجعل هذه المنطقة تبرز بصوت موحد على المستوى الدولي.

ويتجلى السبب الآخر في التعاطف الكبير للرأي العام في أمريكا اللاتينية مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية عموما. وثالثا، فالكثير من الحكومات يترأسها رؤساء كانوا ينتمون لحركات ثورية أو يؤمنون بأفكار يسارية وكانت تجمعهم علاقات قوية بالقضية الفلسطينية.

ويتم استثناء البرازيل من هذا الموقف، فهذا البلد استدعى السفير الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، أي بعد ساعات من الاعتداء العسكري ضد أسطول الحرية واحتج عليه كثيرا، لكنه لم يقطع العلاقات لأن البرازيل ترغب في لعب دور في السلام في الشرق الأوسط رفقة تركيا على شاكلة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وعليه، فالرئيس لولا دا سيلفا يرغب في إبقاء العلاقات مفتوحة مع الجميع، لكن هذا لم يمنعه من انتقاد الممارسات الإسرائيلية.

وكشف الاعلام في أمريكا اللاتينية أن المواطنين في هذه المنطقة من العالم يتبنون مع مرور الوقت مواقف متصلبة من إسرائيل، ويشكل هذا نهاية الوجود الإسرائيلي في المنطقة، وأصدرت التجمعات اليهودية في دول مثل الباراغواي والأرجنتين والبرازيل بيانات تعرب عن قلقها من هذا التوجه الجديد.

وكالعادة، كانت تصريحات رئيس فنزويلا هوغو شافيز اكثر قوة ضد إسرائيل بسبب جريمتها ضد أسطول الحرية، وقال الأربعاء 'أستغل هذه الفرصة لكي أندد من أعماق روحي، ملعونة هي دولة إسرائيل، ملعونون هم الإرهابيون والقتلة'، في إشارة إلى زعماء إسرائيل.

واعتبر شافيز الهجوم على أسطول الحرية جريمة حرب ترتكبها إسرائيل قائلا 'أتساءل، أين هي المحكمة الجنائية الدولية؟ الأمم المتحدة؟ أين هي العدالة في العالم؟'.

وكشف عن تمويل إسرائيل للمعارضة الفنزويلية اليمينية للإطاحة به، بل واتهم المخابرات الإسرائيلية بالتخطيط لاغتياله.