خبر ..وغرق العرب في جدل حول مصطلح «كسر» أو «فك» الحصار

الساعة 06:06 ص|04 يونيو 2010

مــن كواليــس اجتمــاع وزراء الخارجيــة فــي القاهــرة

..وغرق العرب في جدل حول مصطلح «كسر» أو «فك» الحصار

فلسطين اليوم - مارلين خليفة

لولا أصوات لبنان وسوريا وقطر لما خرج اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي الذي انعقد في القاهرة أمس الأول، إلا بالهزيل من التعابير الإنشائية. وعلى الرغم من بعض الآراء التي اعتبرت أن المقررات لم تكن قاسية بالشكل المتلائم مع الجريمة الإسرائيلية على مدنيي «أسطول الحرية» المتوجه الى غزّة، إلا أن نقاطا عديدة في البيان الختامي حملت دلالات معبّرة وكانت عرضة لنقاشات حادة بين الوزراء العرب.

نال عنوان البيان الذي حمل عبارة «كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة» حيّزا واسعا من الجدل، ففيما طالب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط باستخدام عبارة «فكّ الحصار»، أصرّ رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على اعتماد العبارة الأولى معتبرا أنه إذا لم تستخدم هذه العبارة فمن الأشرف للوزراء الخروج من الاجتماع، إلا أن بعض الوزراء اعتبروا أن هذه العبارة قد تؤدي الى تعريض المواطنين للخطر وأنها قد تفضي الى عواقب وخيمة، لكن رئيس الوزراء القطري لوّح بأن بلاده لن تكون طرفا في بيان فضفاض لافتا الى وجود استخفاف إسرائيلي بالموقف العربي، فالتزم الوزراء بمعظمهم عبارة «كسر الحصار» فيما طلب الوزير المصري تسجيل اعتراضه في المحضر.

ولفتت في البيان الختامي الإشارة الى «أن استمرار بعض الدول في تقديم الدعم لإسرائيل رغم همجية ممارساتها وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني وضد من يحاولون تقديم مساعدات إنسانية ضرورية له، إنما يستند الى خطأ سياسي كبير بإعطاء إسرائيل حصانة إزاء عدم احترامها لقواعد القانون الدولي في سابقة تهدد النظام الدولي برمته».

وفي ما يخص مبادرة السلام العربية أوصى المجلس الوزاري « برفع توصية لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو بشأن تنفيذ ما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين في القمة الاقتصادية في الكويت في كانون الثاني 2009 بأن المبادرة العربية لن تبقى على المائدة طويلا»، وعلم بأن قطر طلبت رسميا سحب المبادرة في قمة جامعة الدول العربية المقبلة. وقدّم لبنان موقفا متميزا في شأن المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقال وزير خارجيته علي الشامي في هذا الخصوص: «إن الاعتداء الإسرائيلي إنما هو تأكيد لموقف لبنان الثابت بأن لا مفاوضات ولا محادثات غير مباشرة أو مباشرة في ظل احتلال إسرائيل للأراضي العربية الفلسطينية والسورية واللبنانية، وتثبت هذه الجريمة أن إسرائيل لا تريد السلام وما زالت ترتكب المجازر وتمعن في عملية الاستيطان وتهويد المقدسات الدينية والأماكن التراثية، وبالتالي من المفروض رفع الغطاء العربي عن المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل الى حين اتخاذ إجراءات عملية من قبل مجلس الأمن الدولي».

كذلك ضمّن لبنان في ديباجة البيان عبارة بأن «استمرار إسرائيل بصفتها القوة القائمة على الاحتلال في حصار غزة وتعطيل إعادة بنائها يمثل جريمة ضد الإنسانية يجب وقفها فورا بجميع الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة»، وفيما لاقت سوريا موقف لبنان، تحفظت قطر على وقف المباحثات غير المباشرة. وفي الاجتماع شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على إدراج توصية عن كيفية تفعيل نظام المقاطعة وتجميد أشكال التطبيع كافة.

وأخيرا تم تكليف لبنان العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن بالتنسيق مع تركيا والمجموعة العربية في إصدار القرار اللازم لإدانة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإلزام إسرائيل برفعه فورا وطلب عقد الدورة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمواجهة الحصار الإسرائيلي على القطاع، وتقرر أيضا «تنسيق التحرك العربي مع تركيا والجهات المعنية الأخرى لرفع دعاوى أمام جهات التقاضي الوطنية والدولية المختصة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية في ما يتعلق بالحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع».

وتعهدت قطر الالتزام «بتغطية جميع التكاليف الخاصة بالتحرك على المسارين القانوني والإعلامي». أما بشأن الرسالة التي وجهها الوزراء الى الرئيس الأميركي باراك اوباما فقد كان القرار حازما بإبقائها سرية وعدم إفشاء مضمونها للإعلام.