خبر هيئة الإغاثة التركية: المنظمة الإنسانية التي أحرجت « إسرائيل »

الساعة 11:30 ص|03 يونيو 2010

هيئة الإغاثة التركية: المنظمة الإنسانية التي أحرجت "إسرائيل"

فلسطين اليوم : وكالات

ما هي هيئة الإغاثة التركية الإنسانية التي نظمت قافلة الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة والتي اقتحمت القراصنة الصهاينة اكبر سفنها "مافي مرمرة" في المياه الدولية ما أدى إلى مقتل تسعة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان كانوا على متن الباخرة؟

 

هي جمعية غير حكومية إسلامية تنشط في الحقل الإنساني في أكثر من مئة بلد حول العالم، اسست رسميا عام 1995 بهدف تأمين المساعدات الإنسانية للبلدان التي تعاني من حروب ونزاعات.

 

وعلى الرغم من تعرضها لانتقادات بسبب طابعها الإسلامي إذ يتهمها البعض بارتباطها بمجموعات اسلامية راديكالية ، تجدر الإشارة إلى أن الجمعية منتسبة كعضو استشاري إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.

 

منذ تأسيسها وسط تسعينيات القرن الماضي، بدأت الهيئة عملها على الساحة الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية لمسلمي البوسنة وبعدها نظمت عدة مهمات إنسانية في بلدان كثيرة منها باكستان و وبلغاريا والبانيا ولبنان واندونيسيا والعراق والأراضي الفلسطينية وهايتي وغيرها من البلدان في افريقيا وجنوب أمريكا، وذلك حسبما تفيد وكالة رويترز للانباء نقلا عن وسائل الإعلام التركية.

تقول هيئة الاغاثة التركية ان هدف تأسيسها وعملها كان وما زال "مساعدة المحتاجين إنسانيا حول العالم كمسلمي البوسنة الذين تعرضوا لشتى الممارسات على أيدي الصرب"، كما قالت إحدى الناشطات لدى الجمعية في مقرها باسطنبول لمجلة كريستيان ساينس مونيتور.

 

تدعم الحكومة التركية عمل هذه الجمعية، وبخاصة منذ عام 2008 عندما أصبحت "إسرائيل " الدولة الوحيدة في العالم التي حظرت عمل الجمعية في الأراضي الفلسطينية بحجة قربها من حماس. وكانت قوات الامن الداخلي الصهيونية (شين بيت) قد اعتقلت لعدة ايام في 10 مايو/ ايار الماضي عزت شاهين، احد ناشطي الجمعية في الضفة الغربية بحجة "انتمائه الى جمعية محظورة داخل الكيان الصهيوني".

 

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الهيئة بولنت يلدريم كان على متن "مافي مرمرة" التي كانت تتوجه الى ميناء غزة لكسر الحصار وعلى متنها مساعدات إنسانية ومواد بناء تمنع قوات الاحتلال دخولها.

 

وكان يلدريم قد زار غزة بعد الحرب الصهيونية عليها بداية عام 2009، لحضور افتتاح مكتب المنظمة في غزة وإلقاء كلمة في مناسبة عامة بحضور مسؤولين من حركة حماس.

 

وفي مقابلة له مع نيويورك تايمز في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، يقول عمر فاروق احد المسؤولين في هيئة الإغاثة التركية الإنسانية ان "سمعة الجمعية أصبحت عالمية بعد ما جرى وبخاصة لان عملها مع حملة كسر حصار غير ميزان القوى".

 

على صعيد آخر، تنفي الهيئة جاء في تقرير القاضي الفرنسي بروغيير ان السلطات التركية اغارت على مكاتبها ووجدت فيها أسلحة، ويقول نائب رئيسها يافوز ديدي ان الجمعية أسست في بادئ الامر لمساعدة فقراء اسطنبول، اكبر مدن تركيا قبل أن تبدأ بالتوسع إلى العمل الإنساني الإقليمي والدولي.

 

ويقول المسؤول في الجمعية ان مصدر التمويل هو التبرعات الخاصة للمنتسبين الى الجمعية وأصدقائها، وبخاصة في أوساط طبقة التجار المسلمين الأغنياء في تركيا، والتي يقول المراقبون أنها أوصلت حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية إلى الحكم.

 

لا شك ان عمل الهيئة بات يثير غضب كيان الاحتلال بشكل كبير وبخاصة بسبب الإحراج الدولي البالغ الذي سببته لها من خلال أحداث الأيام الأخيرة، وتدهور علاقاتها مع تركيا، حليفتها الوحيدة في المنطقة.

 

ولكن الأهم هو أن كل ما جرى يأتي من قبل جمعية تتهمها "اسرائيل" بدعم حماس (التي تصنفها على انها منظمة ارهابية)، تبنت وقدمت الدعم المادي والمعنوي الكبيرين "للحملة الدولية لكسر حصار غزة" التي لم تسمح لها إمكانياتها المالية والإعلامية الضعيفة من تخطي ما كان يوصف سابقا بـ"العمل الرمزي لكسر الحصار".