خبر أكبش الفداء -معاريف

الساعة 08:46 ص|03 يونيو 2010

أكبش الفداء -معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: اسرائيل تقدم كبش فداء في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مع عدم قدرة الدول الديمقراطية الغربية على تغيير الوضع - المصدر).

        لا شيء مفاجئا في قرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. فالقرارات المضادة لاسرائيل أمر رتيب، ولا أمل في الشفاء. نشر المجلس 40 تنديدا الى اليوم – 33 منها تضاد اسرائيل. ونشر 9 تنديدات طوارىء – ستة منها على اسرائيل. أهلا وسهلا في عالم حقوق الانسان في  الامم المتحدة.

        في الأمم المتحدة كثرة آلية لجماعة الدول غير الديمقراطية. اعتدنا هذا. عندما يأتي هذا من ذراع حقوق الانسان في الامم المتحدة، تصبح هذه الكثرة سخيفة شيئا ما. أنشىء المجلس في سنة 2006 كي يكافح، ومن يصدق، الانحرافات السياسية للجسم السابق - مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان. صوتت أربع دول، بينها اسرائيل والولايات المتحدة معارضة. والسبب ان الجسم الجديد ليس مزودا بأدوات للتغلب على المشكلة القديمة.

        مرت خمس سنين، وتبين أن المجلس أسوأ كثيرا من المفوضية التي سبقته. نبع أحد اسباب الاشمئزاز من المفوضية من انتخاب مندوب ليبيا لمنصب رفيع. كان من أمل أن تمنع طريقة الانتخاب الجديدة للمجلس، بحسب المناطق وبكثرة خاصة، هذه المناقضة. تحطمت الآمال. قبل ثلاثة أسابيع، في 12 آيار، انتخب مندوب ليبيا للمجلس. وقد فاز بالكثرة الخاصة.

        يشغل المجلس الظلامي استاذ الجامعة ريتشارد بلك بأنه مستشار خاص لعلاج الملف الاسرائيلي، برغم ان هذا الرجل ينتمي الى أشد فئات اليسار العالمي تطرفا. لقد أيد مثلا الثورة الخمينية، وهو يعتقد أن العمليات التفجيرية نظرية مؤامرة امريكية، وما زال عزيزا على النظام الايراني الى اليوم.

        أيدت ايران وليبيا والسعودية والسودان اقتراح "لجنة تقصي الحقائق" وقدمها الفلسطينيون وباكستان التي مثلت منظمة الدول الاسلامية. "هذا عار على حقوق الانسان الحقيقية"، قال أمس في نقاش هلل نيار، رئيس جهة تحاول مناضلة انحرافات المجلس الفظيعة. لم يساعده ذلك. صوتت ثلاث دول فقط معارضة – الولايات المتحدة وهولندا وايطاليا. وامتنع سائر دول العالم الحر. ولم تترك الكثرة الآلية من الدول الظلامية أي احتمال لقرار آخر.

        إن الصيغة التي تم تبنيها أمس تشابه تماما صيغة القرار في شأن اقامة "لجنة تقصي الحقائق" على أثر العملية في غزة. أمس ايضا قبل حدث قبل سنة ونصف سنة اشتمل القرار على أمرين: تنديد أحادي باسرائيل مع اعلان لجنة تحقيق. أفضى القرار السابق الى تعيين ريتشارد غولدستون كي يقدم السلعة وقد ينتهي الامر الى نفس النهاية.

        الطريقة الوحيدة لمناضلة قرارات من نوع أمس تمر بتغيير قواعد اللعب. ثمة حاجة الى منتدى دولي من الدول الديمقراطية – في مقابلة المنتديات القائمة حيث توجد كثرة آلية للدول الظلامية. لا احتمال أن يحدث هذا الان. فقد اصاب الخوف الدول الديمقراطية.

        في تقرير خاص قدم للاتحاد الاوروبي في السنة الماضية جرى الابلاغ عن انه في التسعينيات أيد 70 في المائة من دول الامم المتحدة الموقف الاوروبي. في السنة الماضية، في مقابلة ذلك، كانت أكثرية 117 من بين 192 تعارض هذا الموقف. بدأت اوروبا تدرك ان شيئا ما ليس على ما يرام. وهذا ايضا يعني شيئا. ما تزال الطريق لاستخلاص استنتاجات طويلة. فالى ان يحدث هذا ستظل اسرائيل كبش الفداء في الامم المتحدة بعامة وفي مجلس حقوق الانسان بخاصة.