خبر البديل عن الحصار البحري- يديعوت

الساعة 08:42 ص|03 يونيو 2010

البديل عن الحصار البحري- يديعوت

فليراقب العالم

بقلم: غي بخور

 (المضمون: اذا سمحنا بوصول السفن الى غزة بعد خضوعها لرقابة دولية بحرية فاننا سنرفع الضغط الدبلوماسي عن اسرائيل ومكانتنا الدولية ستتغير تماما - المصدر).

        الانهيار في العلاقات الخارجية لاسرائيل في أعقاب قضية الاسطول يمكن وقفه بشكل فوري، بل وتحقيق مكسب تاريخي لاسرائيل بحيث أنه بالتأكيد يمكن استخلاص الخير من الشر.

 على حكومة اسرائيل أن تعلن فورا، بانها مستعدة لان ترفع الحصار البحري عن قطاع غزة مقابل نظام رقابة دولي بحري يفرض على مياه القطاع، بدلا منه. نظام رقابة مع تفويض واضح لفحص كل سفينة تصل الى غزة والسماح بعبور بضائع مدنية فقط حسب قائمة دقيقة للبضائع ترد في كتاب التفويض للقوة البحرية الدولية. اسرائيل لن تكون شريكا في هذه القوة ولكنها ستتطلع على كل ارسالية.

في اللحظة التي نعلن فيها عن ذلك، لن يرفع فقط الضغط الدولي عن اسرائيل، بل وسينسى كل ما حدث هنا في الايام السوداء الاخيرة والريح في اشرعة كارهي اسرائيل ستهدأ. المفاوضات على اقامة القوة الدولية حيال غزة سيستغرق عدة اسابيع وينقل اسرائيل الى وضع دولي آخر تماما.

صحيح أن العالم سيدعي بان هذا انتصارا على اسرائيل، ولكن في ضوء الوضع – لماذا لا نعطي العالم الاحساس بانه نجح في اقناع اسرائيل؟ اسرائيل ليست دولة منغلقة الحس بل منطقية، دولة مستعدة لان تلين اذا ما حوفظ على مصالحها. الولايات المتحدة ستشرف على المفاوضات، والرئيس اوباما سيسجل انجازا والعالم سيتنفس الصعداء، وذلك لان هذه الازمة ليست مريحة له ايضا.

ماذا سنكسب؟ أولا كل الاساطيل التي على الطريق ستصبح غير ذات صلة، وذلك لان الادارة الدولية تكون صارت على جدول الاعمال. فضلا عن ذلك، دفعة واحدة كل الضغط الدولي سينزل من على كتف اسرائيل ولكن المكسب الاكبر سيبقى في انتظارنا. اذا ما انفتحت غزة على العالم عبر البحر، فلا تعود حاجة الى المعابر الى اسرائيل واسرائيل ستتمكن اخيرا من اغلاق معابرها الى القطاع المعادي، دون أي انتقاد من العالم. وهكذا يكتمل فك ارتباطنا الى الابد. والعالم سيهتف لذلك. إذ ان هذا هو ما نريده نحن: فك الارتباط عن غزة وعن المسؤولية عنها.

كون تفويض القوة الدولية يجب ان يكون واضحا ومتصلبا، فاني افضل ان يكون هو الذي سيكشف التهريبات غير القانونية لحماس. كل تهريب كهذا سيورط حماس اكثر فقط. وبدلا من ان تتورط اسرائيل، حماس ستتورط. كل تهريب للسلاح سيكشف فقط وجهها الحقيقي ويقوم بالعمل نيابة عن اسرائيل.

هذه الخطوة كان يجب ان تنفذ قبل قضايا الاسطول، وذلك لانها مصلحة اسرائيلية واضحة. لماذا يكلف سلاح البحرية نفسه العناء المرة تلو الاخرى، عندما يكون بوسع قوة دولية بحرية عمل ذلك بدلا منه؟ في اللحظة التي تدخل فيها المواد الى غزة عبر البحر على نحو متواصل، ستقل ايضا الحاجة الى الانفاق، الامر الذي سيخفف عن مصر.

في البحر أسهل فحص كل سفينة، خلافا للتهريبات البحرية، وكذا كل سفينة وجهتها غزة سيتم ايقافها في نقطة محددة في البحر، مراقبو القوة الدولية سيصعدون اليها يفحصون ويرفعون التقارير. لماذا تشتبك اسرائيل مع اكاذيب حماس؟ دعوا العالم يشتبك معهم. وبدلا من أن تتورط اسرائيل أكثر فأكثر، تقف جانبا لترى الاخرين.

صحيح أن هكذا ستخلد اسرائيل حكم حماس في القطاع، ولكني افضل حماس، التي لا توجد معها أي مفاوضات، وهي تخضع لمقاطعة عالمية، من الحوار العقيم مع السلطة الفلسطينية. كل العالم سيكون ملزما بقبول مثل هذا الحل لانه يطالب به، وهكذا ستفعل الان حكومة اسرائيل ايضا.

        حان الوقت للخروج من الازمة نحو احساس بالتخفف المحلي والتاريخي. من تجربة اغلاق غزة – الى ادارة النزاع. اذا ما نفذ الحل المقترح هنا ستتغير الخواطر. الاسطول المناهض لاسرائيل جاء ليشتم اسرائيل ولكنه سيخرج بعد ذلك مهنئا.