خبر اخفاق الرحلة البحرية- هآرتس

الساعة 08:41 ص|03 يونيو 2010

اخفاق الرحلة البحرية- هآرتس

بقلم: أري شفيت

 (المضمون: أخفقت القيادة الاسرائيلية كلها في علاج أزمة الرحلة البحرية الى غزة فعليها ان تعمل سريعا في  تقويم الامر واصلاحه - المصدر).

        قال رئيس الموساد هذا الاسبوع، ان برنامج ايران الذري دفع الى صعاب شديدة. لست أصدقه. فلست أصدق أن منظمة استخبارية لم تعلم كم من الفؤوس والسكاكين يوجد على "مرمرة" تعلم كم آلة طرد مركزي مخبوءة في الملاجىء السرية لايران. ولست أومن بأن منظمة استخبارية لم تدرك معنى الرحلة البحرية الاستراتيجي الى غزة تدرك المعنى الاستراتيجي لكل واحد من خيارات ايران.

        ولست أومن بأن منظمة استخبارية لم تحل مشكلة جلعاد شليت تستطيع حل المشكلة الذرية الايرانية. انا اقدر مئير دغان. واعلم ما ندين به جميعا للموساد الذي يرأسه دغان. لكنه بعد اخفاق الرحلة البحرية لم أعد أومن بقدرة المنظمات الاستخبارية والوحدات الخاصة على مواجهة التحديات التي تعرض لدولة اسرائيل.

        قال رئيس العامة في السنين الثلاث الاخيرة، انه لا يستطيع ان يقول شيئا للجمهور لانه مشغول ببناء قوة الجيش الاسرائيلي. لست أصدقه. أنا أجل غابي اشكنازي. واعتقد انه نهض بعمل ممتاز في إعادة بناء الجيش وتجديد قدرته. لكنني أعلم ان اشكنازي فشل في قضية الرحلة البحرية الى غزة. وأعلم ان اشكنازي أرسل وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي الى شرك متوقع سلفا، ولم يقرأ الخريطة، ولم يعد القوات ولم يتخذ قرارات معقولة.

        وأعلم ايضا ان اشكنازي لا يملك ما يكفي من الشجاعة لمواجهة الجمهور، والاعتراف بالاخفاق وتحمل تبعة ذلك. أتساءل بعد اخفاق الرحلة البحرية، هل رئيس الاركان هو حقا الناضج المسؤول الذي جرى الحديث عنه كثيرا، وأي اخفاقات أخرى يخفي وراء صمته.

        قال وزير الدفاع مرة بعد اخرى، ان يديه مستقرتان وثيقتان على المقود. ولست أصدقه. أنا أجل تصور ايهود باراك الممتاز للواقع. وأجل شجاعته وبرود أعصابه. واسهامه في الأمن القومي لا يقاس به الذهب الابريز. لكن باراك مسؤول عن اخفاق الرحلة البحرية. لم يدرك باراك انه لا يحل لاسرائيل ان تعرض للخطر الحلف  الاستراتيجي مع تركيا وأنه لا يحل ان تبدو مثل دولة ارهابية تعمل عمل قراصنة في مياه دولية. ولم يدرك باراك ان المس بشرعية اسرائيل هو مس مفرط بأمن اسرائيل. أتساءل بعد اخفاق الرحلة البحرية، هل باراك هو حقا الخبير الاستراتيجي اللامع الذي يفترض ان يكون. فقدت الثقة بتقديره.

        قال رئيس الحكومة في حلقات مغلقة، انه سينقذ اسرائيل من التهديد الايراني. ولست أصدقه. أنا أجل فهم بنيامين نتنياهو التاريخي وحبه لبلده وشعبه. لكنني أرى ان نتنياهو يعظم التهديد الايراني كثيرا. يضر  نتنياهو بمكانة اسرائيل الدولية، ويعزلها ويجعلها بغيضة، ولا يسكن جميع الجبهات بل يشعلها.

        إن نتنياهو، بدل ان يجند الفلسطينيين والسوريين والاتراك لمواجهة ايران يدفعهم نحو ايران. وبدل ان يجند الامريكيين والاوروبيين من اجل اسرائيل، يهيجهم على اسرائيل. وقد بلغ المسار المجنون ذروته بقرار الرحلة البحرية. فقد أصر نتنياهو على اجراء يستعمل القوة في ساحة غير حيوية، وبرهن بذلك على أن تصوره للواقع مختل. ولما كان رئيس الحكومة لا يدرك ماهية المعركة مع ايران فانه يخسرها. بعد اخفاق الرحلة البحرية أشك في قدرته على مواجهة التحدي الوجودي القريب.

        هل ينبغي أن ينصرف نتنياهو وباراك واشكنازي ودغال؟ ليس ذلك باضطرار. اسرائيل الان في سفح الجبل. ومن الصعب الخطر تبديل الجياد في سفح الجبل. لكن ما كان لا يمكن ان يكون. ولن تحل لجنة تحقيق أيضا شيئا. فقد قيل كل ما ينبغي قوله. لهذا يجب على القادة تقصير الاجراءات: الاعتراف بالاخفاق، واستخلاص الدروس والاصلاح. ينبغي ان تنشأ حكومة وحدة من الفور؛ ومقر قيادة وطني نوعي من الفور؛ ومبادرة سياسية من الفور؛ وتطبيق من الفور لتوصيات لجنة فينوغراد. كانت حرب لبنان الثانية تحذيرا. وكانت عملية "الرصاص المصبوب" انذارا. ويسمع الان استصراخ. فهل سامع في القدس؟