خبر صحيفة: فتح معبر رفح أحد الخيارات القليلة التي يمتلكها العرب ضد التعنت الإسرائيلي

الساعة 03:41 م|02 يونيو 2010

صحيفة: فتح معبر رفح أحد الخيارات القليلة التي يمتلكها العرب ضد التعنت الإسرائيلي

فلسطين اليوم – وكالات

 ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن قرار مصر بفتح معبر رفح بعد الغارة المميتة التي شنتها إسرائيل على "قافلة الحرية" فجر يوم الاثنين، المنصرم المحملة بالإمدادات الإنسانية المتوجهة إلى غزة، أوضح مدى صعوبة موقف القاهرة في التعامل مع العلاقة "غير المريحة" التي تجمعها بقطاع غزة الساحلي.

 

ويعرف أن الحكومة المصرية برئاسة حسنى مبارك تغلق المعبر باستمرار وتفتحه لعدة أيام كل شهر في محاولة لإضعاف حماس والتي يخضع لسلطتها القطاع، الأمر الذي استقطب انتقاد العالم العربي الذي رأى هذه السياسة رضوخا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب مواطني غزة المعذبون.

 

ولكن على ما يبدو غيرت عملية الهجوم على أسطول النشطاء المعايير، وأجبرت مصر على إظهار استعدادها لرفض الحصار الإسرائيلي، وأعلنت الحكومة أن الرئيس مبارك أمر بفتح المعبر لدخول المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة.

 

ويقول عماد جاد، وهو محلل سياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن "الحكومة المصرية تقع تحت وطأة ضغط مهولة، خاصة أن الكثير من المصريين يلومونها لأنهم يرون أنها لعبت دورا كبيرا وسمحت بفرض الحصار على غزة، وما حدث سيستنفذ جميع مبررات الحكومة السياسية بشأن أسباب استمرار الحصار السياسية".

 

ورأت لوس أنجلوس تايمز في تقريرها الذي أعده جيفرى فليشمان أن فتح المعبر يعتبر أحد أهم الخيارات القليلة التي يمتلكها العالم العربي ضد ما تراه التعنت الإسرائيلي للعمل على إحلال سلام الشرق الأوسط. وكما هو الحال دائما، أعربت العواصم العربية عن غضبها حيال الغارة الإسرائيلية، ونزل آلاف المسلمين إلى الشوارع للتظاهر، ولكن الضغط من خارج المنطقة، سواء من أوروبا أو من تركيا أو الولايات المتحدة الأمريكية هو الأقرب إلى تغيير السلوك الإسرائيلي.

 

"لا أعتقد أن رد فعل عربي مبالغ فيه سيكون له أي تأثير يذكر" حسبما تقول المحللة السياسية الأردنية راندا حبيب، "والعالم العربي ينبغي أن يترك الدول الكبرى ذات التأثير الأكبر على إسرائيل أن تعالج هذا الموقف، وبين هذه الدول تركيا، وبالفعل أصبح رئيس الوزراء التركي، أحمد طيب أردوجان بطلا في العالم العربي".

 

وقالت الصحيفة إن السؤال الملح الآن يكمن في ما الذي ستفعله مصر في رفح، فمد وقت فتح المعبر سيلقى استحسان العرب، ولكنه في الوقت عينه سيستقطب غضب إسرائيل ويزيد من قلق القاهرة حيال تسلل المسلحين والمتشددين المتعاطفين مع حماس إلى مصر. وحكومة مبارك لطالما اعتقدت أن فتح المعبر سيعزز من تشدد حماس وسيقوض الأمن المصري.

 

ويقول من جانبه ضياء رشوان، المحلل السياسي إن "فتح المعبر دون سقف زمني محدد لن يكن أمرا سهلا، فالقوى الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، ستطلب من مصر إغلاق المعبر حتى تتجنب أي مشكلات سياسية مع إسرائيل".