خبر قادة اسرائيل، الانطوائية ليست سياسة- هآرتس

الساعة 09:14 ص|02 يونيو 2010

قادة اسرائيل، الانطوائية ليست سياسة- هآرتس

بقلم: برنار هنري ليفي

(المضمون: ليس التنديد باسرائيل في المحافل الدولية يعني عدم مشايعتها وتأييدها لكن الانتقاد لاسرائيل واجب على اصدقائها ومحبيها خاصة مع وجود حكومة سيئة كالحكومة الحالية - المصدر).

        "اليهود ضد اسرائيل" توجت صحيفة "ليبريسيو" هذا الاسبوع تقريرا صحفيا عن النقاش الاخر الذي افتتحته بدء الاسبوع في تل ابيب برعاية مشتركة من صحيفة "هآرتس" وسفارة فرنسا في اسرائيل، والذي يطمح الى اثارة خواطر عن المثال الديمقراطي المشترك بين دولتينا، وعن الدعوة التي وقعت عليها مع كثير آخرين، والتي تنص قبل كل شيء على أن المشاريعة المبدئية، لما سماه ثيودور هرتسل دولة اليهود لا يمكن ان تتم بغير حرية تعبير بازاء الضلالات الممكنة لبعض حكوماتها. هذا العنوان لصحيفة "ليبريسيو"، متناقض بطبيعة الأمر. متناقض تماما على نحو لا يمكن اصلاحه.

        إن الموقعين على العريضة لم يجندوا أنفسهم في مضادة اسرائيل بل تأييدا لها. بين الموقعين عليها ايلان فينكل كراوت، المندد الذي لا يكل بالعائبين على اسرائيل؛ وايلي بار نافي، احد ألمع سفرائها في اوروبا في أيام اريئيل شارون، الى جانب آفي بريمور، احد اساطين الدولة ورجل الوكالة اليهودية التي لا يوجد أكثر صهيونية منها.

        وفيهم اسم عبدكم المخلص، الذي أصر في صيف 2006، منذ اليوم الاول للحرب التي بادر اليها وبدأها أناس حزب الله، الى مشاركة المواطنين الاسرائيليين الذين قصفوا حياتهم اليومية في الشمال. يدعي الموقعون على الدولة أمرين: أن التشدد بغير حوار ليس ديمقراطيا وليس صهيونية بيقين. وانه توجد أوضاع، اذا أردنا ان نستعير اسم كتاب عاموس عوز، ينبغي فيها مساعدة شعوب على الطلاق من غير ان "نفرض" عليها أمرا بطبيعة الامر؛ ومن المحقق انني لم أخصص ثلاث سنين من حياتي للنضال في ذلك من أجل أن أصوغ "قطيعة" ما؛ بل من أجل ان اقترح سفراء، ومساعدين على السلام، ووسطاء ذوي ارادة خيرة – أي الولايات المتحدة لاوباما او فرنسا صديق اسرائيل الاخر نيكولا ساركوزي او اوروبا.

        تركيا من وراء الاستفزاز

        علمت في تل ابيب بالعملية الكارثة وهي سيطرة وحدات من الجيش الاسرائيلي على السفن الست التي خرجت من تركيا وأظهرت أنها تريد خرق الحصار على غزة. أعلم في ساعة كتابة هذه السطور كما يعلم الجميع معلومات ضئيلة جدا عما حدث في الحقيقة. وأنا على ثقة من أنه بعد زمن غير طويل سيتبين لنا أن "الاسطول الانساني"، كان انسانيا في اسمه فقط؛ وأنه انحصر في الاشارات والرموز، وباختصار في الضربة الاعلامية اكثر من انحصاره في ضائقة شعب؛ وان للذراع التركية من الاخوان المسلمين، اي الحزب الحاكم في تركيا الذي يقف من وراء هذا الاستفزاز، أسبابا جيدة لرفض الرسو، كما اقترح عليها في ميناء اسدود للتمكين من الفحص عن نوع الحمولة الموجودة في بطون هذه السفن.

        انا على ثقة مع ذلك ايضا من أن الجيش الاسرائيلي الذي أعرفه، الجيش يوفر حياة الانسان ويؤيد طهارة السلاح، الجيش الذي ليس هو محكما جدا بل  ديمقراطيا ايضا في أساسه والذي هتفت لادائه زمن الحرب مرة اخرى حتى أول من أمس مساء، كان يستطيع أن يأخذ بوسائل عمل أخرى غير تلك التي أحدثت سفك الدماء هذا.

        وقوفا في الحراسة

        لو كان عندي أدنى قدر من التردد فيما يتعلق بفرصة اصدقاء اسرائيل للوقوف في الحراسة، ولو ثار فيّ أدنى شك في أهمية دعوة جكول واجراء تفريق بين تأييد لا يتقوض لاسرائيل وتوجيه نقد حيوي لاعمال سيئة من حكومة سيئة، فقد أتت هذه المبادرة الحمقاء غير المسؤولة والآثمة – والكارثة لاسرائيل ايضا – ورجحت كفة الميزان.

        حداد، وأسى وغضب في مواجهة ذلك الميل الذي أعلم انه موجود عند عدد من قادة اسرائيل، الى ان يعتقدوا انهم وحدهم في العالم، وأنهم سينددون بهم في كل حال وأن يعملوا بحسب ذلك. ليست الانطوائية سياسة فضلا عن أن تكون استراتيجية. من المهم ان يقال هذا وبقوة.