خبر مطلوب لجنة تحقيق -هآرتس

الساعة 09:35 ص|01 يونيو 2010

مطلوب لجنة تحقيق -هآرتس

ثمن السياسة المرفوضة

بقلم: أسرة التحرير

عندما ينطلق جيش نظامي، مسلح ومدرب جيدا الى حرب ضد "اسطول الحرية" لسفن مدنية، محملة بالمدنيين، الغذاء والادوية، فان النتائج تكون معروفة مسبقا – ولا يهم على الاطلاق اذا كانت المواجهة حققت هدفها ومنعت الاسطول من الوصول الى غزة. المواجهة العنيفة، حتى لو كانت تمت كنتيجة لاداء او تخطيط عسكري مخلولين – فأساسها يقبع في سياسة مرفوضة، في حرب على المكانة، وفي انعدام فهم عميق لمعانيها واثارها.

الضرر السياسي الجسيم الذي الحقته المواجهة ظاهر للعيان. العلاقات مع تركيا لا بد ستعاني من تدهور اضافي، وربما من ضرر حقيقي على المستوى الرسمي. محادثات التقارب مع الفلسطينيين، التي بدأت عرجاء وبتوقعات منخفضة المستوى، ستجد صعوبة في التواصل حتى في هذا التلم، حين تهاجم اسرائيل قافلة تستهدف تقديم المساعدة لمواطني غزة المحاصرين منذ أربع سنوات. وقد اجترفت حماس لنفسها انتصارا هائلا دون أن تضطر الى اطلاق حتى ولا صاروخ واحد، مصر تخضع من جديد لضغط هائل لفتح معبر رفح وانهيار الحصار الاسرائيلي، ويمكن التخمين بان دولا اوروبية والولايات المتحدة لن تتمكن من الاكتفاء بتوبيخ اسرائيل.

هذه التطورات غير مفاجئة وما كان ينبغي لها ان تفاجىء مخططي السياسة في القدس. ولكن، يبدو أنه لم يكن هناك من يقف في وجه الاغراء للتظاهر بقوة الجيش الاسرائيلي بالذات في المكان الذي كان ينبغي لجنود الجيش الاسرائيلي ان يتغيبوا عنه. إذ ان المسألة ليست "من ينتصر" في هذه المواجهة، بل من سيحظى بالنقاط في الرأي العام، بالشرعية وبالتفهم. وفي هذا الاختبار فشلت حكومة نتنياهو فشلا مطلقا. اسرائيل، التي سياسة الحصار المتواصل على غزة اصبحت في نظرها مسألة وجودية، فقدت بسببها شرعيتها في العالم، والان تصبح هذه السياسة سهما مرتدا يضرب اسرائيل.

        الاهمال السياسي لاصحاب القرار يهدد الان أمن مواطني اسرائيل ومكانتها في العالم. هذا الفشل الذريع لا يمكنه ان يبقى بلا مسؤول. لا سبيل آخر لاقناع مواطني اسرائيل واصدقاء اسرائيل في العالم، في انها تأسف على نتائج المواجهة وتستخلص الدروس – دون تشكيل لجنة تحقيق رسمية، غير منحازة، تفحص عملية اتخاذ القرارات وتقرر من ينبغي ان يقدم الحساب على هذه السياسة الخطرة.