خبر علماء الأمة حول مجزرة قافلة الحرية:يدعون الحكام للتخلي عن مواقفهم السلبية

الساعة 03:41 ص|01 يونيو 2010

علماء الأمة حول مجزرة قافلة الحرية:يدعون الحكام للتخلي عن مواقفهم السلبية

فلسطين اليوم- غزة

دعا 89 عالما اسلاميا إلى تفعيل قرارات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بكسر الحصار المفروض على غزة، كما دعوا في بيان عاجل لهم صدر امس حكام الأمة العربية والإسلامية للتخلي عن مواقفهم السلبية ووصفوا تلك المواقف انها اقرب إلى التواطؤ مع العدو الصهيوني، مؤكدين على اهمية المقاومة التي دعوا إليها الفصائل الفلسطينية.

لافتين إلى سرعة التصالح والتوحد وترك المناكفة السياسية والحزبية، وشددوا على ان الموقف الإيجابي في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه هو معيارُ الشرعيةِ الحقيقيةِ للنظامِ السياسيِّ العربيِّ والإسلامي.. وجاء في البيان

إن العلماء المُوقِّعين على هذا البيان قد هالهم ما فعلت العصابات الصهيونية الآثمة بالأبطال الكرام الذين تنادوا من مختلف دول العالم لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، وقد تابع علماء الأمة مع جمهور أمتنا ببالغ الألم هذه الجريمة الصهيونية، التي قادها جيش الاحتلال الإجرامي الصهيوني، والتي أدَّت إلى استشهاد وجرح العشرات من المناضلين الكرماء.

كما تابع العلماء بعظيم التقدير والاحترام التحديَ العظيمَ والتصديَ البطوليَّ من الأبطال المتضامنين بصدورهم العارية للهجوم الصهيوني الغادر، وإذ يحفظُ العلماءُ أسمى آيات التقدير للشهداء وللجرحى الذين سالت دماؤهم؛ دفاعًا عن المظلومين المحاصرين في غزة، وللأسرى الأبطال الذين أصروا على نصرة المظلوم رغم كل التهديدات الصهيونية الفجة؛ وإذ يطالب العلماء بالتحرك العربي والإسلامي والدولي الفوري لاستخلاص الأسرى بأسرع ما يمكن؛ فإنهم يتوجهون بالبيان التالي إلى الأمة حكامًا ومحكومين؛ ليقوم الجميع بدوره في حماية هؤلاء الأسرى لدى الصهاينة، وحماية إخواننا الفلسطينيين، ونصرة المجاهدين على ثرى فلسطين المباركة:

أولاً: يدعو العلماء حكام الأمة العربية والإسلامية للتخلي عن مواقفهم السلبية — التي صارت أقرب إلى التواطؤ مع العدو الصهيوني — إزاء هذه المحاولات الصهيونية المتكررة، والدعوة العاجلة لمؤتمر عربي إسلامي يحدِّد الخطوات الواجب اتباعها سياسيًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا لردع العدو الصهيوني عن التمادي في عدوانه، وأول ما يجب فعله: سحبُ المبادرة العربية للسلام تمامًا، والتوقفُ الكامل عن ممارسة أي شكل من أشكال التطبيع الظاهر أو المستتر مع العدو الصهيوني، وتوظيفُ الإمكانات العربية والإسلامية، واستثمارُ العلاقات مع دول العالم المختلفة للضغط على الكيان الغاصب، ونصرة قضية الأقصى وفلسطين، ودعمُ جهادِ المقاومةِ الفلسطينيةِ ماديًّا ومعنويًّا وإعلاميًّا، وتثبيتُ قوّتِها، وتسهيل التواصل الرسمي والشعبي معها؛ حتى لا تظلَّ وحيدةً في ميْدانِ المعركة، وخصوصًا بعد الإنجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الأخيرة.

كما يدعو العلماء كافة الدول العربية والإسلامية إلى تفعيل قرارات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بكسر الحصار المفروض على غزة، والمبادرة العاجلة بإيصال كافة الأموال التي تعهَّدت بها الدول العربية من أجل إعمار غزة إلى القطاع في أسرع وقت ممكن؛ ليكون ذلك أحد الردود العملية على هذا العمل الصهيوني المجرم.

ثانيًا: يدعو العلماءُ الفصائلَ الفلسطينية إلى سرعة التصالح والتوحد وترك المناكفة السياسية والحزبية، والتوحد في خندق المقاومة لمواجهة العدو الحقيقي، ويدعو العلماءُ السلطةَ الفلسطينيةَ إلى التوقف الكامل عن ملاحقة المجاهدين، وإعلان التوقف الفوري والنهائي عن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وإلغاء اللقاءات العبثية مع قادة الكيان الغاصب؛ لما توفره من غطاء أخلاقي وقانوني للممارسات الظالمة لهذا الكيان.

ثالثًا: يدعو العلماء كافة المثقفين في الأمة إلى العمل على دعْمِ ونشرِ القضيةِ، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ، من خلال الفن، والأدبِ، ومناهجِ التعليمِ، ووسائلِ الإعلامِ، والمنابر الدينية والثقافية، والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ لتأكيدِ هُوِيَّةِ وعروبةِ وإسلاميةِ القدس، وكذلك إلى العمل على استقطابِ الرأيِ العامِ الغربيِّ والعالميِّ لنُصرةِ الحقِّ الفلسطينيِّ العربيِّ الإسلاميِّ، من خلالِ حملات إعلامية وقانونية، ونشرِ دراسات علمية وتاريخية حقيقية، بمختلف اللغات الحية، وعبر كلِّ وسائلِ الإعلامِ وصناعةِ الرأيِ العامِ المؤثرة، تقوم بها لجانٌ متخصصةٌ يتوافر فيها الإخلاصُ للقضية، ويتوافر لها الدعمُ الماليُّ المناسبُ رسميًّا وشعبيًّا؛ حتى تتمكنَ من إحداثِ التأثير المطلوب.

رابعًا: يدعو العلماء كافة الهيئات والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم إلى التحرك العاجل لمواجهة هذا الإجرام الصهيوني على كافة الأصعدة على المستوى الشعبي، وعلى المستوى القانوني لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، ورفع الدعاوى أمام كل المحاكم الأوروبية والدولية على قادة هذا الكيان الآثم، حتى لا ينجو المجرم من الحساب والمعاقبة.

خامسًا: يدعو العلماء إخوانهم الدعاة والعلماء في المجامعِ والهيئات العلميَّةِ والفقهيَّةِ؛ للقيام بدورهم في إحياءِ الروحِ الإسلاميَّةِ في الأمَّةِ، وإصدار الفتاوَى الشرعيةِ التي تُلْزِمُ الأمة حكامًا ومحكومين بالعملِ لاستنقاذِ فلسطين والمسجد الأقصى؛ باعتبارِ ذلك واجبًا دينيًّا ومسئوليةً شرعيةً وأخلاقيةً، لا مجال للتردد في تحمُّلها بحقِّها، كما يدعون الخطباءَ في كل الأنحاء إلى التذكير المستمر بتاريخ الصراع الإسلامي الصهيوني في فلسطين، ودور المسلمين في حماية الأقصى.

سادسًا: يدعو العلماء سائر أفراد الأمة إلى تحقيق مشروعِ صندوقِ فلسطين والأقصى وتفعيله؛ بحيث يكون حكوميًّا وأهليًّا، فرديًّا وجماعيًّا، تُسْهِمُ فيه المؤسساتُ والأفرادُ، وتتبنَّاه جميعُ الهيئاتِ والأُسَر في الأمة، كما يدعو العلماء كافة الشعوب العربية والإسلامية إلى تفعيل المقاطعة لبضائع الأعداء، وإلى التوجه المخلص لله تعالى بالدعاء عقب الصلوات، وفي الأسحار؛ حتى ينزل الله نصره على المرابطين المجاهدين، ويرد كيد الصهاينة المعتدين.

وأخيرًا.. لا بدَّ أن يعلمَ الجميعُ أن الموقف الإيجابي في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه هو معيارُ الشرعيةِ الحقيقيةِ للنظامِ السياسيِّ العربيِّ والإسلامي، وأن التَخَلِّيَ عن ذلك يُسْقط الشرعية عن كل نظامٍ ينفض يده من هذه المسئولية.