خبر الإعلام الاميركي يشير إلى زيادة عزلة إسرائيل دوليا

الساعة 03:39 ص|01 يونيو 2010

الإعلام الاميركي يشير إلى زيادة عزلة إسرائيل دوليا

فلسطين اليوم- وكالات

فيما اكتفى البيت الابيض بإصدار بيان عن المذبحة الاسرائيلية بحق المدنيين على متن قوارب الاغاثة المتجهة إلى غزة فان جماعات حقوقية متعددة في الولايات المتحدة سارعت إلى ادانة المأساة الدموية الجديدة التي ارتكبتها اسرائيل. وقال البيت الابيض في بيانه "ان الولايات المتحدة تأسف بعمق على مقتل وجرح العديدين اليوم وهي تعمل في الوقت الراهن على فهم الظروف التي احاطت بتلك المأساة". وكان مجلس الامن قد قرر عقد جلسة طارئة بناء على دعوة تركيا وبموافقة رئيس المجلس في دورته الحالية اي لبنان. وكان الوفد اللبناني في المنظمة الدولية قد تلقى أمرا من رئيس الوزراء سعد الحريري بالدعوة لعقد الجلسة الاستثنائية.

اما الجمعيات الحقوقية فقد تنوعت ردة فعلها اذ قالت المتحدثة باسم منظمة "هيومان رايتس ووتش" كارلا زيليس ان ما حدث بالقرب من سواحل شرق البحر الابيض المتوسط صباح اليوم يعد "كارثة انسانية"، وقالت زيليس في تصريح لـ"الشرق" ان المنظمة ستحقق في تسلسل الوقائع وستصدر بيانا في وقت لاحق بهذا الشأن. وردا على سؤال حول الانطباع الاول من قراءة التقارير الاخبارية قالت "اعتقد ان الفهم الدقيق للظروف سيتيح لنا الحكم بصورة افضل. ولكن الامور على ما هي عليه الآن تبدو مروعة. فطبقا لما قالته قافلة الاغاثة فان احدا لم يكن يحمل اي اسلحة بينما يقول الاسرائيليون انهم تعرضوا لاطلاق نيران فور هبوط جنودهم على متن القوارب. اذا لم يكن هذا صحيحا فأنا اعتقد ان ما فعله الاسرائيليون يعد جريمة بجميع المعايير. ولكنني لست بصدد اصدار حكم حتى تتوفر كافة المعلومات".

وقال الناطق باسم اتحاد الحقوقيين الاميركيين ريتشارد بيل ان الاتحاد ينوي التحقيق في الواقعة خلال الايام القليلة المقبلة. وتابع في اتصال هاتفي اجرته معه "الشرق" قائلا: "يبدو لي ان اسرائيل ارتكبت مجددا جريمة حرب حقيقية ضد مدنيين عزل. انني باختصار لا اصدق الرواية الاسرائيلية بأن ركاب القوارب من الناشطين كانوا مسلحين. السلطات التركية تنفي ذلك ومنظمو القافلة البحرية ينفون ذلك وقباطنة القوارب ينفون ذلك. وحدهم الاسرائيليون يقولون العكس. ولا ادري من بوسعه تصديقهم في هذه الظروف".

وتابع بيل "القانون الدولي يحظر تماما التعرض لقارب يحمل مدنيين في المياه الدولية. وطبقا للتقارير الأولية فان عملية الاعتراض البحري حدثت في المياه الدولية. وهناك شرائط فيديو للصحافة يمكن الاطلاع عليها في اي تحقيق. ويتعين اتخاذ موقف حاسم للجم هذه التصرفات الاسرائيلية الرعناء".

وقالت الباحثة الاميركية في معهد الشرق الاوسط بواشنطن سامنثا كيلي ان التصرفات الاسرائيلية تستدعي تحقيقا دوليا. وتابعت في تصريح خاص بـ"الشرق" بقولها "ردة الفعل الاسرائيلية يصعب فهمها او الدفاع عنها حتى ممن يدافعون دوما عن اسرائيل. ما يحدث هو انهم يزيدون من عزلتهم الدولية. واعتقد ان اي بلد يحترم نفسه ينبغي ان يشهد استقالة المسؤولين عما حدث على اقل تقدير. الا ان الامر في نهاية المطاف ينبغي ان يكون منوطا بعدد من المحققين الدوليين لتحديد ما حدث بدقة".

وقال المعلق المعروف في الاذاعة الاميركية العامة توماس كرافت ان ما حدث هو مأساة للضحايا ومشكلة كبرى للاسرائيليين. واضاف في تعليق بثه في المحطة عقب وصول انباء المذبحة "اعتقد وبصرف النظر عما حدث حقا فإن وقائع هذا الصباح تشدد من الضغوط التي تتعرض لها اسرائيل لرفع حصارها عن غزة. ان ما حدث هو بالتأكيد خطوة سياسية الى الوراء بالنسبة للاسرائيليين".

وحملت اجهزة الاعلام الاميركية انباء متباينة عن المجزرة الاسرائيلية الجديدة فقد انبرى بعضها لترديد وجهات النظر الاسرائيلية فيما وقفت الاغلبية موقفا يرجح الانتظار حتى ظهور المزيد من التفصيلات.

وبدأت المنظمات اليسارية الاميركية ومنظمات السلام الاسرائيلية ومنظمات فلسطينية واسلامية اميركية اتصالات للتشاور فيما بينها لتحديد ردة الفعل الملائمة طبقا لبيان صادر عن اللجنة العربية الاميركية لمكافحة التمييز.