خبر أخضر الآن -هآرتس

الساعة 09:58 ص|31 مايو 2010

 

أخضر الآن -هآرتس

بقلم: كارنيه الداد

(المضمون: اسهام الاسرائيليين والفلسطينيين جميعا في تلويث الماء والهواء وراء الخط الاخضر. يجب على الادارة المدنية، وهي تملك السلطة والقوة معا، أن تعمل في مقاومة هذا التلويث - المصدر).

يتم في بلعين ونعلين تعاون مؤثر بين اليهود والعرب – هو ما يسميه بعض كتاب هذه الصحيفة "نضالا غير  عنيف للاحتلال". وفي كل يوم جمعة يجتمع محبو الانسان من الشعبين ويرمون قوات حرس الحدود التي أتت للدفاع عن بناء السور في المكان، بالحجارة. وهو سور كما تذكرون، يعوق الارهابيين العرب.

في تلك المنطقة بالضبط يتم تعاون لطيف آخر بين العرب واليهود. فهناك شاحنات قمامة يهودية وعربية تجوز الحاجز العسكري بخفة وتطرح قمامتها في مواقع ازالة قمامة غير قانونية، تعمل في المكان. الحديث عن قمامة منزلية، وقمامة بناء وقمامة من مصانع. هذه المواقع تستعملها عائلات مخالفة قانون من القريتين الريفيتين المذكورتين آنفا، وهي كما يبدو شديدة الاخافة بحيث لا يريد أحد مواجهتها ولا حتى الادارة المدنية.

ثم قانون يحظر نقل القمامة من جانب الى جانب آخر من الخط الاخضر، كي لا ينشأ وضع يستغل معه اليهود العرب. في هذه الحالة لا توجد أي مشكلة في نقل القمامة لان الجانبين يكسبان. اليهود – لانه لا يجب عليهم السفر حتى مواقع القمامة القانونية لطرح القمامة (او للخلاص بوسائل أخر من قمامة خطرة)، والعائلة العربية المفسدة.

                              أي تناغم. شرق أوسط جديد حقا. فالجانبان يتعاونان على تلويث مائنا وهوائنا، اللذين هما حاجاتان أساسيتان جدا. لا للمنعمين فقط. كيف يلوثون؟ اذا لم تعالج القمامة كما ينبغي فالسموم التي فيها تتغلغل في الأرض. وهناك تبلغ حوض الجبل، الذي هو حوض الماء الرئيس في اسرائيل. وهكذا يلوث الماء. يخيل الي ان هذا هو الوقت المناسب لنبين أنه لا يوجد خط أخضر في أعماق الأرض. فهذا الماء يشربه الجميع. الناس في تل أبيب، وفي تعايش أيضا.

                              من المقبول عند هذه الجواهر الثمينة العادة القديمة لحرق القمامة. إن دخان هذه القمامة، وفيه جزئيات صغيرة، يصل الى رئات سكان نيلي ونعليه ومودعين ومودعين العليا. ولا يوجد في الجو أيضا خط أخضر. في كل يوم تبلغ الروابط من أجل  الحفاظ على البيئة، مثل "أخضر الان"، شكاوى من تلويث الجو وصعوبات تنفس في هذه المناطق.

ما الذي أريده اذن؟ أريد قبل كل شيء أن يفحص أناس منظمة تعايش من الذي يدافعون عنه على هذا النحو الشديد. وأن يأخذوا في حسابهم أن السعال الذي يسعله نشطاؤهم لا يسببه فقط الغاز المسيل للدموع من قوات الأمن، بل الدخان من مواقع القمامة التي تشتعل دائما.

لكن أناس تعايش ليسوا المشكلة الرئيسة هنا. أطلب من الادارة المدنية أن تعمل بحزم وتصميم في مواجهة هذا الوباء، كما تعمل - او حتى أكثر من ذلك – في مواجهة كل بناء من الكرتون أقامه المستوطنون في البؤرة الاستيطانية "معاليه بربريم". لان لهذا التلويث الاناني تأثيرا مباشرا فوريا في حياتنا، جميعا على نحو لسنا مست