خبر الحديث مع حماس ثلاث مصالح- يديعوت

الساعة 09:52 ص|31 مايو 2010

الحديث مع حماس ثلاث مصالح- يديعوت

بقلم: غيورا ايلند

قرار الحكومة وقف الاسطول الى غزة كان صحيحا، مع كل المعاني الاعلانية غير المريحة. ولكن هذا الحدث يؤكد الحاجة لاعادة تقدير موقفنا من غزة.

منذ انتصار حماس في الانتخابات في 2006، بل واكثر من ذلك منذ سيطرت على غزة في 2007، السياسة الاسرائيلية هي "الحرد". فنحن ندعي بان حكمها ليس شرعيا، نغضب على كل من يتحدث معها ونصطدم مع كل من يقترح موقفا آخر. فهل هذه بالضرورة سياسة صحيحة؟

السبيل السليم لفحص هذه السياسة يبدأ بتحديد مصالحنا. بالنسبة لغزة توجد لاسرائيل مصلحتان ثابتتان ومصلحة اخرى. المصلحة الاولى هي الا تصدر عن غزة عمليات عدائية ضدنا، والثانية هي التقليص قدر الامكان لقدرة حماس العسكرية، والثالثة هي اعادة جلعاد شليت. الفرصة للرفع الى الحد الاقصى بهذه الاهداف الثلاثة كانت في ختام "رصاص مصبوب". كان ينبغي لاسرائيل أن تصر على أن تتضمن نهاية الحملة أربعة عناصر: وقف نار متبادل، حل مشكلة المعابر، تبادل الاسرى وترتيب الحدود بين مصر وغزة. السبب الاساس لغياب التسوية كان خليط من الرفض الاسرائيلي للبحث مع حماس الى جانب اصرار اسرائيلي على الدفاع عن مصالح مصر والسلطة الفلسطينية.

ولكن اليوم ايضا ليس متأخرا تحسين الوضع، شريطة ان نكون مخلصين لمصالحنا الحقيقية. السبيل لعمل ذلك يبدأ بمعرفة الواقع. غزة هي في حكم الامر الواقع دولة بكل معنى الكلمة، يسيطر عليها لشدة الاسف رجال اشرار يرفضون كل تسوية سياسية مع اسرائيل. هذا لا يعني أنه لا يمكن ترتيب علاقات الجيرة معهم. على مدى السنين لم تعترف الدول العربية باسرائيل ودعت علنا الى تصفيتها، ورغم ذلك اقامت مع اسرائيل نشاطا مشتركا للجان الهدنة.

العلاقات بيننا وبين غزة يجب أن تكون قائمة على اساس اربعة مبادىء:

أولا - الردع. اسرائيل لن توافق على العودة الى الواقع الذي ساد قبل "رصاص مصبوب". اذا استؤنفت نار الصواريخ، ستهاجم اسرائيل دولة غزة وتؤدي الى تدميرها.

ثانيا – اسرائيل لا ينبغي ان تستبعد حوارا من دول مختلفة مع حماس. فهي الحاكم في غزة وحكمها شرعي جدا. الصراع لمنع الحديث معها صبياني. السبيل للضغط على حماس في مواضيع مختلفة (بما في ذلك جلعاد شليت) هو في الحديث معها وليس في مقاطعتها (قبل عدة اسابيع دعا الرئيس الروسي الى ادراج حماس في المسيرة السياسية. اسرائيل سارعت الى المناكفة مع روسيا والتنديد بالمبادرة، بدلا من الترحيب بها وترك حماس تشرح لماذا هي ضد التسوية السياسية).

ثالثا – على اسرائيل أن تتوقف عن دفع ثمن على رغبتها في ارضاء مصر والسلطة الفلسطينية. من ناحية المصلحة الاسرائيلية، حدود مصر – غزة هي موضوع داخلي بين حماس ومصر. لا يوجد أي سبب يدعونا الى ان على ان تكون السلطة الفلسطينية العنوان للتسوية، ولا يوجد ما يدعونا الى الاعتراض بان يكون معبر رفح مفتوحا 24 ساعة على مدى سبعة ايام في الاسبوع، دون حضور رجال السلطة، دون حضور قوة دولية ودون جهاز رقابة اسرائيلي. في هذا الوضع سيكون من السهل الشرح بانه لا يوجد حصار على غزة وكل بضاعة دخولها أو خروجها ممنوع من اسرائيل يمكن ادخالها او اخراجها عبر معبر رفح. وعندما يحصل هذا، سيكون بوسع اسرائيل أن تخرج غزة من نطاق الغلاف الجمركي الاسرائيلي (والذي يعد وجوده مصلحة فلسطينية اولى في مستواها وليس اسرائيلية).

رابعا – الوساطة البحرية. على اسرائيل أن تبادل الى الاقتراح بان تسمح بالابحار التجاري من والى غزة شريطة أن تدير السفن منظمات تعترف اسرائيل بها ويكون ممكنا فحصها من جانب السلطات الاسرائيلية.

عندما يحصل كل هذا سيكون المثلث اسرائيل – مصر – غزة يشبه المثلث اسرائيل – لبنان – سوريا (انظروا الى الخريطة لتروا وجه الشبه)، وهكذا يكون ممكنا التحرر بالتدريج من صورة "الاحتلال" و "الحصار".