خبر الأسيرة سراحنة تعيش لحظات قلق وفرح بعد السماح لوالدتها وأبنتها المقيمتان في اوكراينا بزيارتها

الساعة 06:35 م|30 مايو 2010

الأسيرة سراحنة تعيش لحظات قلق وفرح بعد السماح لوالدتها وأبنتها المقيمتان في اوكراينا بزيارتها

جنين: علي سمودي

تعيش الأسيرة ايرينا بلينسكي سراحنة في سجن هشارون –تلموند- لحظات الانتظار الأطول والأصعب في حياتها و التي تمتزج فيها مشاعر الحزن والخوف والقلق بالسعادة بعدما ابلغ والد زوجها الحاج احمد سراحنه بان سلطات الاحتلال وافقت على السماح لوالدتها وكريمتها ياسمين التي تعيش في كنفها في أوكرانيا بزيارتها لأول مرة منذ اعتقالها قبل 8 سنوات.

وأفادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا التي تمكنت يوم الخميس الماضي من زيارة سراحنه وهي أوكرانية الأصل: أنها " بدت في حالة لم تلاحظها عليها من قبل في جميع الزيارات السابقة، حيث كانت دوما متأثرة وحزينة لشوقها لرؤية والدتها وكريمتها، وحتى اللحظة ورغم تأكيد والد زوجها حصوله على الموافقة، فإنها لم ولن تصدق كما قالت حتى تراهم أمامهم، فكل سنوات المعاناة والألم التي عايشتها في رحلة الاعتقال، لا تساوي شيئا، بل أنني أعيش أصعب لحظة في حياتي، لاني قلقة، واصلي لله ليل نهار حتى يتحقق حلمي وأشاهد والدتي وابنتي ياسمين ومعها ابنتي غزالة التي تعيش في كنف جدها والد زوجي في مخيم الدهيشة، واللتان لم يجتمع شملها، ولم تلتقيا منذ سنوات ".

الوالدين رهن الأسر

وأفادت دقماق، أن الأسيرة سراحنة (30) عاما  معتقلة  منذ تاريخ 22/5/2002 وتقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما، وكذلك زوجها الأسير إبراهيم سراحنة (41) عاما  يقبع في سجون الاحتلال  ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 6 مرات، ولها طفلتان الأولى ياسمين وتبلغ  من العمر اليوم  11 عاما وتعيش مع جدتها في أوكرانيا، والثانية غزالة والبالغة من العمر 8 سنوات وتعيش مع جدها في مخيم الدهيشة،وتضيف: "منذ اعتقال ايرنا وإبراهيم بذلا ومعهم مؤسسة مانديلا وغيرها من المؤسسات المعنية بقضية الأسرى  كل جهد مستطاع للحصول على قرار من سلطات الاحتلال يسمح لوالدة ارينا وابنتهما بزيارتهما، ولكن طوال السنوات الماضية رفضت سلطات الاحتلال ذلك، مما سبب معاناة بالغة لهما.

المكالمة الأولى

وبفرح وسعادة أبلغت الأسيرة ايرينا المحامية الدقماق أنها إدارة سجن هشارون سمحت لها في 16-5-2010 بالحديث عبر الهاتف لأول مرة مع والدتها وكريمتها في أوكرانيا لمدة ربع ساعة، وتضيف كانت أجمل لحظات العمر التي تمنيت فيها أن يتوقف عداد الزمن وعقارب الساعة، لأنني كنت أتمنى السماع لحديثهما بشكل دائم، ولم اصدق نفسي، ولكن الخبر الأجمل كان عندما أبلغتني والدتي بأنها حصلت على موافقة بالسماح لها ولياسمين بزيارتي قريبا، دون تحديد الموعد.

الاعتقال والمحاكمة

وتقول دقماق: أن " قوات الاحتلال كانت اعتقلت ايرينا وزوجها  إبراهيم خلال تواجدهما في منطقة بات يام قرب تل أبيب، بتهمة نقل فدائي  لتنفيذ عملية "ريشون لتسيون"،وفي 10-8-2006  حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية، في عوفر، على  ايرينا بالسجن الفعلي لمدة 3 سنوات، وعندما أنهت  فترة الاعتقال بتاريخ 26/10/2005، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية  قرارا بإبعادها، فرفضت ذلك وأصرت على البقاء في الأراضي المحتلة حيث تقيم عائلة زوجها، فرفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنها،و قام محامي نادي الأسير الفلسطيني، بتقديم التماسا للمحكمة،التي أصدرت  بتاريخ 12/9/2005، قرارا بإلغاء الإبعاد، واستمرار الاعتقال، لتصدر المحكمة بعد عام تقريبا وبتاريخ 10/8/2006، حكما بالسجن لمدة 20 عاما بحق ايرينا، أما زوجها إبراهيم فبعد التحقيق القاسي، حوكم بالسجن المؤبد 6 مرات إضافة ل45 عاما.

زيارة زوجها الأولى

وقالت دقماق، أن سلطات الاحتلال عاقبت ايرنيا عدة مرات خلال السنوات الماضية بحرمانهما من تبادل الزيارات، وكانت الزيارة الأولى منذ فترة كما أبلغتها ايرينا في 10-5-2010، وأفادت ايرينا أن سلطات الاحتلال سمحت لزوجها القابع في سجن ريمون بزيارتها لمدة ساعة ونصف، ولكن الزيارة كانت عبر الهاتف ومن خلف الزجاج، وتأتي هذه الزيارة بعد سنة ونصف من  الزيارة السابقة لزوجها لها، كما أبلغت من قبل والد زوجها والذي كان بزيارتها بالأمس انه سمح لامها وابنتها ياسمين بزيارتها بتاريخ 2/6/2010.

انتظار وسعادة....

وعبرت سراحنة عن سعادتها لهذه الزيارة، وقالت:أنها" تعد الدقائق والثواني بانتظار ذلك اليوم الذي ستلقي به مع ابنتها وأمها واللتان لم ترهما منذ أكثر من 11 عاما "، ولم تتمكن ابنتها غزالة من زيارتها برفقة جدها بالأمس لانشغالها بالامتحانات، وقالت أنها "تبارك لابنتها بتخرجها من السنة الدراسية الحالية والذي يصادف غدا"، وعبرت سراحنة عن شدة شوقها واشتياقها لرؤية أمها وابنتها قالت " أني قلبي يتمزق من شدة لهفتي لرؤيتهن وخاصة أن أمي كانت مريضة وأجريت لهل عملية جراحية وغادرت المستشفى بعد 21 يوم" وتمنت وطالبت أن تحضر ابنتها غزالة مع شقيقتها وجدتها القادمتان من أوكرانيا يوم زيارتها حتى يتعرفن على بعضهن البعض وترى ابنتيها سويا في الزيارة.

"مانديلا" أطلقت نداء لكافة المؤسسات الإنسانية والدولية للتدخل والضغط على سلطات الاحتلال للسماح لياسمين وشقيقتها غزالة بزيارة والديهما معا، وذكرت أن سلطات الاحتلال تعتقل إضافة لايرينا وزوجها إبراهيم شقيقيه موسى (39) عاما المعتقل منذ 28-6-2002 ويقضي حكما بالسجن المؤبد إضافة ل20 عاما، وخليل (31) عاما المعتقل منذ 10-7-2002 ويقضي حكما بالسجن المؤبد إضافة لعشرين عاما.