خبر في كلمتين: ليس جيدا- يديعوت

الساعة 08:37 ص|30 مايو 2010

في كلمتين: ليس جيدا- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

طلبوا ذات مرة من بوريس يلتسين ان يصف بكلمة واحدة الوضع في بلاده. فأجاب: "جيد". السائل اراد وصفا اكثر تفصيلا. في كلمتين، طلب. "ليس جيدا"، قال يلتسين.

وهذا، الى هذا الحد او ذاك، ما يشعر به الان بنيامين نتنياهو. في باريس عانقوه وقبلوه. ساركوزي وبرلسكوني يحبان القبل. شفاههما عرفت الكثير من الخدود، للرجال والنساء. ليس لديهما مشكلة ان يقبلا ذات يوم معمر القذافي، وفي الغداة رئيس وزراء اسرائيل.

ولكن في نيويورك اتخذ مؤتمر للامم المتحدة قرارا محرجا يتحدى سياسة الغموض النووي لاسرائيل. ادارة اوباما ضحت بالمصلحة الاسرائيلية الفورية على مذبح موضوعين تعتبرهما اكثر اهمية: الاول، تجريد العالم من السلاح النووي. اوباما تبنى الفكرة، التي ولدت بالذات في اليمين الامريكي، ووضعها في مركز سياسته الخارجية. والثاني، تأييد دول عربية معتدلة، وعلى رأسها مصر. مصر تجد صعوبة في أن تعيش مع شيء ما يوجد للاخرين ولا يوجد لديها. منذ سنين وهي تدير حملة دولية ضد النووي الاسرائيلي. لا يوجد تناقض بين كفاحها ضد النووي الاسرائيلي ومعارضتها للنووي الايراني: في كليهما ترى تهديدا على امنها وعلى مكانتها.

اسرائيل تضرب في هذا الشأن مرتين: بدلا من أن يؤدي القلق من التسلح النووي الايراني للمؤسسات الدولية الى توحيد الصفوف مع اسرائيل، فانه يفاقم عزلتها فقط.

كان لطيفا التفكير بان التنديد باسرائيل هو ضريبة كلامية ترمي الى التغطية على نشاطات حادة، ناجعة، ضد ايران. في هذه الاثناء لا يبدو الحال هكذا.

كما أن الاسطول الى غزة لا يضيف راحة. نتنياهو لا بد قلق من الصور غير العاطفة التي ستصدر عن المواجهة بين قوات الجيش الاسرائيلي والمتظاهرين. ما ينبغي أن يقلقه اكثر هو التدهور المتواصل في العلاقات مع تركيا. هذه ليست مشكلة اعلامية: هذه مشكلة استراتيجية. قرار الامم المتحدة، بالطريقة التي صيغ فيها، لم يترك لنتنياهو مفر غير اصدار بيان مضاد. كما أن المسؤول التركي – الحماسي لم يترك لاسرائيل سوى خيار واحد: محاولة احباطه.

ولكن على سريره في الليالي، في مكان ما في كندا، يجدر برئيس الوزراء أن يفكر ليس في اليوم والغد بل في بعد غد. يحتمل أن يكون انتهى زمن الغموض النووي. ما كان جيدا، ربما، لردع عدو يتآمر لاحتلال اسرائيل بالدبابات، لن يردع عدوا يتآمر لتصفية اسرائيل بالصواريخ. النووي الاسرائيلي لا يخيف الايرانيين كما يبدو. والسؤال هو من يخيف حقا في الشرق الاوسط الحالي.

وكذا مسألة غزة تحتاج الى تفكير اضافي. الحفاظ على غزة على ما يبدو باء بالفشل. فهو لم يمنع دخول صواريخ وسلاح آخر الى القطاع. لم يضعف حماس. بل انه عرض جهاز الامن الاسرائيلي في ضوء سخيف. لم ينجح أحد في أن يشرح لماذا الكزبرة او حتى وقت مضى الملابس، تعتبر عناصر امنية محظور ادخالها الى القطاع.

واذا بات مضجع نتنياهو قض، فيمكنه أن يشغل نفسه في مسألة ما الذي سيقوله للرئيس اوباما في لقائهما في واشنطن. اوباما سيرغب في أن يحصل على شيء ما قبيل لقائه بابو مازن. الكلمات الجميلة لن تكفي.

يخيل أن كل شيء يتجمع تمهيدا للخريف، لايلول، لتشرين الاول او تشرين الثاني. المسألة الايرانية، مساعي الوساطة لميتشل، تجميد الاستيطان، الانتخابات الوسطى في الولايات المتحدة، الضغوط السياسية من الداخل، الجدول الزمني لباراك وربما أيضا لائحة الاتهام ضد ليبرمان. كلها معا.

للزمن في الشرق الاوسط توجد ميزة غريبة: عندما تحصل امور، توجد مبادرات، يوجد فعل، الزمن لا يتحرك. بالمقابل، عندما لا يحصل شيء، الزمن يركض. لم يبدأ الصيف بعد وها نحن نرى الخريف، مع السحابة ومع الريح. لرئيس الوزراء يوجد الكثير من الامور للتفكير فيها وهو مستلقٍ في سريره، في مكان ما هناك في كندا.