خبر الكهرباء بغزة تربك استعدادات الطلبة للامتحانات النهائية

الساعة 05:43 ص|29 مايو 2010

الكهرباء بغزة تربك استعدادات الطلبة للامتحانات النهائية

 فلسطين اليوم-غزة

لم يتمكن الطفل أنس محمد من تطبيق برنامجه الدراسي استعدادا للامتحان النهائي جراء الفصل المستمر للتيار الكهربائي وتعطل المولد الذي ابتاعه والده كي يعوض قطع التيار الكهربائي المستمر خاصة أوقات الامتحانات.

وقال محمد (16 عاما) "كنت أعوض قطع التيار الكهربائي بتشغيل المولد الكهربائي حتى أتمكن من الدراسة لامتحاناتي خلال الأسبوع الماضي، لكن هذا الأسبوع وبداية من أمس لم أتمكن من متابعة الدراسة بعد تعطل المولد الكهربائي الذي تعتمد عليه الاسره خلال فصل التيار"، مشيرا إلى أنه اضطر للذهاب إلى بيت صديقه للدراسة رغم معارضة والده.

وأوضح الطفل الذي يدرس في مدرسة الموهوبين بغزة أن تدني مستواه عن معدل 95% يعني تخلفه عن زملائه في المدرسة، مشيرا إلى أنه اعتاد ضجيج المولدات الكهربائية خلال دراسته.

ويستعد الآلاف من طلبة المدارس والجامعات هذه الأيام لتقديم الامتحانات النهائية، وانتهى عدد منهم من تقديمها وسط فصل مستمر للتيار الكهربائي الأمر الذي ألحق فوضى بجدولة وبرامج الطلبة للمذاكرة.

وأشارت الطالبة صفاء صايمة (15 عاما) إلى أنها عادت للدراسة على ضوء الشمعة بعد أن منع والدها تشغيل المولد الكهربائي خلال فصل التيار نظرا للأخطار التي يلحقها وأحداث الموت والحرائق التي تسبب بها، منوهة إلى أنها تتنقل أحيانا بين الشمعة والمصباح الكهربائي للتخفيف عن نفسها في محاولة لاشعار ذاتها بأن الحياة اليومية تسير وفق هذا النظام.

وأكدت الطالبة المتفوقة أنها لا تجد مانعاً في الدراسة على ضوء الشمع لكنها تتساءل لماذا والدها يقوم بدفع فاتورة الكهرباء في حين يتم فصل التيار بسبب نقص الغاز الخاص بمحطة التوليد وليس لأسباب أخرى، لافتة إلى أن هذه الأزمة باتت جزءا من حياة المواطن حتى أن أحدا لم يعد يتأفف منها بعد أن أمعنت في حياة الغزيين وأصبحت طقوسا يومية.

ورغم المناشدات المستمرة لإنهاء أزمة فصل التيار الكهربائي إلا أن الأزمة مستمرة يوميا حتى أن فصل التيار الكهربائي يصل يوميا ما بين 8 و12 ساعة فيما يصل لأكثر من ذلك في مناطق جنوب قطاع غزة.

وأوضحت الطالبة الجامعية ماجدة (21 عاما) أنها تصطاد ساعات وصول التيار الكهربائي وتعمل وفق جدول طوارئ، مشيرة إلى أنها تعلمت إدارة الوقت والأزمات نظريا في الجامعة والمؤسسات الأهلية لكنها تمكنت من تطبيقها على أرض الواقع بسبب أزمة الكهرباء.

وأشارت الطالبة التي تدرس الإعلام واللغة العربية إلى أن أزمات غزة المتواصلة مقيتة وموجعة لكنها في ذات الوقت تخلق إنساناً قادرا على توفير البدائل وخلق الحلول.

ولفتت إلى أنها باتت تعاني آلاما في عينيها بسبب الدراسة على ضوء الشمعة لكنها شعرت بعظمة تفوقها ودخولها الامتحان وهي مدركة أنها درست واستعدت.

وحمل الطالب الجامعي جعفر رشاد استمرار فصل التيار الكهربائي مسؤولية تخلفه في المعدل الفصلي، مشيرا إلى أنه لا يعرف كيف يواجه أزمات الحياة اليومية.

وأشار إلى أنه يعمل يوميا 6 ساعات ليلا لضمان رسوم الجامعة والدراسة ويواجه مع أسرته فصل التيار الكهربائي، الأمر الذي جعله يرى الأزمات متتالية ولا يتمكن من مواجهتها بالشكل المطلوب.

.............

صحيفة الأيام