خبر الصهاينة ومأزق قافلة السكود والنووي إلى غزة ..فايز أبوراس

الساعة 07:54 م|28 مايو 2010

الصهاينة ومأزق قافلة السكود والنووي إلى غزة ..فايز أبوراس

 

القادة الصهاينة على حق في خشيتهم وخوفهم من أن تصل بسلام قافلة رفع الحصار البحرية إلى غزة, وهم معنيون بالقرصنة عليها واعتراضها والتشويش على رحلتها على الأقل إن لم يتمكنوا من المنع الذي يبدو صعباً هذه المرة لأسباب عديدة, ومع أنهم على يقين بأن القافلة لا تحمل محرماً ولا شيئاً ممنوعاً أو قد يستدعي القلق الأمني من جانبهم , إلاّ أنهم في أعلى درجات القلق والحيرة والإرباك على الرغم من أن السفن قد خرجت من موانئ رسمية لدول محترمة وأشرفت عليها سلطات جمركية حكومية في تلك  الدول, ويشارك في القافلة شخصيات اعتبارية محترمة من كل دول العالم منهم برلمانيين ومنهم من يعملون في الحقل الاجتماعي والإنساني إضافة إلى فنانين وصحفيين ورجال إعلام  ونشطاء سلام وحقوق إنسان وليس معهم سلاح ولا يوجد بينهم جنود ولا مقاتلين, لكن الصهاينة الذين يستشعرون الخطر على وجودهم في كل شيء على ثقة بأن هذه القافلة أخطر عليهم من صواريخ سكود وأثقل على صدورهم من السلاح النووي, لأن الصهاينة والأمريكان وجوقة المقاولين المحليين وفي دول الجوار قد ركزوا على الحصار كل جهودهم لإخضاع الشعب الفلسطيني وإجباره على الركوع  والاستسلام, ويصعب عليهم اليوم ولا يمكن لهم أن يقبلوا أن يروا فجأة هذا الحصار الذي بنوا عليه كل آمالهم وأحلامهم ينهار على يد مجموعة من النشطاء الدوليين.  

 

الدولتان السياديتان اللتان تمسكان بحلاقيم أهل غزة بكل ما في قواميس الرعونة والصلف وابتزاز المدنيين والمرضى والشيوخ والأطفال والعزل من مبررات واهية ليس لهم مشكلة مع ما تحمله القافلة , ولم تكن لهم يوماً مشكلة مع ما حملته القوافل السابقة, وكل الإشكاليات التي واجهتها القوافل السابقة كانت مدبرة ومفتعلة (حكم القوي على الضعيف) وتهدف إلى إذلال للمشاركين في القوافل وتصعيب مهمتهم ومنعهم من تكرار تجربة التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني مرة أخرى وعدم تشجيع غيرهم باستسهال ذلك على أمل إغلاق هذا الباب وإبقاء غزة محاصرة ولا يبقى أمام أهل غزة غير الرضوخ لإرادة أعدائهم, وفي نفس الوقت بعث رسالة إذلال لكل فلسطيني داخل غزة وعلى أرض فلسطين وفي الشتات وعلى وجه الخصوص القيادات السياسية الفلسطينية بقصد إفهامها وإرشادها إلى أن هناك عنوان حصري وحيد عليهم اعتماده والذهاب إليه لمعالجة كل المسائل التي تخص القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني, طريق وحيد عليهم السير فوقه في عملية ابتزاز لا أخلاقية وغير مسبوقة يدفع أهالي غزة بدون استثناء ثمنها ويتجرعون مرارتها في ظل صمت وتواطؤ دولي ومحاباة للمعتدي على حساب المعتدى عليه وتبرير جرائم حرب الإبادة ضدهم وإظهار الجلاد الصهيوني في ثوب الضحية.  

 

التجربة الصهيونية غنية بالخبث والجرائم في معالجة قضايا القوافل الذاهبة إلى غزة ومن قبلها قافلة العودة التي كانت م0ت0ف تود إرسالها إلى حيفا عام 1988م فقد فجر الصهاينة السفينة في قبرص قبل أن يصعد عليها الركاب وتبحر إلى حيفا وبذلك دفنت الفكرة في مهدها ولم تمتلك الجهة المنظمة الإصرار الكافي وتكرار التجربة, وفي القوافل البحرية السابقة لفك الحصار عن غزة قام الصهاينة بترويع المشاركين عبر صدم قواربهم ومحاولة إغراقها وإلحاق الضرر الكبير بها ومن ثم توقيفهم بشكل بوليسي والاستيلاء على حمولتهم وفرض العودة والتراجع عليهم أو اقتيادهم إلى الموانئ الصهيونية والتحقيق معهم ومصادرة ما يحملون وطردهم فيما بعد, سلسلة من الأعمال الإجرامية والخبيثة, ولأن هدف نشطاء فك الحصار عن غزة هو فك الحصار أو على الأقل فتح ثغرة في الجدار أملوا في معبر رفح والطريق البري خيراً مع أنهم يدركون أن مشكلة الحصار هي مع الكيان الصهيوني وليست مع مصر وأن مشكلة فك الحصار تقع على عاتق الكيان وليس على عاتق مصر لا بل يجب على مصر أن تسعى لإجبار الكيان على فك الحصار لكن المنظمين للقوافل صدموا  عندما وجدوا أنهم يتعاملون مع مقاول من الباطن مع الكيان الصهيوني هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدوا أن هناك من يحمّل الحصار كل القضايا العالقة في الصراع العربي الصهيوني إضافة إلى مشاكل النظام الداخلية ومخاوفه  بدون وجه حق وأصبح لسان حالهم يقول "ما أحلى الصراع مع العدو على محبة هيك أقارب وخلان" وبذلك فقد الطريق البري أهميته لأنه يدخل الجميع في الشرك الذي نصبه لهم العدو بمشاركة ورضا وقبول البعض, وحتى لا ينحرف المسار عن الاتجاه الصحيح وتتحدد المسؤوليات عاد العمل مرة أخرى للبحر فغزة ليس لها بر فكل بر غزة بحر, أمّا المشرفون على القوافل فقد اكتسبوا سلسلة من التجارب والدروس قد تسعفهم في إدارة أنشطتهم القادمة.  

 

اليوم وقبيل وصول القافلة أمام غزة هنالك سيل من التهديدات والتحذيرات الصهيونية قد أطلق ورسائل أرسلت للدول التي خرجت من موانئها السفن أو يشارك أحد من رعاياها في القافلة للتأثير على انطلاق القافلة مسبقاً, لكن القافلة بحمد الله انطلقت, وما على الصهاينة إلاّ الانتظار وتدبر أمرهم في هذا المأزق الحرج الذي سيُخرج من أيديهم غزة اليوم أو في المستقبل القريب بحيث لا يكون حصارها مادة للمساومة أو الابتزاز, ومع ذلك فالكيان الصهيوني لا يعدم البدائل والبحث عن المخارج لورطته, فقد قدم عرضاً لاستقبال السفن في ميناء أسدود وأن يتولى هو مهمة إدخال المواد إلى غزة وعلى الرغم من تجربة أهل غزة المرة والقاسية معه في التحكم بإدخال المواد وحجزها في موانئه حتى تفسد واستخدامها للابتزاز إلاّ أنه هذه المرة إذا خُيّر ما بين إدخال المواد سريعاً وفرط القافلة أو المواجهة مع القافلة فسيختار الإدخال فوراً على أن تُفرض عليه مظاهرة بحرية بالألوان تنزع عنه جلابيب الديمقراطية الزائفة ومسوح المساكين المخادعين, لكن القافلة لم تأت من أجل هذا فقط , بل على الحصار أن يتوقف وأن ينتهي لأنه جريمة ضد الإنسانية, البديل الآخر ما جاء على لسان محافظ شمال سيناء بأن ميناء العريش جاهز لاستقبال السفن!!! شرط الالتزام!!! سبحان الله على الرقة والحنيّة وطيبة القلب, وهل يجرب المجرب إلاّ كل عقل مخرب.

 

منظموا القافلة لن يغيروا طريقهم ولن يبدلوا هدفهم وهم مصممون على ذلك حتى النهاية لأنهم يعلمون أن وصول القافلة إلى ميناء غزة أهم مما تحمله القافلة من مواد على أهميته وضرورته, لأن رسالة القافلة هي المهمة وذلك بأن يشعر الشعب الفلسطيني بالتضامن وأنه لم يترك للعدو ليستفرد به ويملي عليه مشيئته وأن هنالك في هذا العالم أناس شرفاء وأحرار وأن قضيته محترمة ومحفوظة ومحمولة على سواعد كل الشرفاء في العالم بغض النظر عن بلدانهم وجنسياتهم ومعتقداتهم وألوانهم وجنسهم لأن قضية الحرية واحدة بكل اللغات وبكل المعاني,وأن ما يجري اليوم في بلادنا ومنطقتنا من تقصير البعض أو تواطئه مع العدو وهذا الهوان والتراجع والنكوص الذي يتبدى في السلوك هو الاستثناء وليس القاعدة, وأن فجر عزة الأمة ونصرها قريب وقد بدأت تباشيره في صمود شعب غزة.  

 

الأبطال الحقيقيون في معركة كسر الحصار عن غزة هم كل من شارك في القوافل سابقاً ومن يشارك في قافلة اليوم ومن سيشارك في قوافل المستقبل وسيبقى هنالك مستقبل وستظل غزة بحاجة إلى دعم وجهد كل من وقف معها  في محنتها وسيبقى الشعب الفلسطيني مديناً لكل هؤلاء الأحرار الذين يتحملون المشاق والمخاطر من أجل نصرته ودعم نضاله, فالمشاركة في هذه القافلة بالنسبة للشعب الفلسطيني أقوى من صواريخ السكود وأهم من النووي.