خبر سبب جيد لسرير زوجي..هآرتس

الساعة 09:17 ص|28 مايو 2010

بقلم: نحميا شترسلر

كيف يمكن الاعتماد على هؤلاء الفلسطينيين؟ فهم يبنون منذ ثلاث واربعين سنة بعرق جبينهم بيوت المستوطنين، ويعبدون الشوارع من أجلهم ويقيمون لهم جدرا – أفتأتي القطيعة فجأة؟ أهكذا يتصرف الشركاء؟ أهكذا يكافئنا من ربيناهم مدة سنين ليكونوا سقاتنا وقاطعي اشجارنا.

        لا يفهم رئيس الحكومة أيضا انكار الجميل هذا. فقد شكا في جلسة كتلة الليكود هذا الاسبوع شكوى مرة من قرار السلطة على القطيعة مع 500 منتوجة تنتج في المستوطنات ووقف عمل 6 الاف شخص يبنون بيوت المستوطنين. "يظنون أن كل شيء يحل لهم، قال رئيس الحكومة غاضبا، نازف القلب للمظلمة الفظيعة التي وقعت بنا في حين يرى العالم ولا يقول كلمة.

        وفي الحقيقة كيف يفعلون بنا هذا؟ فنحن نعطيهم عملا، ومصدر عيش، وحياة جيدة، وغنى وسعادة، وهم يكافئون على المعروف بالسوء. الا يعلمون انه لا يمكن البناء بغير العرب. ان القطيعة قد تضطر المستوطنين الى بناء بيوتهم بقواهم الذاتية، فما الذي يجعل أسياد البلاد يبدأون العمل في البناء؟ هذا جيد لابناء البلاد فقط. فمن اجل هذا يوجد الاحتلال الذي يعطي عمالا حديثين يعملون بنصف أجر كما في نظام الفصل العنصري تماما. كذلك لا يفهم مجلس "يشع" لماذا القطيعة. فقد رد بشدة واعلن بان "الحديث عن عمل عدواني". واقترح عضو الكنيست اوري ارئيل فرض قطيعة مضادة وقال نتنياهو: "ليس مقبولا ان يحاربنا الفلسطينيون حربا اقتصادية".

        يعتقد شرغا بروش رئيس أرباب الصناعة ان هذه فضيحة، وكذلك يعتقد الوزيران افيغدور ليبرمان وبنيامين بن اليعيزر. لانه ليس يحل لغيرنا القيام بدعاية "اشتروا منتوجات اسرائيلية". اما هم فلا يحل لهم تطوير اقتصادهم لان جوهرهم كله هو تأييدنا: نحن الاسياد الاخيار. فمن الحقائق اننا نبيعهم جميع فوائض مصانعنا المحلية، وجميع الطرز من الدرجة الثانية، وجميع الادوية التي انتهى مفعولها، والا فمن اين لهم الادوية؟

        كذلك ننقل لهم العمل. فهم الذين يخيطون من أجلنا الاحذية ويصنعون الفحم من اجل كوانين يوم الاستقلال – وكل عمل يشرف اصحابه.

        كشف نتنياهو في جلسة الكتلة البرلمانية تلك عن سر فظيع فحواه ان "الفلسطينيين بذلوا جهودا كي لا نقبل في منظمة الدول الصناعية المتقدمة". فهذه  فضيحة في سلسلة طويلة. لانهم لو نجحوا في مؤامرتهم لما كان يستطيع ان يسافر اليوم الى باريس وبعد ذلك الى كندا والولايات المتحدة، والتمتع بالسرير الزوجي الخاص الباهظ الكلفة الذي انشأته من أجله شركة ال عال في الطائرة. لان مجرد درجة اولى لا يلائم فخامته.

        لا يفهم نتنياهو لماذا عارض الفلسطينيون انضمامنا الى منظمة الدول الصناعية المتقدمة. لانه يجب عليهم ان يكافئونا عن قطع اشجار الزيتون، وسلب الاراضي، والقتل، والاعتقال، والحواجز والاعتقالات الادارية. الا يفهمون اننا عندما ننضم الى منظمة الدول الصناعية المتقدمة سنصبح أكثر غنى وعند ذلك سنرفع اجور عملهم، ونعطيهم مخصصات تقاعد سخية، وعطلة سنوية، وملابس وشروطا اجتماعية؟ لقد قال نتنياهو في جلسة الكتلة تلك ان "اسرائيل تطمح الى سلام اقتصادي ونحن نعمل طوال الوقت في تقديم الاقتصاد الفلسطيني!". أي نبل.

        ولا يفهم نتنياهو ايضا كيف يرفضون قبول اقتراحه السخي لـ "سلام اقتصادي" ويستمرون على النضال من اجل "دولة مستقلة". صحيح أن "السلام الاقتصادي" هو سلام يعقد بين الحصان وراكبه. لكن ما الذي يريده العربي في الحصيلة العامة؟ رغيف وزيتون. وسنعطيهم هذا وافرا. في مقابلة ذلك اذا اجترأوا على أن يصبحوا مستقلين، فمن يضمن ان يبقى لهم ما يكفي من الزيتون؟

        ونتنياهو غاضب عليهم لسبب آخر. قال انهم يسببون "تلويث مصادرنا المائية". وهذا في الحقيقة قمة عدم الاكتراث. فقد انفقنا في الضفة مئات المليارات على اقامة منشآت تكرير فخمة لماء الصرف الصحي، ومئات مليارات اخرى على تحسين البيئة في القرى والمدن. وللتحقق من ذلك انظروا الى ثمرات استثمارنا في الاحياء العربية في شرقي القدس، المشهورة بنوعية الحياة، وبالنظافة والجمال والفصول الدراسية الواسعة ومنشآت الصرف الصحي والمياه فيها، والتي تعمل كما في سويسرا حقا.

        فكيف يجرؤون إذن على الالتفاف على منشآت التكرير وصب ماء الصرف الصحي في الوادي المجاور الذي يحمل الماء القذر، للاسف الشديد الى "مصادرنا المائة"؟ لانه معلوم أن الماء كله بين البحر والاردن هو "لنا". ومن أجل انهاء شكواه المرة من الفلسطينيين، قال نتنياهو ان هذه القطيعة "تضر بهم أنفسهم" ولهذا هي مرفوضة. وهنا تبين لي نهائيا أن الحديث عن شخص انساني حساس من الطراز الاول. لان جهوده كلها يوجهها الاهتمام بالفلسطينيين لئلا تضر بهم القطيعة معاذ الله – وهذا هو الذي يقض مضجعه. ويبدو ان هذا هو سبب انه طلب الى ال عال سريرا زوجيا خاصا في الرحلة الى باريس. فلربما ينجح مع كل ذلك في أن ينسى لبضع لحظات قلقه على الفلسطينيين وينجح في أن يغفو اغفاءة قصيرة.