خبر حصار على اسرائيل..هآرتس

الساعة 09:15 ص|28 مايو 2010

 بقلم: أسرة التحرير

سفن مزينة بأعلام فلسطين ويافطات تأييد لسكان قطاع غزة، محملة المنتجات الاستهلاكية الموجهة الى السكان المحاصرين هناك على مدى نحو 4 سنوات، تهدد الدولة. من رد فعل الحكومة ومن الاستعدادات لوقف "اسطول السلام" يمكن التفكير بأن ليست غزة هي التي تخضع لحصار وحشي، بل دولة اسرائيل.

        اسرائيل تجد صعوبة اكثر فاكثر في ان تشرح للعالم سبب الحصار. اذا كان هدفه هو منع اطلاق صواريخ القسام على اسرائيل، فقد كانت هذه ذريعة لحملة "رصاص مصبوب". واذا كانت اسرائيل تتطلع الى ان تشدد بواسطته الضغط على سكان غزة، الى ان يثوروا ضد حكم حماس ويؤدوا الى انهياره، او ان تقرر حماس الاستجابة للضغط الاسرائيلي – فقد مرت اربع سنوات لتشهد بفشل هذه السياسة.

        وفضلا عن ذلك، أوليست المعاناة التي تلحقها اسرائيل بمليون ونصف من الناس هي ليس فقط لا انسانية بل وايضا يفاقم جدا مكانتها في العالم؟ واذا كان الضغط على غزة هو الوسيلة الناجعة الوحيدة، فما معنى القانون الجديد الذي يرمي الى تشديد شروط الاعتقال لسجناء حماس؟ يبدو ان الحكومة لا تنجح في وضع استراتيجية مناسبة لتحرير جلعاد شليت، وهي تتمسك بكل قشة كي تظهر "فعلا" ما.

        الحكومة تعرف جيدا شارة الثمن التي عليها ان تدفع كي تحرر شليت. كما انها ادارت مفاوضات غير مباشرة مع حماس بل واعربت على استعدادها لتحرير عدد كبير من السجناء. وتبقى الخلاف حول بضعة سجناء ارتكبوا جرائم خطيرة للغاية، لا توافق اسرائيل على تحريرهم. الاصرار الاسرائيلي على رفض تحرير هؤلاء السجناء يتبين في هذه الاثناء بانه باهظ الثمن جدا. علاقات اسرائيل مع تركيا تآكلت بقدر كبير بسبب السياسة في غزة، بعض من دول اوروبا، التي ترى هي ايضا في حماس منظمة ارهابية، تنتقد سياسة الحصار، بضائع اسرائيلية تعاني من المقاطعة، والرأي العام العالمي لم يعد يوافق على الحصار. عدد المشاركين في الاسطول ومناصبهم، بينهم دبلوماسيون وشخصيات عامة يدل على ذلك.

        اسرائيل تدعي، بأنه لا يوجد جوع في غزة وان المنتجات الحيوية تدخل القطاع كالمعتاد. وفضلا عن ذلك فان اسرائيل مستعدة لأن تنقل محتوى السفن الى القطاع ولكن عبر ميناء اسدود ومن خلال الجيش الاسرائيلي وليس من خلال السفن نفسها. اذا كان هكذا هو الحال، فان اسرائيل لا تعارض مجرد المساعدة بل مظاهرة التأييد لسكان القطاع. بيد انه كان ممكنا منذ البداية منع مظاهرة التأييد هذه لو كانت اسرائيل قررت ازالة الحصار عديم الجدوى وأتاحت لسكان قطاع غزة بأن يعيشوا حياة طبيعية.

        حتى لو نجحت اسرائيل في أن تمنع وصول الاسطول الى غزة، فمن المتوقع لها المزيد من مظاهرات التأييد. من الافضل للحكومة ان تقرر وفورا بأنها تعود الى المفاوضات غير المباشرة مع حماس، وان تلطف حدة موقفها في مسألة تحرير السجناء وترفع الحصار عن غزة. هذا ثمن كفيل بأن يتضح منخفض نسبيا بالقياس الى الضرر اللاحق بمكانة اسرائيل.