خبر كيف سترد « إسرائيل » على تحدّي نصر الله؟ ..سعد محيو

الساعة 08:50 م|27 مايو 2010

كيف سترد "إسرائيل" على تحدّي نصر الله؟  ..سعد محيو

خطوة بارعة هي تلك التي قام بها السيد حسن نصر الله، حين هدد بضرب السفن الحربية والمدنية "الإسرائيلية" في حال نشبت الحرب.

 

لماذا هي بارعة؟ لسببين:

 

الأول، أنها ستُجبر "إسرائيل" على كشف أوراقها المستورة، في حال كانت قد حسمت أمرها بشن الحرب الجديدة خلال هذا الصيف. إذ إن صواريخ بر- بحر التي أشار إليها نصر الله ستُقيم (إذا لم تعمد تل أبيب إلى التصدي لها)، توازن قوى في البحر بعد أن نجح هذا الحزب الصغير المُقاتل في إقامة توازن قوى نسبي آخر في البر مع أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط. وهذا ما لا تستطيع الدولة الصهيونية ابتلاعه لا بسهولة ولا بصعوبة.

 

والثاني، أنه في حال كون الحرب "الإسرائيلية" الجديدة مؤجّلة (إلى الصيف المُقبل مثلاً)، سيؤدي التهديد بضرب السفن، إلى إدخال تعقيدات جمّة جديدة على استراتيجية الحرب "الإسرائيلية"، وإلى مفاقمة المخاوف والشكوك حول محصلاتها، بل وحتى حول جدواها.

 

كيف سترد "إسرائيل" على هذه النقلة الشطرنجية اللبنانية المُثيرة؟

 

السؤال يبدو صعباً. فهي إذا ردّت بشن الحرب ستكشف أوراقها المستورة، الأمر الذي سيفقدها عامل المفاجأة الاستراتيجية الذي لطالما عوّلت عليه في حروبها السابقة. وهي إذا لم ترد، ستكون قد قَبِلت ضمناً التوازن مع حزب الله كأمر واقع. وهذا ما سيكون حقاً كارثة استراتيجية كبرى ليس لهيبتها العسكرية وحسب، بل أيضاً لوجودها نفسه كدولة ومجتمع.

 

قد يُقال هنا إن نصر الله، وعلى رغم خطوته البارعة هذه، ربما يكون كما قال البعض قد أخطأ الحسابات كما أخطأ العام 2006 حين لم يتوقّع هجوماً "إسرائيلياً" بهذا الحجم، أو بأنه بتهديده ربما استدرج حرباً "إسرائيلية" لم تكن قد تقررت بعد.

 

بيد أن الافتراض غير مقنع، أولاً لأن الحرب "الإسرائيلية" الجديدة حتمية وفق كل المعايير والمقاييس، وثانياً لأن الدولة الصهيونية تضع صراعها مع حزب الله في إطار مواجهتها الوجودية مع إيران.

 

كتبت "فاينانشال تايمز" قبل أيام (25 مايو/ أيار الحالي): "خلال الأسابيع الأخيرة، حذّر السياسيون "الإسرائيليون" مراراً من أن التهديد الذي تفرضه ترسانة حزب الله العسكرية التي تتحسّن بسرعة، يقترب من مستوى خطر. ومع أن المحللين والدبلوماسيين الغربيين يقولون إن الحرب "الإسرائيلية" هذا الصيف تبدو غير مُحتملة، إلا أن الأزمة العامة في المنطقة حول برنامج إيران النووي، والحقيقة بأن حزب الله هو أهم حليف لطهران في الشرق الأوسط، يُمكن أن يتسبب بحرب جديدة في لبنان".

 

وكتب أيضاً "الإسرائيلي" زاكي شالوم، بروفيسور العلاقات الدولية في جامعة بن غوريون: "بعد حرب 2006، غيّرت "إسرائيل" "مبدأها" العسكري: فهي تستعد الآن لحرب نظامية مع كلٍ من حزب الله ولبنان كله وليس لحملة ضد قوة غير نظامية. وهذه الحرب باتت وشيكة".

 

واضح؟ يُفترض ذلك.

 

ويُفترض أيضاً أن يبدأ لبنان استعدادته لهذه المواجهة الجديدة، التي ستكون وفق أي معيار حاسمة، وقد تغيّر الكثير من المفاهيم وقواعد اللعبة التي سادت المنطقة طيلة 60 عاماً.

 

نصر الله قام بخطوات عدة نحو هذا الاستعداد. بقي أن تبدأ بلاد الأرز إجراءاتها الخاصة بها، بدءاً بوقف النقاش حول من يُمسك بقرار الحرب، وانتهاء بإطلاق ورشة الاستعداد للحرب نفسها.